ما يجب تأكيده اليوم هو بقاء الدولة اليمنية وبناء جيشها اليمني والحفاظ على وحدة أراضيها .. وبعد ذلك لكل حادث حديث..

عبدالفتاح حيدرة

ثلاثة أعوام من تشكيل وعي المقاتل اليمني المواجه للعدوان، ثلاثة أعوام من توحيد قيم الشعب اليمني الصامد والمتحد لمواجهة العدوان، ثلاثة أعوام من الرؤى والأفكار لتنفيذ مشروع القائد اليمني لبناء مؤسسات الدولة اليمنية القوية والمهابة، الدولة المواجهة للعدوان والرافضة للتبعية والارتهان، ثلاثة أعوام لتظهر كل تقارير الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن العالم يريد دوله يمنية..
وما أن ظهر الرئيس اليمني صالح الصماد ولمس شعور كل يمني صدق فعاليات وأنشطة وزارة الدفاع اليمنية كنموذج أولي لبناء مؤسسات الدولة اليمنية القوية والمهابة، حتى ظهرت لنا الحركات الخيانية المطالبة بانضمام الجيش اليمني لدواعش الإرهاب التابعة لعلي محسن بمأرب وميليشيات السلفيين الإماراتيين التابعة لطارق بعدن ، وتعالت أصوات المبادرات الانفصالية السياسية للتقسيم والتفتيت وقدمت المبادرات الاستسلامية المتنازلة عن دماء وتضحيات اليمنيين، ونشطت الفعاليات والكتابات والمنشورات والتغريدات المثبطة والمشككة والخائفة من بناء مؤسسة الجيش اليمني الذي يرعاه الرئيس صالح الصماد..
ثلاثة أعوام ولا تزال مشكلة الكثير من المؤتمريين أنهم لم ولن و لا يعرفون حقيقة الأوضاع في اليمن ، فيقومون بإسقاط ما حدث في 2011م على ما حدث في 2014م، رغم الاختلافات الكبيرة بين الوضعين ، حتى وإن كان بعض المؤتمريين هم جزء من الصراع، وبالطبع لا يمثلون كل المؤتمريين، لذلك لا يعتبر كون المتحدث هذه الأيام بنبرة الخيانة والارتزاق مؤتمريا أنه على صواب، فهناك تيارات وأجنحة عديدة داخل المؤتمر، ولهم مصالح شخصيه كثيرة، وبالتأكيد فإن هذا يؤثر على أحكام الآخرين بشكل أو بآخر ..
وكذلك هي مشكلة الكثير من انصار الله أنهم لا يعرفون حقيقة ثورة 21 سبتمبر 2014م وما حدث في إسقاط حكم الإخوان وعلي محسن وهادي ، ولا يعلمون أن الأعداد التي نزلت لإسقاط الإخوان وعلي محسن وهادي أكثر من تلك التي نزلت لإسقاط علي صالح في فبراير 2011م ، ويقومون أيضا بإسقاط الوضع الاخواني على الحالة المؤتمريه نتيجة أحداث الثاني من ديسمبر 2017م رغم الاختلافات الجذرية بين كل الأوضاع..
لكن ما يورط الجميع داخل أو خارج اليمن هو عملية الاستسهال في إصدار أحكام متعجلة كل على الأخر من ناحية، وجبروت الآلة الإعلامية التابعة لأنظمة الخليج من ناحية ثانية، وعدم وجود عقل سياسي يمني يتقبل الرؤية الإعلامية اليمنية المستقلة والحرة، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى بروز مرتزقة جدد وخونه جدد وعملاء جدد يعملون لصالح الأنظمة الكرتونية التي تديرها بعير الصحراء الخليجية أو خنازير وقردة أجهزة الاستخبارات الأمريكية و الإسرائيلية والبريطانية..
هؤلاء المرتزقة الجدد والخونة الجدد والعملاء الجدد مهمتهم هذه الأيام هي أن يكرسوا في وعي الناس والمجتمع اليمني أن الحوثيين ديكتاتوريون، ولو كان هناك عقل إعلامي يمني وطني مستقل لقال لهم باسم الشعب اليمني وليس باسم الحوثيين ، طيب يا هؤلاء ، ديكتاتورية ديكتاتورية، لأن الديكتاتورية أصلا في ذاتها هي شكل من أشكال الحكم حتى لو كانت مرفوضة، لكن المحتلين والغزاة والمعتدين و الإرهابيين والمرتزقة والخونة والعملاء الذين يتجمعون على الأرض اليمنية لمحاربة اليمنيين والجيش اليمني وتدمير اليمن وتقسيمه وتفتيته لا توصيف لهم سوى أنهم غزاه ومرتزقة وخونه وعملاء، وكل ما يقومون به هو تمزيق اليمن وتقسيم اليمن وتفتيت اليمن والدولة اليمنية والجيش اليمني والشعب اليمني ..
لهؤلاء جميعا نقول ولأنفسنا ولشعبنا ولقيادتنا أنه وفي حال مواجهة الجيش اليمني بقيادة نظام (حتى لو كان ديكتاتوريا) لمجموعات من الغزاة والمحتلين والإرهابيين والمرتزقة، فلا وجه للمقارنة هنا، ولابد أن يكون الدعم والمساندة المطلقة لهذا الجيش وقيادته ونظامه، ومسألة الديمقراطية والديكتاتورية حديثها يأتي بعد التخلص من كل هؤلاء الذين يدمرون كل شيء يمني لحساب قوى إقليمية ودولية ..
ونقول أيضا وبقناعة أن شكل الحكم مسألة يقررها الشعب اليمني ذاته وليس أي طرف خارجي، ووقت الحرب ليس هو الوقت المناسب كي يقرر الشعب اليمني شيئا، غير قرار الانتصار اليمني الكلي على المعتدي والمحتل والغازي والمرتزق والخائن، وأن ما يجب تأكيده اليوم (فقط) هو بقاء الدولة اليمنية وبناء جيشها اليمني والحفاظ على وحدة أراضيها اليمنية وبعد ذلك لكل حادث حديث..

قد يعجبك ايضا