الصرخة فاتحة الانتصار وموطن الحرية

 

مطهر يحيى شرف الدين

الصرخة من لم يسمعها لن يعرف طريق الحق والهدى ومن لا يعرف مضامينها ومعناها لن يفهم أعداءه الحقيقيين ، ومن لم يعيها لن يعرف كيف يقف موقفا حقيقيا من أعدائه ، من لم يرفعها في وجوه الأعداء المستكبرين سيظل رهين الخوف والذل والاستكانة ، من لم يرددها بصدق وإخلاص سيبقى تأثير الأعداء عليه بالإرجاف باقياً ومسيطراً على نفسيته ، الصرخة هي شعار الأقوياء وسلاح المظلومين ، وهي عودة إلى الله وإلى كتابه الكريم الذي أعلن البراءة من أعداء الله ورسوله والمؤمنين ، إنها بحق من ترعب الطغاة المتجبرين وتقهرهم وتجعلهم يحسبون لها أدق الحسابات والتفاصيل وتبقيهم في خانة محدودة فتكسر شوكتهم وتجلعهم صاغرين أذلاء مدركين لحجمهم ووجودهم المحدود على هذه الأرض ، الصرخة هي تشهير بأعداء الله ورسوله والمؤمنين وبراءة من النفاق والتماهي مع الباطل وهي البعد الحقيقي لتحقيق القرار السياسي المستقل وسيادة الأوطان والشعوب الحرة المناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وتسلط القوى العالمية ، الصرخة هي إظهار الولاء لله وهي تفسير للعزة والحق في العيش بكرامة وهي تحصين ومنعة المستضعفين تقهر وتلتهم كل من يسعى في الأرض الخراب والفساد ، الصرخة ثورة على المستبدين بأفكارهم وعقولهم الطامعة في أرضنا والحاقدة على قيمنا وأخلاقنا والمتربصة بخيراتنا ومقدراتنا ، إنها ثورة وشموخ وكبرياء وسهام تنطلق على نفوس الأعداء فتقتل أحلامهم وتحبط مخططاتهم الرامية إلى إدارة الشرق الأوسط والتحكم بموارده وخيراته ، الصرخة ثقافة يجب على كل مسلم أن يفهمها ويدركها لمواجهة الباطل ودعوات المرجفين وفتاواهم ومعتقداتهم الخاطئة ، الصرخة هي حضور ووجود ووعي وحركة وتبصير للشعوب الحرة تجاه عدو متربص وماكر ، الصرخة رسالة الأحرار والحرية ورسالة الحق والعدل والخير ، هي الدين الإسلامي بمعناه الحقيقي وهي استنهاض الأمم وتنبيه الشعوب بما تحيط بها من مؤامرات وهي يقظة الضمائر والمشاعر والغيرة والحمية والوازع الديني والوطني الذي يبعث في نفوس الأجيال التحرك الجاد لمواصلة المسيرة القرآنية ثقافة وجهادا وقتالا ، إنها فاتحة الانتصار وموطن حرية الرأي والفكر الذي انتهجه السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه واتخذ من ذلك شعارا تجسد في صرخة حطمت أصنام الجاهلية في هذا الزمان ..

قد يعجبك ايضا