الدب الروسي يتسلح “بالجماهير” في مواجهة “خبرة” الماتادور

 

يشهد دور الـ16 اليوم الأحد مباراة نارية تجمع منتخبي إسبانيا بطل 2010م وصاحب الضيافة في مونديال روسيا 2018م المنتخب الروسي والتي تقام عند الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت صنعاء على ملعب لوجنيكي.
سلك المنتخبين طرق متباينة للوصول إلى هذا الدور، فبينما عانى لاروخا الأمرين ليتصدر المجموعة في نهاية المطاف من عمر الجولة الختامية لمنافسات المجموعة الثانية، أنهى الروس مشوارهم في المجموعة الأولى ضد أوروجواي بخسارة مخيبة للآمال (3-0)، ليكتفوا بالمركز الثاني بعدما حققوا الأهم في المباراتين السابقتين، ورغم أن أصحاب الضيافة لم يحققوا الصدارة التي كانوا يطمحون إليها، إلا أنهم في المقابل سعداء بخوض موقعة ثمن النهائي على ملعبهم المفضل الذي يُعتبر معقل المنتخب الوطني بلا منازع، حيث يعوّلون كثيراً على جماهيرهم الوفية التي لا تبخل عليهم بالدعم والمؤازرة.
ومع ظهور المنتخب الروسي اليوم في ثمن النهائي سيكون قد مرّ 11.704 يوم على آخر ظهور لروسيا في مرحلة خروج المغلوب ضمن نهائيات كأس العالم والذي يعود تاريخه إلى 15 يونيو 1986م، حيث كانوا ينافسون حينها تحت علم الاتحاد السوفييتي، وهزموا يومها بنتيجة 4-3 بعد الوقت الإضافي في ثمن النهائي أمام بلجيكا، وفي المقابل، سيكون قد مرّ من الوقت قرابة ثماني سنوات (2912 يوما، على وجه الدقة) منذ أن لعبت أسبانيا آخر مباراة لها في مرحلة خروج المغلوب، أي منذ فوزها على هولندا في نهائي 2010م.
ويعول “لا روخا” على عدد من اللاعبين الذين كانوا ضمن التشكيلة التي أحرزت لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا، في حقبة ذهبية لكرة القدم الإسبانية شملت إحراز ثلاث بطولات كبرى في أربعة أعوام (مونديال 2010م وكأس أوروبا 2008 و2012م).
فالحرس الإسباني القديم أمثال سيرخيو راموس وجيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وبيبي رينا ودافيد سيلفا وأندريس إنييستا صاحب هدف الفوز على هولندا في نهائي 2010م، سيكون في مواجهتهم، أرتيم دزيوبا وألكسندر غولوفين وزملائهما في المنتخب المضيف الذي حقق نوعاً من المفاجأة بعبوره إلى الدور ثمن النهائي بحلوله وصيفاً للأوروجواي في المجموعة الأولى.
وفي الدور الأول، بدا أداء المنتخب الإسباني غير ثابت، فتعادل مع البرتغال 3-3، وحقق فوز صعب ومحظوظ على إيران 1-0، وتعادل مع المغرب 2-2، لتتصدر إسبانيا متساوية بالنقاط مع البرتغال، بعد ثلاث مباريات لم يظهر فيها قلبا دفاعها راموس وبيكيه صلابتهما المعهودة، ومثلهما دافيد سيلفا في خط الوسط، بينما استبدل إنييستا مرتين، وأثارت أخطاء دافيد دي خيا في حراسة المرمى القلق.
ولا تنقص “لا روخا” الحلول أو المهارات، فتضم تشكيلته، إضافة إلى الأسماء الباقية من تشكيلة 2010م، لاعبين من طينة دييغو كوستا مسجل ثلاثة أهداف في المونديال، وماركو أسينسيو وإيسكو وغيرهم، وسيكونون في مواجهة منتخب تظهر الإحصاءات انه أكثر الفرق جرياً في الملعب منذ انطلاق المونديال، ما أثار بعض علامات الاستفهام لاسيما في ظل فضائح المنشطات التي هزت الرياضة الروسية في الأعوام الماضية.
