حتى لا ننسى

نجيب محمد العنسي
لقد كانت صنعاء وعواصم المحافظات مسرحا مفتوحا لحوادث الاغتيالات ، دون ان تحرك السلطات ساكنا ، أو يتمعر وجهها خجلا ، ووصل الأمر إلى ان اصبحت حوادث الاغتيالات للعسكريين والاعلاميين والاكاديميين ، خبرا يوميا تتناوله وسائل الاعلام. بل ، وفي ظاهرة هي الاغرب في تاريخ الشعوب.
بدلا من أن يخاف المجرم من رجال الأمن ، كان رجال الأمن في بلادنا هم من يرتعدون خوفا من المجرمين ، حتى أصبح منتسبو المؤسسة الأمنية والعسكرية ، يدارون هوياتهم فلم يكن يجرؤ أحد من رجال الأمن على السير في الشارع مرتدياً زيه العسكري وبالذات أولئك القادة المنتفخي الكروش والذين طالما صموا اذاننا بصليل النياشين المتدلية على صدورهم.
وحتى على كل المستويات كان الامن غائبا ، أو لنقل مغيبا ، فلا وجود له في الطرقات التي اُتخمت بالقطاعات ، ولا وجود للأمن اذا ما استجار به مظلوم ، ووصلنا إلى مرحلة ام يكن يرى فيها المواطن لرجال الأمن ولأقسام الشرطة ـ تحديدا ـ سوى أماكن يرابط فيها مجموعة من المتربصين ينتظرون الداخل اليهم لابتزازه ومضاعفة معاناته.
هكذا كان الأمن في بلدنا ، وهكذا كانت الأجهزة الأمنية ، ما قبل العام 2014 م. مع وجود كل الإمكانيات المطلوبة وغير المطلوبة.
اما اليوم.. حين توفرت الإرادة ، فقد حققت الأجهزة الأمنية من الإنجازات ما بشبه المعجزة ، واستطاعت أن ترسخ الأمن في المدن اليمنية التي لا يسيطر عليها الاحتلال وأدواته بقدر عجزت عن مضاهاته كثير من البلدان.
حتى.. مع استهداف العدوان للمؤسسة الأمنية. و مع كل خطط اعداء اليمن ـ الخفية و الظاهرة ـ لزعزعة الأمن في بلادنا ، ودعمها اللامحدود لعصابات الإجرام بمختلف تخصصاتها.. استطاعت الأجهزة الامنية ان تفرض الأمن وتحقق الاستقرار .

* مدير مركز الإعلام الأمني

قد يعجبك ايضا