عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بمواجهات “مسيرة العودة الكبرى” مع جنود العدو الصهيوني

استشهد 13 فلسطينياً وأصيب الآلاف، أمس، إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة المحاصر والأراضي المحتلة.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن وزارة الصحة، أن الحصيلة الأولية للمواجهات شرق قطاع غزة بلغت ثلاثة عشر وأكثر من 1300 جريح.
ويأتي تصعيد الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة إثر انطلاق مسيرة العودة الكبرى والتي تتزامن مع يوم الأرض، ويشارك فيها آلاف الفلسطينيين والقادة السياسيين، للتأكيد على حقهم في الأراضي الفلسطينية، ورفضاً للظلم الإسرائيلي والعدوان ضدهم، وتأكيداً على أن القدس عاصمة لفلسطين.
وانطلقت، صباح أمس، في قطاع غزة مسيرات متوجهة نحو السياج الفاصل بين القطاع و”إسرائيل”، تلبية لدعوة وجهتها فصائل فلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ 42 لـ”يوم الأرض”.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام إن قوات الاحتلال اخترقت هواتف وحسابات فيسبوك الخاصة بمنظمي مسيرات العودة شمال قطاع غزة وأرسلت رسائل تغيير لمسار الباصات التي ستنقل المشاركين إلى مكان الفعاليات.
وأطلقت الفصائل على المسيرات اسم “العودة وكسر الحصار”، مؤكدة أنها ستكون “شعبية وسلمية”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، من “مخيمات العودة”، أمس، إنه “لا تنازل ولا تفريط ولا اعتراف بالكيان الإسرائيلي على شبر واحد من أرض فلسطين”.
وأضاف: “نؤكد لترامب ومن يقف مع صفقته التآمرية (صفقة القرن) أن لا تنازل عن القدس ولا بديل عن القدس ولا حل إلا بالعودة”.
وهددت حكومة الاحتلال بقمع محاولات المشاركة في “يوم الأرض”، وبالعودة لسياسة الاغتيالات ضد قادة حركة حماس.
وجرت الاستعدادات على قدم وساق للبدء في مسيرة العودة، حيث تم نصب مئات الخيام على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة.
واستعد عشرات الآلاف من الفلسطينيين للتوجه إلى الشريط الحدودي العازل في قطاع غزة، ويقام النشاط ذاته بالضفة الغربية المحتلة وفي لبنان وسوريا حيث مخيمات اللاجئين.
يوم الأرض
في الثلاثين من مارس من كل عام يحيي الفلسطينيون يوم الأرض، حيث يستذكرون أراضيهم التي اغتصبها الكيان الصهيوني في الجليل والمثلث والنقب في مارس عام 1976م، والذي تسبب في اندلاع مظاهرات حاشدة، سقط فيها شهداء وجرحى.
الشرارة التي أشعلت الجماهير الفلسطينية والعربية، كانت بإقدام سلطات الإحتلال على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من قرى الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، وذلك لإقامة المزيد من المستوطنات عليها، في إطار خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل، وخصوصا المتضررين المباشرين، عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من مارس.
وعلى إثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1976/2/1م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية حيث تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 مارس احتجاجاً على سياسة المصادرة، ويذكر الفلسطينيون أن الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972م أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948م.
وكالعادة كان الرد “الإسرائيلي” بشكل إجرامي دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 مارس انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرون وعشرات الجرحى.
والشهداء الذين سقطوا هم خضر خلايلة، الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد رجا أبو ربا من سخنين، والشهيد محسن طه من كفر كنا، والشهيد رأفت الزهيري من عين شمس.
ومنذ ذلك اليوم (30 مارس 1976م)، ما فتئ الفلسطينيون في الداخل والشتات، والعرب ومعهم المتعاطفون بكل دول العالم يحتفلون بذكرى يوم الأرض، لتجديد تشبثهم بأرضهم المحتلة، وبحق العودة.

قد يعجبك ايضا