وعاد القمر

 

أشواق مهدي دومان

برجال الله وانتصاراتهم تجوب أرواحنا مصاحبة وملتئمة وملتحمة بصمّاد 2 وصمّاد 3 وقد أخذانا إلى الفردوس الذي وجدناه برجال الله؛
فبهم ما عاد فردوسنا مفقودا .
نعم.. برجال الله وضرباتهم الحيدرية البرّيّة والبحريّة والجويّة عدنا لأحضان تاريخنا المجيد تاريخ الأنصار حين كانوا هم وطن حبيب الله المهاجر من ظلامات عقول الشّرك فحطّ رحاله، ووضع عصا سفره في قلوب وعقول الأنصار فسكن أرواحهم. ؛ وهاهو وهاهم يجدّدون عهدهم له ( صلّى الله عليه و آله وسلّم ) فيعدون بالانتصار للمستضعفين في الأرض كما فعل هو ( عليه و آله السّلام ) .
هاهم أحفاد الأنصار يفون بوعدهم وعهدهم للرّحمة المهداة فينتصرون وتظلّ أرواحهم هي الوطن الأسمى والأجمل للعقيدة المحمديّة وبثقافتهم القرآنية يحملون روح و ثقافة و جهاد ونصر محمّد بن عبدالله في الحياة و معهم سيف عليّ ودم الحسين و فكر زيد ، يحملونها جميعا بين حناياهم فيكون بهم وفيهم وطني الحرّ هو الأسمى و الأجمل .
برجال الله ؛ من لهم كلّ التّحيات مورقة مزهرة عابقة بالعشق الطاهر الزّاكي زكاوة تسبيحات الفجر بعد الليل الحالك، ولهم تلويحات العودة للقمر المتألم بعد خسوفه حين بدأ يبادلنا التّحيّات لهم بهالته ؛ وقد رأى من مجازر الوحوش في يمن الإيمان (بفعل العدوان ) ما أدمى فؤاده وأحرق قلبه فتوارى حائرا إلى أن رأى أولئك الأطهار وقد ثبتوا ورموا فسدّد الله رميهم في البر والبحر والجو ؛ فعاد متلألئا ببهجة فرحة انتصارات رجال الله التي أصبحت هي كلّ وصفات تطبيب لجروحه و جروحنا معه ؛ فما عدنا في حيرة ونحن نؤمن أنّ رجال الله هم أسود العرين وفي الوقت ذاته هم أطباء القلوب المضناة، فوصفات شفاءنا يكتبونها بدمائهم الزّكيّة وثبات أقدامهم في مستنقع الموت وفي سداد رميات أياديهم التي لم تتشرّف بأن تصافح المحتلّين و ما وُضِعت أيادي الاستعمار عليها بل قُطِعت يد كلّ محتل ؛ فكانت يد الله وحده فوق أيدي رجاله ، و قد رضي عنهم فنصرهم حين وعدهم بالنّصر ولم يخلف وهو ( عزّ وجلّ ) القائل :
“أُذِن للذين يُقاتلون بأنّهم ظُلِموا وإنّ الله على نصرهم لقدير “.

قد يعجبك ايضا