المرتزقة ونيران الولاء.. للايديولوجيا أم لدفتر الشيكات؟!

رند الأديمي
كرم الله الإنسان باستقلاليته، لم يخلق له جهازاً تنفسياً مشتركاً أو عيوناً مشتركة خلقه حرا مستقلا.
وحول أبناء العاصفة آدميتهم الى آلات صرافة وماكينات مستنسخة تُوجه بِحسب عُقود الصفقات التي يعقدها رموزهم.
اليوم وبعد ثلاثة أعوام ومن زمجرة التحالف ووعيده بأحدث الصواريخ 16f و15F والقنابل .. إلخ تتحول الزمجرة إلى لهجة خجولة من العاصفة إلى أبنائها العصاة.
حيرة شديدة في أوساط العملاء وولايات متناحرة لأجل الجهات الممولة
وولاءات مذهبية وعقائدية دامية تجعل العاصفة بدل ان تعصف بأعدائها توجه نيرانها الصديقة الى حلفائها بعد سواد وجهها أمام الدول المصفقة لها في مجلس الأمن في الخامس والعشرين من مارس 2015 كيف؟ ولماذا ؟وما الذي يحدث؟
سنسرد التناقضات بشكل خاطف وسريع
*السعودية والإمارات*
السعودية ينقسم ولاؤها إلى أصناف وحلفاؤها إلى أعداء بعد أن تحولت إلى كائن مزمجر ضد الكل بلا استثناء بهستيرية مكتئب ….ولا عتب على المريض.
في الوقت الذي كانت فيه الإمارات أكثر حظا في اليمن حيث استولت على أربع محافظات بينما تعز التي يحكمها الإصلاح رفضت الانجرار لأبي العباس أداة الإمارات ورفضت تشكيل حزام أمني إماراتي كما عدن.
أما السعودية فالطعن في الميت حرام كما يقال.
*قطر*
قطر في واد آخر، فهي التي تحاول مغازلة الحوثيين ورفع شعارات جديدة مناقضة لمبادئ الأمس في الوقت الذي تحول فيه الحوثيون فجأة لا بروافض ولا بمجوس بل أبناء وطن قد يتم الاتفاق معهم.
تعز وصراع الأمراء وصكوك الطاعة
أمين محمود، أبو العباس، صادق سرحان، حمود المخلافي..
من مع مَّن ؟ ومن ضد الآخر؟
لا إرادة حقيقية للقيادات المذكورة
حمود المخلافي الشارد الذي ذهب ولم يعد !
فقد غادر المشهد منذ عامين بعد أن يئس أتباعه من عودته كما هو الحال عند “الإخوان” بعد أن زُج بهم وبحلمهم العصفوري وهم أصحاب “النضال” الأول في جلب العاصفة “الأمل” لليمن.
مارب والجوف وسقطرى وكنوز الأرض كحكايات الأمهات.
علي محسن، هاشم الأحمر طارق صالح وحلقة الوصل بينه وبين الانتقالي والإمارات ثروة كبيرة وغاز وفير احتياطي نفط يعادل نفط الخليج.
كيف يحول رعاة العاصفة مارب الى منطقة تبعد عن الصراعات في الوقت الذي فيه قياداتها العسكرية لازالوا يحتدمون ولايستطيعون التوحد ولو ساعة؟!!
علي محسن وحنينه السابق للعدو الرئيسي لهاشم الأحمر آل صالح وتعييناته لعائلة صالح في وسط معارضة كبيرة من هاشم الذي يحلم بعودة مجد أسرته الضائع.
يحاول رعاة عاصفة الحزم تهدئة التوتر في مارب حيث ان الاستفادة هنالك تعادل الاستفادة من اليمن جميعا، ومع ذلك وبرغم أن الأرض تعج بالنفط لا يتم بيع الدبة البترول إلا بـ3500 .
* الشرعية لم تعد حلماً *
مصطلح” الشرعية” لم نره يتكرر في خطاباتهم ولا منشوراتهم
اليوم تحولت “الشرعية” عدواً بسبب تخلي السعودية عنها.. أصبحت “الشرعية” شماعة الحلم الضائع وأطلال العاصفة .
والحوثي أين ذهب من المشهد؟
لم يعد الحوثي “رافضيا مجوسيا” لأبناء العاصفة ولكن أصبح اليوم “رافضيا”ً بعض المؤتمريين الذين لم يندمل حزنهم على “علي صالح “!!
حد فاهم حاجة؟!!
*مرثيات العاصفة*
يبدو أن مصطلح “العاصفة” كان مناسبا حيث من أطلق عليها هذا المصطلح كوى نفسه بنار المسمى، وهو يعرف ان العواصف تدور حول نفسها لتبيد حناياها وتطحن مكان اندلاعها ثم تسير بشكل دائري حول ذاتها بينما الهدف هو بعيد جدا.
أين صنعاء.. هل هي قريبة أم بعيدة
لم نعد نسمع “صنعاء قريبة” إلا من الموالين لطارق صالح بينما المشهد في صنعاء هو مغاير بشكل كلي .. انسجام قوات صنعاء وتوحد عجيب وهدوء داخلي لم تشهده السياسة من قبل .
الولاء لمن ؟
ليس هنالك مطلب ولاء لا لصعدة ولا لرئاسة الوزراء ولا حتى للجنة الثورية .. المطلوب واحد ومحدد من قبل قوة صنعاء وهو الموالاة للجبهة المفتوحة وفدائيي الوطن، حيث ان عظمة أصغر مجاهد ،تفوق مراحل عظمة فخامة الرئيس وقداسة السياسيين في صنعاء .
مثال
علم جمهورية يسلمه الحوثي للصماد ويقبل جبينه، ولم نسمع عن كتائب موالية للحوثي تحارب لأجل عودة الحوثي.
وأخيراً
عندما يحارب الجميع لأجل قضية، فالقضية كفيلة بأن تحولك الى إنسان ذي طاقات نورانية، بينما الصراع لأجل النفوذ فهو يحول طاقات الإنسان الكامنة إلى آلة وحقيبة نقود وماكينة تعمل وفق on أو off
وفي مقال آخر سأستعرض “الجنوب” حيث أنه يحتاج تفنيداً عميقاً.

قد يعجبك ايضا