مبادرة غريفيتس.. أسباب القبول والرفض!!!

 

حمير العزكي
أعلن أنصار الله المتهمون دائما – زورا وبهتانا – بتعطيل مساعي السلام المزعوم عن موافقتهم على المبادرة الأممية التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيتس وجاء إعلان أنصار الله للموافقة عبر قائدهم السيد عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز له وفي اعتقادي أن تلك الموافقة كانت لسببين رئيسيين هما :
الأولY :ثبات الحرص الكامل على سلامة المواطنين المدنيين من أبناء الحديدة، خاصة وأنهم في مواجهة عدوان همجي لا يمتلك ذرة من أخلاقيات الحرب أو أدنى احترام للقوانين الدولية أو القيم الإنسانية ومجازره الوحشية وجرائمه بحق الإنسانية الكثيرة شاهد عيان حي على ذلك.
الثاني : ويتمثل في ما اشترطه السيد القائد من سداد مرتبات الموظفين كل الموظفين في كل محافظات الجمهورية مقابل إيرادات ميناء الحديدة وما سيتم إضافته إليها من بقية إيرادات البلاد المنهوبة والمستغلة من قبل دول العدوان ومرتزقتها.
بالإضافة إلى ما ستمثله المشاركة الأممية في الرقابة والإشراف على إدارة الميناء من دحض ونفي لكل ادعاءات قوى العدوان ومرتزقتها حول تهريب السلاح والمساعدات العسكرية وإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية.
ولكن… لماذا رفضت قوى العدوان ومرتزقتها في حكومة ما يسمى بالشرعية تلك المبادرة الأممية؟؟؟ بالرغم من موقف الأمم المتحدة وكافة المؤسسات والهيئات الدولية المتواطئ معها والمشرعن والمبارك لجرائمها بحق الشعب اليمني منذ بداية العدوان؟؟؟ لا يمكن أن يكون هناك تبدل أو تحول في مواقف الأمم المتحدة ولكن الحقيقة أن تلك المبادرة وضعت لكي ترفض من قبل أنصار الله!!! ولذلك فقد فاجأهم واربكهم التعاطي الإيجابي معها!! فكان هروبهم للأمام بالرفض والتعنت.
لاشك أن المبادرة الأممية بخصوص الحديدة قطعت الطريق على قوى العدوان بالسيطرة الكاملة المباشرة على الحديدة ومينائها، الطريق الذي كانت تحلم به والذي سرعان ما تحول إلى كابوس هزيمة مدوية ومخزية مقارنة بحجم الاستعدادات والإمكانيات المسخرة لهذه المعركة، وبالرغم من أن هذه المبادرة هي المخرج الوحيد الآمن لها ولما تبقى من أفرادها وعتادها إلا أنها أظهرت الرفض حفاظا على ماء وجهها.
وللمرة الأولى في اعتقادي تبدو ما تسمى بحكومة هادي غير مرغمة وهي ترفض هذه المبادرة الأممية وتظهر وهي تحاول فرض شروطها تحت ذريعة السيادة التي لا تملكها حتى على مقرات إقامتها وبحجة الشرعية التي لا تسيطر على 1% من أراضي البلاد، مخفية السبب الحقيقي وراء ذلك الرفض والمتمثل في صرف رواتب الموظفين في الدولة من جميع إيرادات البلاد، وهذا ما سيحد من سرقتها ونهبها وعبثها بإيرادات البلاد التي تسيطر على ما نسبته 80% تقريبا منها، وهذا ما يبرر الرفض والتعنت دون أي مراعاة للجوانب الإنسانية وحجم المعاناة نتيجة انقطاع المرتبات ونتيجة ما سيحدث في معركة الحديدة بحق المواطنين والمدنيين.

قد يعجبك ايضا