المرأة اليمنية.. إيقونة الصمود والوطنية

*فاجأت الجميع بعطائها وصبرها وجلدها في مواجهة العدوان والحصار
*نساء: قدمنا فلذات أكبادنا ورجالنا لله والوطن والكرامة
تحقيق / أسماء البزاز

وهل هناك مثل المرأة اليمنية. .في عزتها وشموخها وهي تواجه عدوانا عالميا على شعبها. .فتشوا لن تجدوا مثيلا لها في صبرها وتضحياتها ووطنيتها.
” المرأة اليمنية وهي أم أو زوجة أو شقيقة أو ابنة للشهيد، كانت وما تزال أسطورة زمانها و سيذكرها التاريخ وهي تزف شهيدها بالزغاريد والورود بثبات عجيب لم تشهده امرأة مثلها من قبل
المرأة اليمنية العظيمة وهي تشيع شهيدها الغالي جداً عليها تقول اللهم تقبل مني هذا القليل.. فهل هناك تضحية أغلى من هذه التضحية.
ومع ذلك فهي تقدم قربانها الغالي لله وهي تستقل ما قدمته وتصفه بالقليل.
المرأة اليمنية هي سر ثبات المجاهدين في الثغور، ورغم ضيق الحال تحفز من يعولها وتدعمه بذهبها ليشتري السلاح وتدفعه للنفير مطمئناً إلى ميادين الجهاد.
المرأة اليمنية هي وأطفالها جيل قادم يخشاه العدو، فيسعى دائماً بجبنه وخبثه ولؤمه وخسته ووضاعته لتحريك طائراته ليقتلها هي وأطفالها، لأنه يعلم بأن المستقبل العظيم ستصنعه المرأة اليمنية”
رضا شاهين رئيسة مؤسسة شهامة وطن أوضحت أن للمرأة اليمنية دوراً رائعاً وعظيماً خاصة فيما قدمته من تضحيات في ظل العدوان ناهيك عن روحها التي أزهقت في محراب الوطن وأبنائها الذين يدافعون عن تربة هذا الوطن بالغالي والنفيس وملحمة الصبر والصمود والإخلاص التي تبذلها وتعاني في سبيلها الكثير والكثير .
وأضافت شاهين: أضف إلى ذلك كونها المدبرة في شؤون بيتها وهي المتحملة كل الأعباء خاصة في ظل غياب رب الأسرة أو استشهاده أو عجزه.
شريان المقاومة
الكاتبة والإعلامية رند الأديمي اعتبرت دور المرأة اليمنية لايقل شأنا عن دور الرجل فهي الأم الروحية والأخت للمقاومة اليمنية و شريان الحياة المقاومة ضد العدوان الذي يمد المجاهدين بالقوة والبأس وأنها الأم التي تحث ولدها على الجهاد وتعلمه الصمود وهي الأخت التي تقف جنبا إلى جنب مع أخيها المجاهد المرابط في جبهات العزة والكرامة وهي السياسية التي تشاطر الرجل أدواره السياسية وهي الكاتبة التي تدعم الصمود بأجمل أنواع الكلمات وهي الشاعرة وهي الرافدة للجبهات بقوافل العطاء والبذل التي تصل المجاهدين.
ومضت الأديمي تقول : أن المرأة ليست نصف المجتمع ولكن هي كل المجتمع فهنيئا لكل امرأة لازالت ترفع معنويات طفلها للذهاب للمدرسة في وسط تحليق الطائرة هنيئا لها هذا الصمود هنيئا لتلك الأم التي كلما أرادت أن تذرف دمعها لأجل فقيدها تتذكر القضية الكبرى فتحاول الوقوف شامخة برغم أن جدار قلبها قد تفتت هنيئا لها على ذلك القلب وذلك العطاء .
عطاء بلا حدود
أمة الملك الخاشب الناشطة الحقوقية والإعلامية تقول من جانبها : كانت المرأة اليمنية ولا زالت تنظم قوافل الخير والعطاء فليس غريبا على من تجود بفلذات الأكباد أن تجود بالمال بالمجوهرات فالمجوهرات هي غاية وهدف لأي امرأة ولكن من تحمل قضية اكبر فلا تهتم بالمجوهرات ولا يعني لها اهتمامات نظيراتها من النساء اللائي يعشن بدون هدف ودون قضية فكانت المرأة من قبل انطلاق شرارة ثورة 21 سبتمبر وهي ترفد المعتصمين في ساحات الثورة سواء كانت ساحة المطار أم الساحات المحيطة بصنعاء والتي كانت من أهم أسباب نجاح وانطلاق ثورة 21 من سبتمبر الخالدة فكانت تصنع مختلف أنواع الطعام حتى لشباب الصمود الذين ظلوا في الساحات بعد أن باع حزب الإصلاح ثورة الشباب بعد ما أسموها المبادرة الخليجية فكانت نساء المديريات يتناوبن على دعم شباب الصمود الذين ظلوا في أماكنهم حتى انطلاق ثورة 21 من سبتمبر واستمرت قوافل العطاء والكرم ترفد جبهات المواجهة بعد العدوان والى يومنا هذا وقد نظمت الهيئة النسائية الثقافية العامة عشرات إن لم تكن مئات القوافل المتنوعة من مختلف المحافظات والمديريات والعزل والأحياء فخرجت قوافل الأطعمة والغذاء والقوافل العيدية المحملة بكل ما يمكن أن تجود به المرأة اليمنية المعطاءة كما الأرض اليمنية المعطاءة . حتى الملابس الشتوية أيضا خرجت ضمن قوافل النساء وكذلك نُظمت زيارات عديدة للجرحى وأسهمت المرأة اليمنية في تضميد جراح الجرحى وذلك بدعم حساب مؤسسة الجرحى وكذلك مؤسسة الشهداء .
