غالِب بن عبدالله الكلبي.. أمير سرايا النبيّ وقاهر ملك باب الأبواب

 

*يمانيون في موكب الرسول
عرض/ هاشم السريحي

مِنْ أعلام الصحابة السابقين إلى الإسلام غالب بن عبدالله الكلبي القضاعي الحميري أمير سرايا النبي عليه الصلاة والسلام.
وقد كانت قبيلة كلب تسكن مع قبيلة خولان القضاعية الحميرية بمنطقة صعدة وما إليها من سروات أعالي اليمن، وهي من مناطق اليمن التي أخذ الإسلام ينتشر فيها منذ وقت مبكر قبل الهجرة النبوية، ثم انطلق منها دِحْيَة بن خليفة الكلبي وغالب بن عبدالله الكلبي مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة.
وفي سنة خمس للهجرة بعث رسول الله سَرية من الصحابة بقيادة غالب بن عبدالله الكلبي لغزو الكفار في منطقة الكُديد، فجاء في كتاب الجامع إنه: “بعث النبي عليه الصلاة والسلام غالب بن عبدالله الكلبي سنة 5 هجرية في ستين راكباً إلى الكديد، فظفر”.
وفي سنة 7هـ بعث رسول الله غالب بن عبدالله الكلبي على رأس مائة وثلاثين من الصحابة لغزو بن عُوال وبني عبد بن ثعلبة بمنطقة الميفعة في نجد، فاجتاح غالب بسريته تلك المنطقة من نجد وألحق بالمشركين هزيمة ساحقة.
كما بعث رسول الله عليه الصلاة والسلام غالب بن عبدالله الكلبي على رأس سرية من الصحابة لغزو بن الملوح بمنطقة الكديد في أعالي الحجاز، فعاد منها منتصراً يسوق الغنائم إلى رسول الله.
بعد رجوع غالب بن عبدالله الكلبي من سرية منطقة الكديد سنة 8هـ -قبل فتح مكة بثمانية أشهر- بعثه الرسول على رأس مائتي فارس من الأنصار والمهاجرين لفتح فَدَكْ وضواحيها، فهجم غالب وسريته على أهل فدك الكفار، فأصابوا منهم نعماً وقتلوا منهم قتلى، فأخذها غالب عنوة، أي فتح فدك عنوة.
وكان غالب بن عبدالله الكلبي قائد طليعة جيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم سار من المدينة لفتح مكة في 10 رمضان 8 هجرية، وفي ذلك قال القرطبي: “وهو -أي غالب- الذي بعثه رسول الله عام الفتح لِيُسهل له الطريق” ويكون عيناً للرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد شارك غالب بن عبدالله في فتوحات العراق وفي فتح أرمينية وباب الأبواب، فغالب كان من الصحابة الذين شهدوا فتح منطقة الجزيرة الفراتية وأذربيجان وأرمينية وصولاً إلى فتح مدينة الباب والأبواب -القوقازية- التي سقط ملكها قتيلاً بسيف غالب بن عبدالله الكلبي، وفي ذلك قال ابن حجر العسقلاني: “وهو الذي قتل هرمز ملك الباب”.
وكان غالب من الصحابة الذين تولوا إقليم خراسان سنة 48هـ، وكان غالب قد بلغ من الكبر عتياً، فمات رضي الله عنه بعد عام 48هـ بأمد يسير، ويبدو أنه مات في خراسان.

*من كتاب يمانيون في موكب الرسول
للباحث محمد حسين الفرح

قد يعجبك ايضا