المصالحة بين اليمنيين ..متى وكيف ؟!

صلاح القرشي

من المؤكد انه لابد وان يأتي اليوم الذي يتصالح فيه اليمنيون وتتوقف الحروب المشتعلة بينهم ، لكن لا نستطع تحديد المدة الزمنية لإتمام هذه المصالحة بينهم ومتى ستكون ؟؟ ، ولا نستطيع ان نحدد تحت أي شكل ستكون بلادنا اليمن عندما تتم هذه المصالحة بينهم ؟؟ ، فهل سيتصالحون تحت سقف الدولة الواحدة ؟ ، أو الدولة الاتحادية المكونة من عدد من الأقاليم؟ أو في ظل دولتين جنوبية وأخرى شمالية وعلى نفس الحدود الشطرية السابقة ما قبل قيام الوحدة اليمنية عام 1990م ؟ ، وقد يكون الواقع أسوأ، طالما ان الدول الإقليمية والأمم المتحدة دعمت ورعت حوارا يمنيا وأنتجت مسودة دستور يمني عمل بالخارج سابقا وقبل اندلاع هذه الحرب والعدوان على اليمن وجميعهم يعطي الحق للأقاليم مستقبلا في تقرير مصيرها والاستقلال بموجب ما تضمنتها من نصوص .
ومن اجل هذا هم هبوا وكونوا (الحلف العربي) وتدخلوا عسكريا عبر ما أطلقوا عليها عاصفة الحزم وإعادة الأمل لكي يساعدونكم ويدخلونكم مجلس تعاونهم الخليجي !!! لتعيشوا معهم في( الرغد وبحبوحة العيش) !!!!
ولن تتوقف مساعدة حكام الخليج لكم أيها اليمنيون في الست أو العشر (اليمنيات) من الدويلات على هذا النحو ، بل قد يتكرمون إلى ضمكم والحاقكم بهذه الدول السعودية والأمارات وغيرها ، كما ضمت وألحقت السعودية قبل ذلك (إمارة او دويلة الإدريسي) في عسير المقتطعة من الأراضي اليمنية .، وأيضا مثلما تسعى الآن دولة الإمارات لضم وإلحاق جزيرة سقطرى بها وتستخدم كل الوسائل في ذلك ، وحتى لو ادعت أن سقطرى وغيرها من الأراضي اليمنية كانت جزءاً من أملاك أسرة آل نهيان في قديم الزمان الغابر !!!
هذا إذا افترضنا أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تنفذه أمريكا وتحالفها الغربي وإسرائيل في تجزئة وتفتيت الدول العربية ، لن ينفذ أو يشمل تنفيذه إمارات وممالك حكام الخليج نفسها .
لم نقل ما قلناه في ما سبق إلاّ لأننا نعلم جيدا أن المصالحة الوطنية بين اليمنيين لا يمكن أن تتم في الوقت الحالي ودول الاحتلال الخارجي وعلى رأسها السعودية والإمارات التي تعتبر أدوات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل جاثمة على أرضنا وتتحكم في إرادة وقرار معظم المكونات السياسية والعسكرية اليمنية الموجودة على الأرض اليمنية أو في فنادق الدول الإقليمية والدولية.
لن يسمحوا بأي مصالحة بين اليمنيين إلاّ بعد أن يتم تنفيذ كل خططهم في اليمن وحسب ما تم تفصيله من قبلهم للخارطة اليمنية .
فهذه الدول لم تسمح بنجاح أي صفقة لتبادل الأسرى بين اليمنيين بل أفشلت الكثير وكانت المعرقلة دائما، لكي لاتكن مقدمة لتقارب وتصالح اليمنيين ، وكل صفقات تبادل الأسرى بين الأطراف اليمنية المتقاتلة على قلتها تمت في ظروف ذاتية بينهم وفي خطوط تماس جبهات الحرب وبعيدة عن تدخل وإرادة هذه الدول ولذلك نجحت، فهذه الدول تكرس سياسة الحقد والكراهية بين اليمنيين على الدوام
