عدن .. بين الاحتلال والدعشنة

 

عبدالفتاح علي البنوس
كم يؤلمنا ذلكم المشهد الذي عرضته وسائل إعلام جماعات الإرهاب والدعشنة لعنصرين من تنظيم داعش وهما يحتجزان أحد رجال المال والأعمال وهو يناشد السلطات الرسمية لدفع الفدية التي طلبها الخاطفون مقابل الإفراج عنه ، حيث ظهر أحد المجرمين وهويحمل في يده سكينا ويضرب بها على عنق التاجر المختطف وهو يوجه رسالة الاستنجاد ، وكم هو أكثر إيلاما عندما نشاهد عناصر داعش وهي تصول وتجول في شوارع وأحياء مدينة عدن بدورياتهم ويفرضون طقوسهم وأفكارهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم التعسفية والإقصائية والإجرامية .
مشاهد تبعث على الحزن والأسى والحسرة والألم لقيادات وشخصيات علمائية وقيادات عسكرية ومدنية تنتمي إلى محافظة عدن تتعرض للقتل والاغتيال من قبل عناصر داعش على مرأى ومسمع الناس ، ملاحقات ومطاردات وتعقب وترصد ومباشرة لإطلاق النار من مسدسات كاتمة للصوت تختطف حياة كل من يقف ضد مشاريعهم أو لديه مواقف مناهضة لهم ، تفجير للكنائس والمقابر وتهديدات لطلاب وطالبات الجامعات ، والخطباء وأئمة المساجد والنشطاء السياسيين ، عمليات انتحارية وتفجيرات إرهابية ، واشتباكات وصراعات دامية تشهدها أحياء مدينة عدن من قبل مرتزقة و عملاء السعودية والإمارات يدفع الأبرياء من أبناء عدن ثمنها غاليا .
كل تلكم المشاهد والصور الدموية تحصل في ثغر اليمن الجريحة عدن من قبل من يدعون أنهم قاموا بتحريرها وينشدون لها كل الخير ويسعون نحو تطويرها والمضي بها نحو آفاق رحبة من التقدم والنماء والازدهار ، لا أمن ولا استقرار ولا مرتبات ولا خدمات ولا أي حضور لهيبة الدولة الدنبوعية أو الحكومة الفندقية ، فالحاصل على الأرض يجعلنا نشعر وكأننا نشاهد مدينة مقديشو لا مدينة عدن ، وإن كانت مقديشو تحظى في كثير من الفترات حالة أمن واستقرار تفوق ما عليه الحال في مدينة عدن ، التي باتت بؤرة للصراعات وبوابة للموت على يد حثالة العصر من عناصر الإرهاب والدعشنة والارتزاق والخيانة .
هذه عدن التي قالوا بأنهم سيجعلون منها درة المدائن وإذا بهم يجعلون منها مقلبا للقمامات الآدمية وبيئة حاضنة لهم دونما اكتراث لأي ردود أفعال شعبية على ذلك ، بعد أن سلطوا القتلة والمجرمين على رقاب أبناء عدن وقدموا لهم الدعم والإسناد الذي دفعهم إلى البغي والإجرام بوحشية قذرة ، وكل ذلك لتبقى عدن أسيرة الصراعات والفتن والأزمات ، خدمة لأهداف ومشاريع ومخططات ومصالح دولة الإمارات التي باتت اليوم في حكم المحتلة لمحافظة عدن ، وبات المندوب الإماراتي هو الحاكم بأمره ، وباتت العناصر الإماراتية والعناصر الموالية لها من أبناء عدن والتي تعرف بقوات الحزام الأمني التي تحكم الطوق على الجانب الأمني هي من تدير المحافظة وهي من تعبث بأمنها واستقرارها ، وهي من تحول دون تطبيع الأوضاع فيها .
فأين وعود الحرية والتحرير التي أطلقها الغزاة والمحتلون لأبناء عدن ؟!! أين الشرعية المزعومة التي قالوا بأنه تمت إعادتها إلى عدن ؟! أين ذهبت طقطقات هادي وبن دغر وجباري ؟! أين عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع وهيثم قاسم طاهر وبقية أذناب الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي ؟! وهل هذه عدن التي قالوا بأنها ستكون غير في ظل سلطة الغزو والاحتلال ؟! نعم لقد صارت عدن اليوم غير عدن التي كانت بالأمس تنعم بالأمن والاستقرار ، صارت مؤخرة وحاضنة للجماعات والعناصر الإرهابية والإجرامية ، ومنطلقا لتصديرهم إلى مختلف المحافظات والمدن اليمنية .
بالمختصر المفيد لقد أضحت مدينة عدن أشبه بوكر الأشباح ، وصارت شوارعها وأزقتها دكاكين يباع فيها الموت المجاني الذي يختطف حياة الأبرياء يوميا دونما أدنى شعور بالمسؤولية من قبل الدمية هادي وحكومة الفنادق وتحالف الغزو والاحتلال والعمالة والارتزاق ، وصار لزاما على من تبقى من أحرار الجنوب أن ينتفضوا جميعا لتحريرها وتطهيرها من دنس المحتلين والدواعش وأذيالهم ، وإعادة الحياة والأمن والاستقرار إليها والمضي في درب التحرر المنشود الذي يليق بها وبمكانتها وتاريخها وموقعها ودورها الاقتصادي والتجاري الهام ، فالوضع هناك يتفاقم يوما بعد آخر وآن الأوان للتدخل وإيقاف هذا التفاقم ، ليعود لها استقلالها الذي به تعود لها حريتها وتستعيد دورها الريادي لترتسم الابتسامة على محياها وتعود كما كانت ثغر اليمن الباسم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا