الورقة الاقتصادية آخر رهانات العدو الخاسرة

محمد صالح حاتم
ونحن في بداية الآلفية الثانية من العدوان، لم يستطع العدو أن يحقق ما كان يصبوا إليه من عدوانه على الشعب اليمني العظيم ،فقد فشلت كل الوسائل وشتى أنواع الحروب التي استخدمها بهدف إخضاع وتركيع الشعب اليمني ،رغم الجيوش التي جيشها والآلة العسكرية الضخمة التي اشتراها والتي لم تحقق غير قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية.
كذلك فشل حربه الإعلامية والنفسية والتي كان يراد منها بث الرعب في نفوس اليمنيين وهزيمتهم نفسيا وتحقيق نصر إعلامي ولكنه فشل أمام وعي وقيم وأخلاق اليمنيين وما قامت به وسائلنا الإعلامية من كشف وفضح زيف وكذب إعلام العدو،وخلال الألف يوم الماضية من العدوان، سعى العدو إلى شق الصف وإضعاف الجبهة الداخلية بهدف النيل من صمود واستبسال شعبنا اليمني، وباء مسعاه بالفشل الذريع أمام تضحيات أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية.
العدو فشلت جميع أوراقه التي كان يراهن عليها ،ولم يعد لديه أي ورقة يمكنه اللعب عليها ،غير الورقة الاقتصادية والتي يراهن عليها كثيرا، ويراد منها إعلان الإفلاس الاقتصادي وانهيار مؤسسات الدولة، وتجويع الشعب بهدف تركيعه وإخضاعه واستسلامه ،وهو ما لم يحصل ولن يحصل ،فالعدو منذ بداية العدوان العسكري قام بفرض حصار اقتصادي بري وبحري وجوي ،ودمر المصانع والمزارع والشركات وهو ما تسبب في فقدان ملايين من العمال لوظائفهم ومصدر دخلهم الوحيد.
وكذلك فقدت الدولة مصدر دخل مهم جدا كان الرافد الرئيسي للخزينة العامة وهو المتمثل في صادرات النفط والغاز والذي كان يمثل ما نسبته 70 % من ميزانية الدولة ،وبعد هذا كله قام الفار هادي بنقل صلاحيات البنك المركزي إلى عدن تحت غطاء أممي ودولي عبر البنك الدولي والنقد الدولي،وهو ما تسبب في عدم قدرة حكومة الإنقاذ الوطني دفع مرتبات الموظفين، وفي تدهور الحالة المعيشية للموظف والمواطن على حد سواء.
،واليوم ونحن في الآلفية الثانية من العدوان وحسب تقارير المنظمات الأممية فإن الوضع المعيشي لذي تمر به البلاد جراء العدوان والحصار الاقتصادي ،يعتبر اسوأ كارثة اقتصادية في العالم وينذر بحدوث مجاعة كبيرة بين أفراد المجتمع اليمني ،وهذا هو ما يريده العدو من الحصار بعد فشل الخيار العسكري.
العدو لازال يراهن على الورقة الاقتصادية وذلك عبر عملائه ومرتزقته في الداخل والذين زرعهم في كافة مفاصل الدولة منذ سنين عديدة بهدف نشر الفساد الإداري والمالي وكذلك استحواذهم على شركات النفط والغاز والاتصالات والشركات المستوردة للمواد الغذائية، وللأسف أن هؤلاء اليوم في فنادق الرياض وشركاتهم لازالت موجودة وتمارس أعمالها وتنهب ثروات وأموال اليمنيين ،وتتاجر بأقوات المواطنيين المساكين ،فأسعار المشتقات النفطية في تزايد ،والسبب هو العدوان أكيد لأن أصحاب الشركات المستوردة هم عملاء للعدو ،فنرجو من الحكومة النظر في قرار تعويم أسعار المشتقات النفطية والذي للأسف لم يخدم غير العدو وعملائه أصحاب شركات الاستيراد.
أسعار المواد الغذائية في ارتفاع يومي، وهي ما تثقل كاهل المواطن، وأسعار العملات أصبحت اليوم أسعارها خيالية، فالدولار وصل إلى ما يقارب 500ريال، والريال السعودي125ريالاً، وأصبحت شركات ومحلات الصرافة تنتشر بشكل كبير في شوارع وأزقة العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الجمهورية وهذا ينذر بانهيار للعملة ،فأصحاب هذه الشركات ومحلات الصرافة هم من واصل أسعار العملة إلى هذا الحد وهو السبب الذي جعل أسعار المواد الغذائية ترتفع، بسبب ارتفاع سعر العملة الأجنبية.
وكما أفشلنا رهانات العدو عسكريا وإعلاميا وسياسيا، بتعاونا وحزم وصرامة الحكومة سنفشل آخر رهانات العدو المتمثل في الورقة الاقتصادية، فعلينا التعاون والتكاتف جميعنا حكومة وشعباً ورجال أعمال.
ونحن هنا لانعفي حكومة الإنقاذ من القيام بدورها،فيجب محاربة الفساد والفاسدين وتعديل بعض القوانيين ،وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة والقضاء ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،ومحاكمة الفاسدين والناهبين للمال العام وترشيد النفقات ،والرقابة على أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وتحديد أسعار العملات الأجنبية ،وإيجاد حلول عاجله لدفع مرتبات الموظفين، وإيجاد استراتيجية وطنية للاكتفاء الذاتي من المنتجات الوطنية وخاصة الحبوب والقمح عبر دعم المزارعين والمستثمرين في هذا المجال.
وبهذا نكون أفشلنا واحرقنا آخر ورقة يراهن عليها العدو ويهدف من خلالها إلى تجويع وتشريد وقتل من لم يقتل بالطيران يموت بالجوع والمرض،وعندها يستسلم الشعب اليمني العظيم لمخططات العدو وهو صوملة اليمن وإعلان اليمن دولة فاشلة ويتم بعدها تنفيذ مخططات ومشاريع العدو السعوصهيوامريكي.
لكن بفضل الله سبحانه وتعالى وحكمه القيادة وتعاون الجميع وتضافر الجهود سنفشل العدو ونحرق آخر ورقة يراهن عليها ،فكما صمدنا وصبرنا أمام قصف الطيران ،وضربات الصواريخ سوف نصبر ونصمد حتى لو أكلنا الحجار وطحنا الصخور.
وعاش اليمن حرا أبيا والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا