الصيام وكبح جماح الهوى

 

محمد شرف الروحاني

الشهر الكريم هو شهر العبادة ولكنه يتحول عند البعض إلى شهر الإسراف والتبذير والأكلات والموائد الثرية أو يتحول نهار رمضان إلى سبات ونوم وكسل قاتل أو يتحول هذا الشهر الى جلسات اللهو والبطالة بما يغضب الله تعالى أو يتحول فيه الإنسان إلى إنسان مكفهر غاضب يقابل الناس بالسب واللعنات أو الغش والسرقة والكذب وغيرها من الانحرفات الشاذة المحرمة،ومن ينظر اليوم الى واقعنا الحالي يجد تحولا وانقلابا سلوكيا سلبيا في حياتنا فأجيالنا اللاحقة تترحم على أجيالنا السابقة وأخذ الأبناء اليوم يغوصون في ملذات الحضارة المادية وينقلبون على الأخلاق والمثل العليا حتى على ثوابت الأمة حتى جعلوا الحق باطلا والباطل حقا وصار الفساد مقبولا وممدوحا والصلاح مرفوضا ومذموما والفضائيات تصول وتجول بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر فانتشرت الإباحية ومات الذوق الرفيع والمجون تتكالب عليها نفوس مريضة تحت مبررات فخلال شهر رمضان نرى العديد من القنوات التي تعرض المسلسلات والبرامج التي تكون بعيدة كل البعد عن هذا الشهر الكريم ويتهافت الناس على مشاهدتها فيجب الانتباه خلال هذا الشهر وأن لا يفسد الإنسان صومه بمشاهدة كل ذلك وأن يمتلك الإرادة وكبح جناح الهوى وان ينصرف الى العبادة وتلاوة القرآن ليسمو بروحه فالإرادة هي الصمام وهي المفتاح الحقيقي لتحقيق الأهداف والغايات، فالإنسان الذي يتعرض للإغراءات والشهوات والانحرافات كل ذلك يتحطم أمام الصمود والإرادة، فالناس يختلفون في مستوى الإرادة لكنها تقوى بالصمود والتربية والإيمان فتنمو من خلال الممارسات الحياتية اليومية، إنه الجهاد ومحاربة النفس كما قال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وعلى اله (الجهاد الأكبر هو جهاد النفس) وكما قال الإمام على عليه السلام (أشجع الناس من غلب هواه) وكما يقول الإمام الصادق عليه السلام (طوبى لعبد جاهد نفسه وهواه ومن هزم جند هواه ظفر برضا الله) نعم إنها تقوى الله نحو حياة مليئة بالسعادة والسرور في الدنيا والآخرة.

قد يعجبك ايضا