الأنشطة المدرسية.. المرتكز الأول لبناء قيم الولاء الوطني

*تفعيلها ملحٌّ على درب مناهضة العدوان وإفشال مخططات الغزاة:
تحقيق / اسماء البزاز
تعتبر الأنشطة المدرسية ابتداء من طابور الصباح ومروراً بالأنشطة البدنية والمشاركة في حملات وتفاعلات طلابية تعزز ثقافة النظافة والسلوك الراقي الركيزة الأولى لبناء قيم الانتماء الوطني في نفوس النشء كأول محطة تعليمية تأخذ حيزا كبيراً من ذاكرة الطفولة.. واليوم في ظل ظروف العدوان والحصار والمخططات التدميرية الخبيثة التي تحاول النيل من اليمن ووحدته واستقراره وصورته الحضارية في نفوس الأجيال، تزداد الأنشطة المدرسية أهمية أكثر..
صحيفة “الثورة” استقرأت جهود الجهات التربوية والتعليمية لتفعيل الأنشطة المدرسية في هذه الظروف لتعزيز قيم الثبات والصمود أمام العدوان والحصار وآلة الاحتلال الجديد، وكذلك رؤى التربويين في أهمية الأنشطة المدرسية.. إلى التفاصيل:
الطالبة فدوى العريقي ـ الصف التاسع تقول : أنا مسؤولة النشاط في مدرستي ولهذا فإدارة المدرسة تعد برامج وأنشطة مواكبة لمختلف الأحداث التي تشهدها الساحة. فمثلا مناسبة مرور ألف يوم من العدوان خصصت المدرسة عدة فعاليات وإذاعات مدرسية لبيان مدى الصمود للشعب اليمني وبالمقابل مدى الانتهاكات التي لحقت بهذا الشعب والدور الذي يجب على طلبة العلم القيام به في مواجهة هذا المخطط العدواني. وكذلك فعاليات ذكرى الشهيد السنوية حيث استضفنا خلالها أسر شهداء وتفاعل الطلبة والمدرسون مع المناسبة وزاد وعي الطلبة وتفتحت مداركهم بالرقي بالجبهة التعليمية وحب الوطن والإخلاص لله أولا قبل كل شيء.
مخاطر
هدى الحيدري ـ تربوية ـمدرسة المعرفة، بينت أن للأنشطة المدرسية دوراً كبيراً في تثقيف الطلبة بمخاطر العدوان وأهدافه ومراميه وتعميق الانتماء الوطني وغرس قيمه الوطنية وتنمية نفوس الطلبة على الحفاظ على النسيج المجتمعي والغيرة الوطنية وتقديس تربة هذا الوطن.
مبينة أن الإذاعة المدرسية والرحلات الثقافية خير وسيلة لتعميق ذلك . مطالبة وزارة التربية والتعليم بتكثيف الجهود لدعم هذا الجانب المهم للغاية لتربية النشء على الثوابت الإيمانية والوطنية.
رغم آلة الدمار
التربوية بشرى العماد تقول إن من أبرز أهداف دول العدوان هو القضاء على العملية التعليمية ودور العلم لإدراكها بخطورة هذه الصروح “منابر النور وسلاح المعرفة” الأمر الذي يبين لأجيالنا حجم المؤامرات المحدقة بهم ولهذا نجد أنه منذ بدء العدوان إلى الآن دمر العدوان ألفين و621 مدرسة ومنشأة تعليمية
والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم جراء العدوان تجاوزت 334 مليونا و52 الف دولار حسب احصائية وزارة التربية والتعليم.
وقد بينت تقارير وزارة التربية تدمير وتضرر 78 منشأة تعليمية ومكتب تربية وتعليم منها 21 منشأة دمرت كلياً وبلغت التكلفة التقديرية لإعادة تأهيلها وترميمها 870 الف دولار فيما بلغ إجمالي التكلفة التقديرية لبناء وإعادة تأهيل 2543 مدرسة مدمرة ومتضررة 237 مليونا و 730 الف دولار بالإضافة إلى مبلغ 95 مليونا و542 الف دولار تكلفة تجهيزات ومستلزمات تلك المدارس” مقاعد دراسية ، سبورات ، معامل ، إذاعات مدرسية ، تجهيزات مكتبية “.
وأشارت التقارير إلى أن الأضرار التي لحقت بتلك المدارس التي كان يدرس فيها مليون و526 الفا و69 طالبا وطالبة توزعت على تدمير 260 مدرسة كلياً و2283 مدرسة تدميراً جزئياً، فيما 802 مدرسة تضررت لاستخدامها كسكن ومأوى للمواطنين والأهالي الذين قصف طيران العدوان بيوتهم ومساكنهم.وبحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة التربية فإن عدد المدارس المغلقة بسبب الحرب والمواجهات المسلحة بلغ 680 مدرسة يدرس فيها 213 الفاً و290 طالبا وطالبة منهم 120 الفاً و225 طالباً و93 الفاً و65 طالبة.
ومضت قائلة : وأمام تلك الخسائر والاستهدافات المباشرة والأضرار التي لحقت بدور التعليم في اليمن بات من الضروري والملح تفعيل مختلف الأنشطة التثقيفية والرياضية والفنية المناهضة للعدوان وغرس الصمود والثبات في نفوس طلبة العلم ومواجهة هذه التحديات بالحفاظ على تعليمهم ومستقبلهم الذي سيتغلب بإذن الله على براثن العدوان.
حرمة الإنسان
يحيى يحيى العلفي ـ مدير مدرسة القادسية يرى أنه من الضرورة والأهمية القصوى تثقيف الطالب والطالبة ضد العدوان الظالم الذي دمر الحجر والشجر وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء .. العدوان الذي انتهك حرمة الإنسان الذي كرمه الله وحرم قتله والبطش به.