ولذلك دول التحالف العدواني ومنذ البداية سعت إلى إنشاء وتكوين دويلات ومجموعات مسلحة في معظم المحافظات اليمنية متناقضة ومتخاصمة وذات عقيدة غير وطنية تعادي الآخرين وتكفرهم، وحسب ما أورده تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة مؤخرا ، وبحيث يصعب المصالحة بينهم إذا ما تمت دعوتهم للمصالحة من قبل مكون أو طرف داخلي ، كما سمعنا وقرأنا كلنا قبل أيام من قبل رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي والتي أتى ذكرها من ضمن بنود عدة في المبادرة التي أرسلها إلى الأمم المتحدة .
ولو أني لا اعرف لماذا هذه المبادرة لم ترسل رسميا من قبل المجلس السياسي أو حكومة الإنقاذ أو مجلس النواب الذين يمثلون سلطة صنعاء رسميا والتي قامت وتسلمت السلطة والحكم من اللجنة الثورية العليا .
عموما أي دعوة لمصالحة وطنية بين اليمنيين ومن أي جهة صدرت داخلية أو خارجية نتيجتها ستفضي إلى إعادة تكوين جيش وطني يمني موحد متماسك وقوي يمثل كل المحافظات اليمنية ، وذي عقيدة وطنية وقومية وتحت قيادة موحدة ويمثل ضمانة للجميع ولكل الشعب، لن تسمح به دول تحالف الاحتلال العدواني نهائيا ومن خلفها وفوقها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل .
يجب أن يعلم الجميع أن دول العدوان ألاحتلالي لازالت تبني خططا إجرامية بشعة لليمنيين وسوف تدير وتشرف على حروب أهلية بين اليمنيين ، في الجنوب بين القوى والمجموعات المسلحة ، وأيضا بين القوى والمجموعات المسلحة في الشمال وعلى مستوى كل المناطق والمحافظات حتى تصل إلى أحد الأشكال والتقسيمات للخارطة اليمنية والتي ذكرناها سابقا ، وأن هذه الحروب الأهلية بين اليمنيين ستكون طويلة ومدمرة للبشر والحجر و منهكة للجميع ومجتثة لبعضهم ، إذا تحقق مخطط هذه القوى
أيها اليمنيون في كل محافظة وفي كل شبر من الوطن اليمني الواحد عدونا مجرم وكبير ، عدونا ليس دولة واحدة وإنما دول إقليمية ودولية كبرى مضاف لهم كيان العدو الإسرائيلي ، دول احتلالية لا تريد لنا إلا التمزق والخروب الأهلية في ما بيننا من اجل إضعافنا وتجزئتنا ونهب ثرواتنا والسيطرة على جغرافية بلادنا الهامة والاستراتيجية وحرمان الشعب اليمني ودولته من ممارسة سيادته عليها
فلا مستقبل لنا إلاّ بوحدتنا وتصالحنا من اجل ان نستطيع أن نقف في وجه حلف العدوان ، يجب أن تكون تنازلاتنا كبيرة وجوهرية لبعضنا البعض نحن اليمنيين وعلى رأسهم كل المكونات السياسية والنخب ، وحتى لو كانت هذه التنازلات صعبة على أحلامنا الضيقة ، يجب أن نعترف ببعضنا البعض ، وبتساوينا في الحقوق والواجبات وأننا جميعا سواء تحت سقف القانون والعدالة ، يجب أن يكون قرارنا وإرادتنا ليست مرتهنة للدول الخارجية ولو خسرنا دعمهم في مواجهة خصومنا من المكونات الداخلية اليمنية ،
على جميعنا أن يضحي ليس بالدماء ولكن بأهدافه ومطامعه لصالح بقاء الشعب اليمني شعبا واحدا وفي دولة واحدة وقوية تستطيع التحرر وتحقق الاستقلال الحقيقي ومواجهة أطماع الدول الخارجية ،

قد يعجبك ايضا