واقع الطفولة في اليمن مأساوي وكارثي بإجماع العالم

¶ المنظمات الدولية تقر بقتل طيران العدوان 5000 طفل وإصابة 7000 طفل بإعاقات
¶ نساء وأطفال اليمن أكثر ضحايا العدوان والحصار جسدياً ونفسياً ومجتمعياً واقتصادياً
لقاء/
محمد محمد إبراهيم
قال المنسق العام بهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل عبده صلاح الحرازي: إن أكثر من خمسة آلاف طفل استشهدوا وأكثر من سبعة آلاف أصيبوا بإعاقات مستديمة، جراء الحرب العدوانية التي طالت بقصفها الجوي الخارطة اليمنية بعدد هائل من القنابل العنقودية والغازات السامة المحرمة دولياً التي أثرت بشكل كبير على الأم والطفل خاصة والمدنيين عامة.. ناهيك عن ثلاثة ملايين طفل محروم من الخدمات الصحية وأكثر من أربعة ملايين طفل من التعليم، حقه في الأمان والحياة واللعب والمشاركة”..
وأكد الحرازي أن نسبة المواليد مند مارس 2015م تجاوزت أكثر من ثلاثة ملايين طفل لكن وضعهم الصحي متدهور من سوء التغذية والمجاعة للطفل والأم في فترة الحمل والولادة وبعدها.. بجانب انتشار الأمراض المعدية وانعدام الأدوية والغذاء بسبب الحصار والقصف الجوي من قوات دول تحالف العدوان بقيادة السعودية.. متطرقاً إلى أبرز مرتكزات أعمال الهيئة وتقييمها لواقع الطفولة اليمنية ورؤاها تجاه جهود المنظمات الدولية والمحلية في مجال الطفولة.. وغير ذلك في هذا اللقاء:
الحرب والحصار سلبا أطفال اليمن حقهم في الحياة والأمان وحرما 7 ملايين من خدمات الصحة والتعليم
أكثر من 11 مليون طفل في اليمن يتعرضون للإساءة والحرمان من أبسط أساسيات الحياة والبقاء
3 ملايين مولود مند مارس 2005م يعانون سوء التغذية والمجاعة والأمراض المعدية بسبب العدوان\
استخدام العدوان القنابل والغازات المحرمة دولياً أثر كثيراً على الأمهات والأطفال في اليمن
طالبنا الأمم المتحدة بإصدار قرار إنهاء العدوان والحصار وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الانتهاكات
10 منظمات مدنية تؤدي دوراً توعوياً وخدمياً ورقابياً هاماً في مجال رعاية وحماية الأطفال
بداية.. تؤكد المنظمات الدولية أن العام 2017م هو أسوأ عام للطفولة اليمنية..؟ ماذا لدى الهيئة من تقارير ومؤشرات عن العام 2017م عن الطفولة في اليمن..؟!
– في البداية المؤشرات التي صارت لدينا ولدى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العاملة في مجال رعاية حقوق الطفل تؤكد أن واقع الطفولة اليمنية مأساوي وكارثي.. وإننا في ” هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل” إذ نقدر باعتزاز كبير جهود المنظمات الدولية، ونتطلع إلى دور أكبر خلال هذه المرحة الاستثنائية للوضع العام في اليمن خصوصاً وأن المعلومات صارت متوفرة لديها عن حجم الانتهاكات من قتل وحصار شامل وانتشار للفقر والأمراض المعدية والمنقولة منذ بداية العدوان والحصار والقصف الجوي الذي لا يميز بين الأطفال والنساء وقتل المدنيين، ولديها صورة كاملة عن توسع الاقتتال الداخلي خلال ثلاث سنوات مما أدى إلى إلحاق الدمار والخراب بكل المقومات الأساسية للحياة من البنية التحتية والمدنية حيث أن كل المؤشرات تؤكد أن أكثر من 11 مليون طفل تعرض للإساءة والإهمال والحرمان من أبسط أساسيات الحياة والبقاء والنماء وهذا يعتبر حقاً كفلته الديانات والقوانين اليمنية والدولية والمواثيق والاتفاقيات المعنية بحماية ورعاية حقوق الأطفال.