وقدم الروس بداية قوية، بفوز افتتاحي على السعودية 5-0 تلاه تفوق على مصر 3-1، وفي المباراة الثالثة ضد الأوروجواي، والتي كانت حاسمة لصدارة المجموعة، فقد عاد الروس إلى أرض الواقع بخسارة 0-3.
تميز اللاعبون الروس المدعومون من جمهورهم، بالسرعة في الملعب، وهو ما يتوقع أن يكون عليه الحال مجدداً اليوم في لوجنيكي.
وتحمل منتخبات البلدان المضيفة ذكرى سيئة للمنتخب الإسباني في ثلاث مواجهات سابقة من هذا النوع، خرج منها خالي الوفاض، وهي لعنة قد تتكرر اليوم في مواجهة المستضيف روسيا.
مونديال إيطاليا 1934م، ومونديال البرازيل 1950م وخصوصاً مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، خلفت شعوراً مريراً للأسبان، الذين كانوا مقتنعين بأن خروجهم كان ظلماً، المصير نفسه لاقوه في كأس أوروبا حيث لم ينجحوا أبداً في الفوز على البلد المضيف في 5 محاولات (1980، 1984، 1988، 1996، 2004م).
ففي 1934، غادرت إسبانيا على يد إيطاليا المستضيفة، وفي 1950 غادرت إسبانيا على يد البرازيل المستضيفة، وفي مونديال 2002م لا يزال الإسبان يشعرون بمرارة الخروج بسبب التحكيم المثير للجدل للمصري جمال الغندور في مباراة الدور ربع النهائي التي فازت بها كوريا الجنوبية (5-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي).
وفي تاريخ مواجهاتهما السابقة ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي، لم يفز منتخب روسيا على إسبانيا (تعادل 2 خسر 4)، وكانت آخر مواجهة بينهما انتهت بالتعادل 3-3 في مباراة ودية في نوفمبر 2017.
وفي الوقت الذي سيقوم الجمهور الروسي بمساندة منتخبه الوطني فإن إسبانيا تدخل المباراة مرشحة لتخطي روسيا، لكن كما أظهرت مباريات المنتخب الأسباني في مواجهات إيران والبرتغال والمغرب، يبدو أن كتيبة المدرب فيرناندو هييرو هشة بعض الشيء، وجميع أفراد منتخب روسيا يدركون بأنه يتعيّن عليهم الاعتماد على هذا العامل لتحقيق المستحيل.
ورُغم أن إسبانيا نجحت في التأهل إلى الدور الثاني باعتبارها متصدر المجموعة الثانية، إلا أن المشاعر التي تعم في المنتخب حالياً مختلفة تماماً عن تلك التي كانت سائدة خلال المباريات الودية ضمن الاستعدادات لكأس العالم، فالعدد الكبير من الأهداف التي دخلت مرمى دي خيا تبعث على القلق، والآن بعد الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب، فأي خطأ قد يُكلّف المنتخب الإقصاء من البطولة، وبات من الملح إيجاد الحلول الكفيلة بإصلاح الخلل.
التشكيلتان المتوقعتان
أسبانيا/دافيد دي خيا، داني كارفاخال، سيرخيو راموس، جيرارد بيكيه، جوردي ألبا، سيرخيو بوسكيتس، كوكي، أندريس إنييستا، إيسكو، دييجو كوستا، إياجو أسباس.
روسيا/إيجور أكينفييف، ماريو فيرنانديز، إيليا كوتيبوف، سيرجي إيجناشيفيتش، يوري جيركوف، رومان زوبنين، دالير كوزاييف، أليكساندر ساميدوف، أليكساندر جولوفين، دينيس تشيريشيف، أرتيم دزيوبا.

قد يعجبك ايضا