العلماء ومن إليهم

محمد أحمد المؤيد
العلماء ورثة الأنبياء , ودورهم في الحياة هو تبليغ كلام الله ونهج نبيه محمد (صلوات الله عليه وآله وصحبه) , فدين الله محفوظ من عند الله , والقرآن هو حافظ للدين ومبلغ كلام رب العالمين , إلا أن العلماء هم من يكونون في حياتنا كالأوتاد والجبال الراسيات تحفظ دين الله في الأرض كي لا تميد وتختلط كل جوانب الحياة مع بعضها البعض.
لا يختلف اثنان على أن هناك كثيراً من العلماء الأجلاء الذين يتواجدون في كثير من المساجد ودور العلم , كما أنهم يبلغون عن دين الله في كل وقت وحين وعلى مدار الأيام والسنين , غير أن الغريب أننا نرى علماء الدين وكأنهم قد اضمحلوا في بيوت الله , لا لشيء ولكن منذ بداية العدوان غاب الكثير من العلماء وهم يتربعون القبلة في المسجد , فيرشدون الناس لما هو أهل للخير, خاصة وهناك حرب ظالمة تشن على شعب مسلم بأكمله , وللأسف لا يوجد عالم واحد رأيته , وهو يوعي الناس بالتكاتف والتآلف من أجل الدفاع عن يمن الإيمان وترك التعصب الأعمى , حتى بدا كثير من الناس ويا للعار لا يهمهم دماء قد أزهقت بيد عدو غاشم ومتعنت , فارتقوا شهداء وكانوا ذات يوم بيننا , ومن خيرة رجال حاراتنا وقرانا ومدننا , يأكلون معنا ويشربون من مائنا ويلبسون جميل الثياب, وليس هذا وحسب , ولكنني منذ بداية العدوان لم أر عالماً قد أجهد نفسه وانتقل من مسجد إلى مسجد راجيا الثواب من الله , وحث الناس وعلم الناس ووجه الناس , ولو على أقل تقدير بمواساة الناس وتصبيرهم وتبصيرهم بما ينبغي عليهم ناحية عدوان لطالما أمعن في القتل والتدمير في اليمن ككل.
أقول إنه من لم يجهد نفسه اليوم ويجند نفسه اليوم ويسخر نفسه اليوم ويستبسل مع وطنه وإخوانه اليوم ويسعى لنشر الخير والوعي اليوم -وخاصة مع وضع الحرب – ويتكلم بما هو أهل له , كالمفتي والفقيه والعالم والمتعلم والمعلم والكاتب والصحفي والأديب والشاعر والمذيع وغيرها من الأعمال والمهام التي تنشر التوجيهات التعبوية المعنوية أو المادية في أوساط الناس , للدفاع والذود عن البلد , فلسنا في حاجته وإبداعه بعد أن خذلنا وتوارى عن الأنظار في وقت حاجة الوطن له , فمن لم يتحرك اليوم من أجل بلده ووطنه فمتى سيتحرك , ومن لم يجهد نفسه اليوم فمتى سيجهد نفسه , أبدعوى الجاهلية تدعون وتفرطون بالبلد,وهل دولة خاصة بفئة كما تدعون ويا للعجب..!!! , فها نحن لا زلنا كيمنيين نواجه حرباً وتصفية لليمنيين جميعا, ولسنا بصدد التفريق والتشخيص والتصفيف أو أي ادعاءات واهية هدفها تمزيق اليمن وأبنائه وجعلهم عرضة للغزو والاحتلال, فالوطن بحاجة العالم والمفتي والكاتب والمزارع والصانع والفلاح وكل يمني كي يبني ويدافع عن وطنه وبما هو جهده وطاقته وإمكانياته ومجال خبرته وعمله , فلسنا بصدد الفئوية والمناطقية , وليس اليمن ملك شخص أو فئة , بل اليمن يمن الكل والخير أو الشر فيه سيصل إلى الكل , ومن لم ينصر بلده وأهله ويجهد نفسه من أجلهم , فعلى من سيجهد نفسه وينصر من ؟؟!! .. اللهم إنا نسألك من كل خير ونعوذ بك من كل شر وكل سوء ومكروه وعدوان.
ولله عاقبة الأمور

قد يعجبك ايضا