ألف يوم ويزيد من الحرب والحصار على اليمن، إلى أي مدى طالت تداعياتها الطفولة في اليمن بالأرقام إن أمكن؟
– بل ألف و30 يوماً من الدمار والخراب لكل مقومات الحياة ، كان الأطفال والنساء أكثر ضحايا هذه الحرب والحصار على المواطن اليمني والذي ينعكس على واقع الأطفال من الحرمان من التعليم والصحة والحماية.وتقر أرقام الإحصائيات وتصاريح المنظمات الدولية كجهات محايدة ، بأن القصف الجوي للعدوان قد تسبب في قتل واستشهاد أكثر من خمسة آلاف طفل وأكثر من سبعة آلاف أصيبوا وجُرُحوا مما خلف لهم إعاقات مستديمة ناهيك عن ثلاثة ملايين طفل محروم من الخدمات الصحية وأكثر من أربعه ملايين طفل من التعليم، وحقه في الأمان واللعب والمشاركة.. حيث بلغت نسبة المواليد منذ مارس /2015م أكثر من ثلاثة ملايين طفل في وضع صحي متدهور من سوء التغذية المجاعة لطفل والأم في فترة الحمل والولادة وبعدها. وكذا من انتشار الأمراض المعدية وانعدام الأدوية والغذاء بسبب الحصار والقصف الجوي من قوت التحالف بقيادة السعودية والعدد الكبير من القنابل المحرمة دولياً والقنابل العنقودية والغازات السامة التي أثرت بشكل كبير على الأم والطفل خاصة والمدنيين عامة.
على ضوء هذه المؤشرات.. كيف تقيم النشاط المدني لمنظمات حقوق الطفل ورعايته في اليمن..؟
– تلعب منظمات المجتمع المدني دوراً مهماً في هذه المرحلة إلى جانب الدور الحكومي والمنظمات الدولية وقد تختلف أنشطة وفعاليات المنظمات الأهلية لخلق وعي مجتمعي بين أوساط المجتمع والمساهمة في تقليل الإشكالات والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون مع قيام البعض في توفير المساعدات الغذائية والدوائية وتوفير المياه الصالحة للشرب وجمعيات أخرى لها أنشطة مختلفة بما يخدم المجتمع المدني وضمان حماية ورعاية الأطفال.
وتتميز مشاركة الجمعيات الأهلية بأهمية كبرى لتفعيل المشاركة المجتمعية وتعزيز مشاركة الأطفال اليافعين والشباب والنساء في مختلف البرامج والأنشطة والفعاليات المؤثرة التي تسهم بفعالية في رفع الوعي المجتمعي.
ما هو قوام المنظمات المدنية غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الطفل ورعايته في اليمن..؟
– هناك إحصائيات رسمية لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد تصل إلى أكثر من عشرة آلاف جمعية واتحاد ونقابة ولكل جمعية مهام واختصاصات لنشاطها الجغرافي ونوعية الأنشطة والبرامج المنفذة.. وهنا نؤكد على أهمية تفعيل هذا التوجيه للمشاركة العملية للمنظمات المجتمع المدني..
وماذا قدمتم كمنظمات مدنية للطفولة اليمنية على الصعيد الإنساني الدولي..؟
– منظمات المجتمع المدني التي تعمل في بلادنا كثيرة، وهيئة التنسيق تعمل على توحيد الجهود والتنسيق لتوفير حماية للأطفال ورفع الوعي المجتمعي بالحقوق والقوانين الوطنية والدولية المعنية بحقوق الطفل.
ومن أهم ادوار هيئة التنسيق مشاركة الجهات الحكومية في الوفاء بالتزاماتها في تقديم التقارير المقابلة الموازية للتقارير الحكومية المقدمة للجنة الدولية لحقوق الطفل في جنيف.
ما هي المنظمات الحقوقية الدولية والأممية التي لكم علاقات تعاونية معها..؟
– المنظمات الدولية في اليمن والتي تعمل معها الهيئة بشكل مستمر هي منظمة اليونيسف ، منظمة رعاية الأطفال، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.. وبالنسبة للمنظمات الدولية الخارجية هي لجنة حقوق الطفل، مجلس حقوق الإنسان، الصندوق العربي لحقوق الإنسان بيروت ومنظمة الإصلاح الجنائي (الأردن).
ما هو جوهر الدور التنسيقي الذي تقوم به الهيئة بين هذه المنظمات..؟ وما هي أهم منطلقاته..؟
– هيئة التنسيق تعمل منذ عام 1995م بتصريح رقم (94) في مختلف محافظات الجمهورية، وعملها مبني على التنسيق والمشاركة بين المنظمات الأهلية والدولية والجهات الحكومية المعنية بحقوق الطفل من أبرزها الدور الجوهري في تقديم العون القانوني للأطفال المعرضين لعقوبة الإعدام حيث تم إيقاف “احكام” وإعادة محاكمة لثلاثة أحداث، وبناء قدرات الأطفال وقيادات المجالس المحلية والجمعيات الأهلية بحقوق الطفل ونشر الاتفاقية الدولية والقوانين والتشريعات اليمنية المعنية بحقوق الأطفال، تقديم تقارير الظل المقابلة لتقرير الحكومي بمستوى ضمان الحماية للأطفال، وتشبيك وتوحيد الجهود بين المنظمات والجهات الحكومية العاملة بمجال حقوق الطفل.
