في موكب الرئيس الشهيد..

عميد ركن /فؤاد العماد

بعد رحلة حافلة بالعطا والنضال والتضحية والإيثار رحل الرئيس صالح الصماد شهيدا مرفوع الهامة نقي السريرة عفيف اليد واللسان والسلوك ..رحل نقيا طاهرا شامخا لم يرتبك أمام عدو ولم ينحني أمام خائن أو عميل أو مرتزق ..ضرب برحيله أروع الأمثلة فكان النموذج والقدوة والرمزية التي علينا الاقتدا بها والتمثل بسلوكها واقتفا أثرها الحميد والنموذجي ..
صالح الصماد شهيدا نموذجيا في موكب الشهداء واجه العدوان وسقط وهو يحشد لمسيرة البنادق وهو الذي قضى فترة زعامته في الخنادق لم يعرف حياة الرفاهية والفنادق والتسكع في شوارع العالم ..سقط مجاهدا وروى بدمه الطاهر تراب وطنه الغالي ..الوطن الذي أنذر الشهيد نفسه للدفاع عنه والذود عن كرامته واستقلال قراره ..سقط الصماد شهيدا ولم يسقط غير شهيد بهامة مرفوعة وشموخ كشموخ عيبان ونقم وذودان ..وبغض النظر عن النهاية فإن في نهايته الدنيوية بداية لمرحلة جهادية ونضالية وطنية على طريق الانتصار الكبير الذي سيحققه دم الشهيد ..نعم أن دم الشهيد هو وقود للانتصار الكبير الانتصار الذي سيفخر به كل يمني وكل أحرار الأمة والعالم ..صالح الصماد لم يمت ، بل انتقل لحياة جديدة لكن علينا التمثل بسلوكه ومواقفه ، علينا التمثل بسيرته ونزاهة مسلكه ونقى وصدق مواقفه ، عاش عصاميا ورحل عصاميا مقدما أروع الأمثلة في الإيثار والتضحية وحسن السيرة والسلوك ..
وحده التاريخ من سينصف الشهيد وسيحفظ سيرته في أنصع صفحاته المشرقة ، نعم سيقول التاريخ عن شهيدنا ما نعجز نحن عن قوله ، وسيقول عنه ما لم نجرؤ نحن على قوله ، نعم فمن يستحق جمال القول وبلاغة الوصف والحديث غيره وهو الرئيس الشهيد الذي ارتقى إلى ربه وهو مجاهد وحامل بندقيته ويحشد لمسيرة البنادق ويدعو للصمود في الخنادق وتجاهل بل والسخرية من أصحاب الفنادق الذين باعوا وطنهم وشعبهم وسفكوا دماء الأبرياء تحت مسميات واهية وذرائع زائفة ومحاولة تضليل الوعي الوطني حتى يبقى هذا الوعي في دائرة الاستلاب والغفلة وفي خدمة أعداء الوطن والشعب ..
صالح الصماد لم يكن مجرد رئيس ورمز سيادي لشعب ووطن بل كان وسيظل حتى بعد ارتقائه شهيدا ضميرنا الوطني وعنوان كبريائنا وشموخنا وعزتنا واستقلال قرارنا السيادي ..فقد كان رئيسا استثنائيا في زمن استثنائي وواجه عدواناً كونياً استثنائياً أيضا ، لم ينكسر ولم يرتجف ، لم يهرب ، ولم يخون ، بل واجه أعداء الوطن والشعب وطابور الخونة والمرتزقة بقلب أسد وبإرادة الصالحين وبتصميم أولي العزم من القادة الذين يختارون طريق العزة والكرامة والحرية ..نعم فقدنا قائدا ومجاهدا استثنائيا لكنا لن نفقد مدرسته التي تعلم بها أبجديات الجهاد والثورة والنضال من أجل نصرة المستضعفين وكسر قرون الاستكبار والغطرسة والتجبر ..
رحم الله الرئيس الشهيد وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وجماعته وكل شعبنا وأسرته الصبر والسلوان ..وإنا على طريقه سائرون وعلى نهجه محافظون وعلى أثره مقتفون وبمبادئه متمسكون حتى النصر الكبير الذي لن يتحقق إلا بسقوط عروش المستكبرين الذين استباحوا سيادتنا واستهانوا بدمائنا ولم يسقط رئيسنا شهيدا إلا دفاعا عن قيم وأخلاقيات داس عليها الخونة والمرتزقة وأعاد إحياءها الرئيس الشهيد رحمة الله تغشاه وتسكنه الفردوس الأعلى ..

قد يعجبك ايضا