وجهة نظر.. لا صوت يعلو على كأس العالم

 

حسن الوريث

“لا صوت يعلو على كأس العالم” هذا هو التعبير الذي يمكن أن نطلقه على ما يصيب العالم هذه الأيام فالجميع يلهثون وراء الساحرة المستديرة بدءاً من لاعبي الفرق المشاركة في المونديال مروراً بكل من له علاقة بها والجماهير التي سافرت وقطعت ألاف الأميال للتشجيع وصولاً إلى المواطن العادي الذي انجر معهم لمتابعة أحداث البطولة العالمية.
طبعا أنا من اشد المتابعين لأحداث هذه البطولة العالمية التي بدأت فعالياتها عام 1930م في الأوروجواي حيث بدأت علاقتي بها منذ البطولة التي أقيمت في الأرجنتين عام 78م ومازلت طالبا في الابتدائية وكان التلفزيون اليمني في ذلك الوقت يبث بالأبيض والأسود ومن حينها لم انقطع عن مشاهدة المونديال حتى الآن.
المونديال الحالي الذي تستضيفه روسيا يكتسب أهمية كبيرة كونه يقام لأول مرة في روسيا هذا البلد الكبير والذي ظل يناضل طويلاً حتى حصل على شرف تنظيم هذه البطولة العالمية التي تستقطب اهتمام عدد كبير من الناس في شتى أرجاء العالم بفضل البث التلفزيوني ووسائل الاتصال الحديثة التي جعلت العالم قرية صغيرة وأصبح الجميع رغماً عنه متابعاً لأحداث المونديال.
في اليمن طبعا هناك اهتمام ومتابعة جماهيرية كبيرة رغم ظروف العدوان والحصار الذي جعل المتابعة لأحداث هذه البطولة فيها كثير من الصعوبة لكن المواطن اليمني يصر على قهر العدوان في كل شيء ومتابعة هذه البطولة فمن لم يستطع شراء كارت قناة بي ان سبورت الرياضية المحتكرة لبث مباريات كأس العالم في المنطقة لم يعدم الوسيلة في متابعة البطولة سواء من خلال التحايل وتحويل صحون البث إلى أقمار صناعية أخرى من أفريقيا أو أسيا أو عبر الانترنت أو من خلال الشاشات التي تم نصبها في أماكن مختلفة وفي بعض الأندية الرياضية في أمانة العاصمة وعموم المحافظات من قبل شركات الاتصالات أو الجهات المختلفة التي حرصت على عدم حرمان الجماهير في اليمن من متابعة هذا الحدث الرياضي الهام الذي لا يتكرر ألا مرة واحدة كل 4 سنوات فقط وهذا كله من أجل مشاهدة هذه البطولة العالمية الكبيرة وحكاية أحداثها ومجرياتها وقصص متابعتها للأجيال القادمة.
مما لاشك فيه أن هوس متابعة المونديال أصبح مسيطراً على الجميع صغاراً وكباراً فأنساهم قضاياهم وهمومهم ومشاكلهم كون كأس العالم يمثل أكبر مناسبة عالمية تحظى باهتمام عشاق المجنونة وغير عشاقها أيضا وحيث الترقب العالمي غير المسبوق فتراهم في كل مكان لا حديث لهم سوى المونديال في الشارع وفي وسائل المواصلات وفي أماكن العمل وفي كل مكان ولم يعد يرتفع سوى صوت كأس العالم فلا صوت يعلو عليه.

قد يعجبك ايضا