تؤمن هيئة التنسيق بتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الطفل ،، ولدينا نظام أساسي يحدد منطلقات عمل الهيئة المبادئ الأساسية للعمل الإنساني والحيادية المطلقة تجاه كل أطفال اليمن والعالم والمثابرة لخلق عالم آمن للأطفال.
ماذا حققت الهيئة منذ تأسيسها داخليا وخارجيا.؟ وما هي المؤتمرات التي أنجزتها؟
حققت الهيئة العديد من الانجازات في مضمار التأصيل العملي والإجرائي للشراكة المدنية في مجال رعاية حقوق الطفل، على مختلف الأصعدة سواء على مستوى إعداد التقارير الدورية المقابلة لتقارير الحكومية وعرضها ومناقشتها في جنيف أمام اللجنة الدولية خلال الأعوام 2005وحتى “2012م “.. أو على مستوى إعداد ومناقشة تقرير حول البرتوكولين الاختياريين حول إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة والأخر حول استغلال الأطفال 2008-2009م. وكذلك العمل على إيقاف عدد من قضايا الإعدام بحق الأحداث التي تتعارض مع القانون في مختلف المحافظات وتغيير مسار أحكامهم ومنهم من تم الإفراج عنهم.. والعمل على متابعة انشاء المرصد الوطني لحقوق الطفل منذ2012وحتى 2017م.. ومتابعة الجهات المعنية بتخصيص موازنات خاصة بالطفولة ضمن الميزانية العامة للدولة.
وكذلك تنفيذ خمسة مؤتمرات سنوية حول قياس اثر تنفيذ التوصيات الدولية لحقوق الطفل في اليمن بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني “2012-2016″م وتنفيذ مؤتمر حول الحد من عقوبة إعدام الأطفال في تماس مع القانون 2014م
ما هي التحديات التي تواجه الهيئة في أعمالها..؟
– أبرز التحديات تتمثل في استمرار العدوان والقصف الجوي والاقتتال الداخلي مما يعيق النزول الميداني وتنفيذ الأنشطة الخاصة بالطفولة.. وعدم توفير مقر خاص لمكتب الهيئة وفروعها بالمحافظات، وعدم استمرار صرف المخصصات المالية الممنوحة من الحكومة سنوياً.
كيف تنظر إلى مستقبل الطفولة في اليمن على ضوء الحاضر الصعب..؟
– نتطلع إلى مستقبل أفضل لكل أطفال اليمن إلا أن ما تمر بها بلادنا والطفولة تحديداً ظروف صعبة لما تعرض له الأطفال من الدمار النفسي والاجتماعي والحرمان من ابسط مقومات الحياة والحرمان من الحق في الحياة والأمان والرعاية الاجتماعية، والمعاناة والتشرد والنزوح من الإمكان التي تعرضت للقصف الجوي والحروب الداخلية وتعرض الأطفال لكل أشكال الإساءة والإهمال والاستغلال.
أخيراً.. ما هي رسالتكم للأمم المتحدة بخصوص ما تعانيه الطفولة في اليمن..؟
– تم مناشدة الأمم المتحدة من شهر مارس 2015م وإصدار العديد من البيانات والمناشدات وكان آخرها خلال بداية العام الجاري 2018م بسرعة إصدار قرار أممي في إيقاف الحرب والعدوان ورفع الحصار الظالم الذي فرض على اليمن من “تحالف العدوان” بقيادة السعودية والذي كان نصيب الأطفال من القتل والإعاقة والتشرد والحرمان الأرقام الكبرى.
ونؤكد للأمم المتحدة أهمية سرعة تشكيل للجنة دولية لتحقيق في الانتهاكات على الإنسان اليمني والأطفال والنساء والمنشآت والطرقات والماء والكهرباء.. ونناشد باسم الإنسانية إيقاف الحرب الداخلي والعدوان السعودي على الأرض والإنسان لإنقاذ أكثر من 18مليون على حافة الفقر والمجاعة وكذا (11) مليون طفل لديهم مستقبل مجهول من الأثر النفسي والاجتماعي والاقتصادي ويمكن الرجوع إلى تقارير المنظمات الدولية مثل منظمة اليونيسف ومنظمة هيومن رايتس ومنظمة اوكسفام الصادر مطلع يناير 2018م.

قد يعجبك ايضا