في مواجهة الصهيونية “2-2”

محمد ناجي أحمد
إن أكذوبة “العرق اليهودي “تصطدم مع العلم وحقائق التاريخ .
فتغيير الدين متاح ،ولقد اعتنق الإسلام والمسيحية الكثير من اليهود ،واعتنق اليهودية في القرن السادس الميلادي في عهد ذي نواس الكثير من اليمنيين ،وتحول شعب الخزر إلى اليهودية في القرن الثامن ، وروسيا والمجر حدث فيها تحول جماعي إلى اليهودية في القرنين الخامس عشر والتاسع عشر . والتزوج من غير يهودية إذا اعتنقت اليهودية متاح ،والزواج كثر في عصر السبي في بابل وفي البلاد المختلفة . كذلك اختلاط الأنساب بين العبرانيين والشعوب التي عاشوا أو نزحوا إليها ،وأشكال الإسرائيليين في دولتهم المزعومة تقول بكل وضوح أن الصهيونية جمعتهم من اليمن والصين والسودان والحبشة والمغرب وروسيا والمانيا وأمريكا وفرنسا ،إلخ ،حاملين جينات وسُحنات بلدانهم التي قدموا منها .
يقول رافاييل باتاني مدير “معهد هرتزل ” بمدينة نيويورك ” إن ما وصل إليه علم الأنثروبولوجيا الطبيعية يبين أنه بعكس المعتقد الشائع لايوجد عنصر يهودي ” ص42-43-في مواجهة إسرائيل .
إسرائيل بلا حدود جغرافية ولا جنسية ولا لغوية ولا تاريخية ،إنها اللامحدد
،ما هو محدد فيها هو “القضم “والهضم ” “الأمن ” و”التمدد”!
وأن تكون بحسب هرتزل ” حصنا أماميا للحضارة الأوربيه ضد الهمجية الشرقية ”
يلتقي المخطط الاستعماري الغربي في مساره وأهدافه الرئيسية مع المخطط الصهيوني نفهما يتحركان في نفس الاتجاه . وقد عبر عن ذلك ما كجورج باندي مستشار كيندي بقوله ” إن سياستنا في تأييد إسرائيل تنبع من مصالحنا القومية ،وليست وليدة تأثير الأمريكيين ذوي الأصول اليهودية ” نفوذ اليهود في الغرب يلعب دورا في حجم المساندة وأشكالها ،وفي تكييف الرأي العام عن طريق أجهزة الإعلام ،وفي تنظيم المساعدات.
لهذا فموقف الاستعمار الغربي المساند لإسرائيل منذ النشأة وحتى الآن ليس صدفة ولا نابعا من العطف على اليهود وتعويض اضطهادهم في أوروبا ،وإنما هو تعبير عن مصالح الغرب الاستعمارية في المنطقة .
حين قامت مصر بتأميم قناة السويس عام 1956م كانت إسرائيل هي رأس الحربة في مخطط العدوان الثلاثي ،وحين أصبحت الثورة العربية بداية الستينيات على تخوم المخزون النفطي في الخليج كانت مؤامرة الإخوان المسلمين عام 1965م لإسقاط الحكم في مصر ،وحين فشلت المؤامرة كان العدوان الإسرائيلي في 5يونيو 1967م. وكما كانت بريطانيا هي صاحب مخطط عدوان 56م كانت أمريكا تمارس خديعتها لمصر عبد الناصر قي إرسال التحذيرات والتطمينات ،ثم في بناء جسر جوي طيلة العدوان وما بعده !
مما ينقله الدكتور إسماعيل صبري عبد الله في كتابه آنف الذكر ،عن ابا أيبان قوله من محاضرة له في أمريكا يوليو 1965م ” إن ليس من المستبعد أن نرى الدول العربية غدا تطالب بالعودة إلى حدود 1966م أو 1967م كما تطالب اليوم بالعودة إلى حدود 1947م ” وهاهي الدول العربية اليوم وقد أصبح جلها مع نقل الولايات المتحدة الأمريكية لسفارتها إلى القدس ،وأصبح الموقف “الثوري ” هو العودة إلى ما قبل 2018م!
إنها سياسة ونظرية “إيجاد الحقائق ” عن طريق “القضم و”الهضم ” وزحزحة مطالب العرب إلى الوراء .
إن هدف القوى التحررية ينبغي ألاّ يحيد عن ” تصفية وضع إسرائيل كقاعدة صهيونية استعمارية في قلب الوطن العربي ” وليس ” إبادة اليهود المقيمين في فلسطين ” أو “إلقاءهم في البحر “.
إن ما يعنينا بحسب الدكتور إسماعيل صبري عبد الله في كتابه آنف الذكر:
1- حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه واستقلاله
2- ألاّ يعني وجود يهود في فلسطين الادعاء بوجود وطن بها لكل يهود العالم .
3- ألاّ يكون هذا الوجود تجسيدا للارتباط بالغرب الاستعماري .
أي أن رفض السيطرة الأجنبية يماثل رفضنا لكل أشكال التعصب العنصري .
لقد ولدت إسرائيل ” بالعنف وتوسعت بالقوة وعاشت بالإرهاب ”
وستستمر في مسارها هذا حتى تسيطر اقتصاديا على المنطقة ،فهي بهذا تستطيع أن تلعب دور كلب الحراسة في حماية المصالح الغربية وتحقيق مصالحها الصهيونية .

قد يعجبك ايضا