وقال العلفي : لابد أن نكثف ونركز في جميع أنشطتنا المدرسية على مخاطر العدوان على البلاد من شرقها وغربها ولا يجوز السكوت عن هذا العدوان الظالم ولأهمية هذا الموضوع الحساس كرسنا مختلف أنشطتنا المدرسية حول هذا الموضوع كون الطالب هو الشريحة الذي ينقل ما يسمعه إلى محيطه والطالب كمثل مشروع المياه ولابد أن يعي الطالب خطر العدوان على أنه من دمر جميع ممتلكات البلاد من المدارس والمستشفيات وجميع البنى التحتية لأن الطالب إذا فهم ووعى وتثقف حول هذا الموضوع المهم والحساس كان وسيلة من وسائل التثقيف للمجتمع وبالمقابل نحصنهم من أي أفكار متطرفة وننمي فيهم حب الوطن والولاء له .
الوحدة التربوية
من جانبه يقول ناجي المدري – مدير مدرسة عمر بن العاص : نحن في الجبهة التربوية نعمل منذ الوهلة الأولى من العدوان الغاشم على يمن الإيمان والحكمة من قبل تحالف حاقد بقيادة السعودية وأمريكا، على نشر الوعي في أوساط الطلاب والمعلمين بكونه عدواناً بامتياز وليس كما ينشرون ويزعمون أنه حرب من أجل إعادة الشرعية الدنبوعية.
مبينا أن دورهم يتمثل في إقامة الأنشطة المدرسية والندوات والإذاعات المدرسية وكان الدور الأبرز في هذه الأنشطة هو اهتمام الوحدة التربوية بمكتب التربية ممثلة بالأستاذ مدير مكتب التربية بالأمانة زياد الرفيق وكل فروع الوحدات التربوية بالمديريات. الذين لم يقفوا لحظة واحدة في التصدي لاشاعات إعلام العدوان ومرتزقته.
ومضى يقول : إن ذلك يتم من خلال برامج وخطط وجداول ومواضيع وزيارات وتنسيق مع مكتب الإرشاد والأوقاف ومع المجالس المحلية والحمد لله كان هذا فعالاً جدا فكانت كل مدارس الأمانة شعلة من النشاط في مواجهة العدوان الغاشم، فكانت الإذاعات الصباحية والنشيد الوطني يردد وطائرات العدوان السعودي تقصف بصواريخ الحقد صروح العلم والبنى التحتية.
مؤامرة
وأضاف المدري: ولا أخفيكم إن هناك كانت مؤامرة على تعطيل التعليم من خلال بعض الشخصيات التربوية بحجة الراتب وغيره لكن الحمد لله كان هناك رجال مجاهدون في الحقل التعليمي شكلوا صخرة قوية . نعم كلنا بحاجة إلى الراتب وهو مطلب كل تربوي ولكن هناك عدواناً غاشماً قام بنقل البنك إلى عدن وهناك توقف الراتب في شمال الوطن والهدف هو لتعطيل الوزارات وعمل فوضى، ولكن وعي المعلم والطالب كان أقوى اليوم ونحن على مدى أكثر من ألف يوم من العدوان الغاشم اقمنا فعاليات كبيرة جدا على مستوى كل مدرسة وأهمها ذكرى الشهيد.
موضحا أن مدراء المناطق التعليمية متفاعلون في هذا الجانب وخاصة في مديرية شعوب ممثلة بالدكتور عصام العابد ورئيس مجلس الآباء بالمديرية الأخ عبدالله عبدالقادر وأمين عام المجلس المحلي العقيد محمد الحضرمي والذين كان لهم الجهد الكبير في دعم الأنشطة التثقيفية ضد العدوان وهذه هي أفضل طريقة للتثقيف العملي والمباشر ضد العدوان السعودي الأمريكي.
الوسائل المتبعة
منى المتوكل ـ مديرة مدرسة يمن الشموخ ترى أن التثقيف المدرسي للطلبة ضد العدوان ذو أهمية وضرورة قصوى , وذلك بجميع مراحل التعليم لما يلعبه من دور كبير في نشر الوعي ونقل الصورة الصحيحة لما يحدث في بلادنا وذلك باستخدام مختلف الوسائل المتبعة لتوصيل هذا الهدف باعتبارهم اللبنة الأساسية وحجر الأساس والمستقبل الواعد والمشرق لبلادنا.. داعية القائمين بهذا العمل إلى أن يعيروه كل الاهتمام والرعاية والعناية , وأن يتحروا في ذلك أفضل الطرق والوسائل لتوصيله لأبنائنا الطلبة , حتى نرد في وجه العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي وطغيانه وجبروته ورد كيدهم الى نحورهم وسهامهم الى أعقابهم.
ثبات وإبداع
هذا وقد أشاد مدير الأنشطة المدرسية بوزارة التربية والتعليم عبدالكريم الضحاك بصمود وثبات الطلاب في مواصلة تعليمهم واستمرار الأنشطة المدرسية المختلفة في صد العدوان، مثمنا جهود كل الجهات الداعمة والراعية لبرنامج الأنشطة المدرسية.
مشيرا إلى أهمية إقامة البرامج والأنشطة المدرسية في مختلف الجوانب الرياضية والعلمية والثقافية وغيرها لما لها من تأثير ايجابي في تحسين مستوى الطلاب العلمي والثقافي والفني، مؤكدا استمرار الأنشطة المدرسية المختلفة رغم كل التحديات الصعبة جراء استمرار العدوان الغاشم.

قد يعجبك ايضا