وتضيف الخاشب : المرأة اليمنية هي التي تحملت أعباء المنزل في غياب رب الأسرة وحملت على عاتقها مسؤوليات كبيرة حيث تشير الإحصائيات إلى ازدياد عدد الأرامل لدرجة كبيرة فقد تحملت هذه المرأة كل شيء وتأقلمت مع كل الظروف الصعبة في ظل انقطاع الرواتب وغياب رب الأسرة فأوجدت البدائل ولم تقف مكتوفة الأيدي وتم إنشاء مشاريع صغيرة ومنها مشاريع تصنيع الغذاء المنزلي والاستفادة منها في دعم دخل الأسرة ومشاريع صناعة الحلويات والمعجنات والخبز وتوزيعها حسب الاحتياج كل هذه الأعمال شكلت جبهة قوية في استمرار الحياة بعد انقطاع الرواتب وشكلت جبهة قوية في مواجهة العدوان الأمريكي حتى صمود المرأة في مدرستها في ظل هذه الظروف ومسارعة الآلاف من النساء للتدريس التطوعي كل هذا يعتبر عطاء بلا حدود فالعطاء لا يعني فقط العطاء المادي بل العطاء المعنوي يعطي دفعة قوية روحيا ونفسيا لمواصلة هذا الطريق الذي لا مجال للتراجع عنه وهو طريق الحرية والاستقلال والكرامة.
إحلال السلام
الكاتبة الدكتورة أسماء الشهاري أشارت إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك دفع للعدوان وإحلال للسلام بدون أن تكون هناك مساهمة فاعلة وأساسية من المرأة والتي ربما يكون دورها أهم من دور الرجل في كثير من بنود هذا التصدي.
مشيدة بمستوى الوعي بأهمية دور المرأة في التصدي لكل أنواع العدوان والمساهمة الفاعلة في الارتقاء بدور المرأة ورفع كفاءتها في مواجهة أصنافه، مقدمة تجربة حية من واقع المعاناة والمأساة كرافد لتجارب المرأة في بقية أنحاء العالم العربي والإسلامي والعالم الحر بشكل عام حتى تتضافر التجارب في إخراج أفضل الطرق والوسائل لمواجهة البغي والعدوان ودوله ومؤسساته وجماعاته. أضف إلى ذلك دورها كأم في تربية وتنشئة الأجيال والإعداد وهو محور استراتيجي بعيد المدى وهنا يكون فيه دور الأم الدور الأول.
وقالت الشهاري أن للمرأة دوراً من حيث المساهمة في إعداد البرامج التعليمية من مناهج وكفاءات تعليمية وغير ذلك، ولها دور حيوي يوازي دور الرجل في هذا الشأن والأهم من ذلك دورها في دفع الرجل بالتوجه نحو الجبهات وحثه على التصدي للإرهاب والعدوان ومواجهته وقد برز دور المرأة في ذلك بكل قوة سواءً كانت أماً أم زوجة، والتي لا تمثل عائقاً بوجه الرجل أو أنها تقوم بتثبيطه من أداء واجبه الجهادي تجاه دينه ووطنه بل على العكس تكون هي من تدفعه إلى جبهات البطولة والكرامة وتوفر وتهيئ له كل السبل اللازمة في سبيل تأدية هذا الواجب المقدس.
القطاع الصحي
وفي الجانب الصحي أوضحت الشهاري أن المرأة تبذل في القطاع الصحي والطوارئ والإسعاف جهودا كبيرة جداً من ناحية تطبيب ورعاية جرحى المواجهات من العظماء والأبطال الذين يتصدون للعدوان وللمجاميع الإرهابية التي تهدف إلى النيل من أمن الوطن واستقراره وسلامة المواطنين وإشاعة الفوضى وتهديد السكينة العامة، أو من ضحايا أولئك الإرهابيين وعملياتهم المتنوعة والمختلفة ودورها في هذا الجانب يوازي دور الرجل.
تجهيز القوافل
يقول الدكتور محمد المنصور ـ رئيس المجلس الطبي لأنصار الله : للمرأة دور محوري منذ اليوم الأول للعدوان على بلادنا لايقل أهمية عن دور الرجل في كل ميدان المواجهة .فقد رأينا المرأة وهي تشارك في التعبئة العامة والحشد للجبهات ورأيناها وهي تدفع بأبنائها وفلذات أكبادها للذهاب إلى الجبهات ورأيناها صابرة محتسبة ثابتة وشامخة شموخ الجبال الرواسي تودع فقيدها إبناً أو وزجاً أو أخاً تزفهم بالزغاريد في موقف يعجز اللسان عن وصفه والقلم عن تبيانه.
