الإمبراطورية التي لا تغيب عن المؤامرات والحروب

محمد صالح حاتم
نحن كعرب ومسلمين دائما عندما تحدث خلافات بيننا سواء داخلية بين أبناء البلد الواحد،أو بين دولة ودولة، نقول ان المستفيد من هذا الصراع هو عدونا،وان هذا الصراع والحرب يهدف إلى شق الصف العربي وإذكاء الصراعات العربية،وان وراءها أمريكا والكيان الصهيوني ،وهذا كلام صحيح لكن للأسف أننا نسينا أو تناسينا،من هو الأخطر منهما جميعا،وهو العقل المدبر والمخطط لكل الصراعات والحروب ،وهذا العدو الخطير هي بريطانيا والتي عُرفت بالإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس ،لأنها حكمت الشرق والغرب ،وذلك من خلال احتلالها لمعظم دول العالم بما فيها أمريكا وكبريات دول العالم.
بريطانيا في الفترة الأخيرة أصبحت بعيدة عن الاتهام،ولم يعد يتناولها الإعلام والكتّاب والسياسيين في ما يحدث من حروب وصراعات ،وأصبح التركيز على أمريكا والتي أصبحت في الواجهة ،وأنا هنا لا أبرئ أمريكا بل انها عدونا رأس الشيطان،وان بريطانيا هي عقل الشيطان الذي يخطط ويدبر ويحبك المؤامرات ضد العرب والمسلمين،وذلك من خلال معرفتها بمعظم شعوب العالم من حيث مقوماتها وثقافاتها ومراكز قوتها ومكامن ضعفها.
ونحن نعلم أن بريطانيا عندما احتلت الدول وخاصة العربية والإسلامية ،كانت تقوم بزرع عملائها ومخبريها من أبناء الدول المحتلة،بحيث يقومون بتنفيذ مخططاتها بعد انسحابها من هذه الدول،وتبقى هذه الدول رهينة لها ،بعد انسحابها ،فكانت تقوم بتقسيم الدولة الى عدة فصائل ودويلات صغيرة وتنصب عليها من الخونة والعملاء الذين جندتهم بين صفوف أبناء الوطن.
وكذلك بريطانيا هي من أنشأ الكيان الصهيوني وهي من أعطته فلسطين ليقيم دولة الكيان الصهيوني ،وهي من أوجدت مملكة بني سعود على ارض نجد والحجاز،وهي من دعمت الوهابية المتشددة كمذهب دخيل على ديننا الإسلامي وجعلت منها دولة تتحكم وتسيطر على معظم دول المنطقة ،ودعمتها لتنفيذ مخططها الاستعماري الجديد ، وهي من قسمت الخليج الى عدة دويلات ونصبت كل أسرة لحكم دولة، وأوكلت لكل دولة مهمة لتقوم بتنفيذها في المستقبل وهو ما نراه اليوم حاصلا في وطننا العربي .
هذه الإمبراطورية هي شريك أساسي بل ورئيسي في كل الصراعات والحروب التي حدثت وتحدث في الوطن العربي والإسلامي ، في افغانستان والعراق والسودان والصومال وما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن ،فأمريكا لم تقم بأي حرب أو عدوان على أي دولة من الدول من دون تنسيق ومشاركة من بريطانيا في حرب العراق وافغانستان سابقاً، واليوم ما يحدث في سوريا من عدوان وقتل ودمار.
وكذلك ما يحدث في اليمن من عدوان ظالم وغاشم منذ ثلاثة أعوام ،والذي قتل عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء ،من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة الإرهاب السعودية ودويلة عيال زايد ودعم ومشاركة مباشرة من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، التي شاركت بطائراتها وبيعها الأسلحة لدول العدوان وخاصة السعودية والإمارات.
بريطانيا من ضمن دول تحالف العدوان على اليمن ،وهي من شرعنت الحرب والعدوان ،وهي من بيدها ملف اليمن في مجلس الأمن، وهي من تقوم بتقديم مشاريع القرارات التي تصدر من مجلس الأمن ضد اليمن، فهذه الدولة،هي من قسمت الوطن العربي الى دويلات عدة،بعد ان كنا دولة واحدة ،وأوجدت الحدود السياسية بين الدول العربية والإسلامية ،لتكون بؤرة صراعات ومحل نزاعات بين أبناء الأمة العربية ،وهي كذلك من تقوم بإذكاء الحروب بين الدول العربية والإسلامية وصبغها بالصبغة الدينية ،والطائفية،حتى تنال من أهم مقوماتنا وهي الدين الإسلامي.
بريطانيا هي الإمبراطورية التي لاتغيب عن كل صراعاتنا وحروبنا،وعن المؤامرات التي تحاك ضد شعوبنا العربية،وهي الأم الحاضنة لكل الجماعات الإرهابية والجماعات التي تدعي انها جماعات دينية،بهدف ضرب الدين بالدين،حتى يتم تحقيق أهم وأسمى أهدافهم وهو قيام الدولة الصهيونية الكبرى.

قد يعجبك ايضا