العدل في القرآن الكريم

عبدالرحمن سلطان
العدل – جل جلاله – اسم من أسماء الله الحسنى، جاء ذكره في الحديث النبوي الشريف، وأجمعت عليه الأمة، ومعناه أن الله – سبحانه وتعالى – هو العادل المطلق، الذي يحكم بما يريد، ويفعل ما يشاء، بموجب إرادته ومشيئته وحكمته، وهو – جل ثناؤه – يحكم بالعدل والحق والإنصاف، ويعطي كل ذي حق حقه، ولا يظلم أحداً من عباده، ولا يجور عليه.
وقد ورد في القرآن الكريم، عدد من الآيات الحكيمة، التي تتناول موضوع العدل الإلهي المجيد، بصورة واضحة وجلية، ومنها الآيات المفسرة التالية:
1- إن الله – جل جلاله – يأمر باتباع مناهج العدل والصدق والإنصاف، وتسوية الحقوق في ما بين الناس، بالوسائل الشرعية العادلة، المستمدة من وحي القرآن الكريم، ويأمر الله – عز وجل – بالإحسان في جميع أمور الإنسان، وينهي عباده عن اقتراف الجرائم والمعاصي والرذائل والآثام البغيضة، والتي تتعارض مع أوامره وتعاليمه وشرائعه المباركة (النحل:90).
2- أمر الله – تبارك وتعالى – عباده المؤمنين، أن يكونوا من أصحاب العدل والحق والصدق، وأن يشهدوا لله – عز وجل – شهادة حق، ولو على أنفسهم وآبائهم وأقربائهم وأهلهم فالشهادات أمانات في الرقاب، وكتمانها طريق النار والعذاب (النساء:135).
3- شهد الله – جل جلاله – شهادة عدل وحق وصدق، إن لا إله في الوجود الأزلي الأبدي المطلق، ولا معبود في السماوات والأرض، إلا هو الواحد الأحد، وشهد الله – تبارك وتعالى – بهذه الشهادة، وهو قائم بالقسط، أي بالعدل في الدين والشريعة، وفي الكون والطبيعة (آل عمران:18).
4- إن الله – جل وعلا – أتم كلمته الإلهية المجيدة، بالصدق في الأخبار، والعدل في الأحكام، ولا يوجد من يجرؤ على تغيير كلمات الله – عز وجل – أو تعديلها أو تحريفها، بأي حال من الأحوال، وهو السميع لأقوال عباده العليم بأفعالهم وأعمالهم وتصرفاتهم كلها. (الأنعام:115).
5- إن الله – عز وجل – أرسل رسله إلى الناس، بالبراهين والدلائل والعلامات الصادقة، وأنزل معهم الكتب السماوية المجيدة، وأمر عباده باتباع العدل والصدق في أقوالهم وأفعالهم، في يسرهم وعسرهم، في نهارهم وليلهم (الحديد:25).
ولذلك من الواجب على الإنسان المسلم، أن يتحلى بصفات العدل المطلق، في دينه وعقيدته، وفكره وعلمه وفي أقواله وأفعاله، وفي مأكله ومشربه، حتى يكون من الفائزين في نيل الخير العظيم، في جنات النعيم.

*مؤلف الموسوعة القرآنية الكبرى
Sultan.it3@gmail.com

قد يعجبك ايضا