وتابع بالقول : ورأينا المرأة وهي تجود بما تملكه من مال أو ذهب أو متاع لتجهيز القوافل دعما للمجاهدين الأبطال. ورأيناها وهي تحمل السلاح وتتدرب على فنون القتال وتعد العدة إذا استدعت الضرورة للمواجهة ورأينا المرأة تتوجه إلى المدارس للتطوع في تعليم التلاميذ بعد أن تخلى بعض ضعفاء النفوس من المدرسين عن حمل الأمانة وأداء واجبهم التعليمي .
مبينا إن دور المرأة في مسيرة النضال والبذل والعطاء كبير ومشرف وليس بمستغرب فهن شقائق الرجال وهو ناتج عن وعيّهن بخطوة المرحلة والأمانة الملقاة على عواتقهن وهن خير من حملها ولم يزلنَّ يحملنها على خير وجه.
خط الدفاع الأول
وزير حقوق الإنسان في حكومة الشباب عبدالحميد الكمالي يقول : تعد المرأة هي المحرك الأساسي والمقاوم وخط الدفاع الأول في مواجهة العدوان فهي الأم التي تقدم ابنها الشهيد وزوجها الشهيد وشقيقها الشهيد فهي التي ستتولى مسؤولية تربية أطفال الشهيد على نهج النضال والمقاومة والعطاء وهي الشهيد في كثير من الأحيان ، حيث تعد المرأة اليمنية هي أحد مكامن القوة التي يعتز بها كل يمني بصبرها وصمودها وتضحياتها كبيرة من أجل الوطن فهي التي تمد المجاهدين والمرابطين بالصبر والدعاء فأي عظمة يمكن أن تقابله أو تعيشه إي امرأة بالعالم وزوجها وأبناؤها وأشقاؤها يدافعون عن الوطن وقد يصل أحدهم في إي وقت محمولا بنعش الوطن ، فدور المرأة اليمنية في النضال ومواجهة العدوان دور بطولي لا يقل أهمية من أدوار الأبطال في جبهات القتال.
يتشدقون بالرجولة
من جهته يقول الدكتور عبدالحكيم الكحلاني : لعل أبرز دور قامت به المرأة اليمنية هو رفد الجبهات بالرجال آباء وأبناء وأزواج ، لقد شاهدنا من قدمت 3 أو 4 شهداء من أبنائها وتقف صامدة حامدة شاكرة ، بل والأدهى أنها تزغرد وتنثر الورود والفل على جثمانه الطاهرة وتقول والله وفي سبيل الله مستعدة للعطاء والفداء. لقد أسكتت مثل هذه الأم عشرات الرجال ممن يتشدقون بالرجولة ويمكثون في البيوت وكذلك لا ننسى دورهن في الإنفاق بمجوهراتهن وأموالهن لدعم الجبهات .
وأضاف : لهن منا گل الشكر والتقدير فتضحياتهن لن تذهب سدى بل ستكون سلما للنصر على العدو الغاشم.
أدوار مشرفة
نائب رئيس الملتقى الجامعي عبدربه الحاج أوضح أن العدوان السعودي الأمريكي على يمن الأيمان والحكمة استدعى وقوف الجميع لمواجهته فكما صدّر الرجال أروع الملاحم والبطولات برزت المرأة اليمنية في كل المواقف بوعي وبصيرة مدركة لأهمية موقفها في مرحلة كهذه و مدركة أيضا لدورها الذي لا يقل شأنا عن دور أخيها الرجل .
وأضاف :ففي رفد الجبهات وقفت المرأة اليمنية كأم تدفع بفلذات أكبادها إلى ميادين الشرف والبطولة دفاعا عن الأرض والعرض ، وكذلك هي الزوجة ، والأخت ، وشاهدنا مواقف لأمهات كثر وهن يستقبلن جثامين أبنائهن بعزة وافتخار .
وأيضا في جانب دعم الجبهات كانت للمرأة اليمنية ادوار مشرفة فقد قدمت القوافل الغذائية والمتنوعة ، ووهبت حليها وأموالها في سبيل ذلك وكذلك مواقفها سواء بالفعاليات أو الوقفات ومشاركتها الكبيرة في المسيرات والاحتفالات وهذا أن دل على شيء إنما يدل على مدى الوعي الذي تحمله المرأة اليمنية وهي تنطلق للقيام بواجبها الديني والوطني ، مستلهمة لثقافة البذل والعطاء من مواقف الإباء لزينب عليها السلام وأم وهب ونساء أهل البيت وغيرهن ممن صدرن أروع الملاحم في تأريخ الإسلام.
وتابع الحاج : نستطيع أن نقول أن المرأة اليمنية قد جسدت المقولة الشهيرة “المرأة نصف المجتمع ” بل وتجاوزتها لتصنع بمواقفها صموداً يشهد له العالم وترتعب منه قوى العمالة والعدوان .
محورية الصراع
حميد منصور القطواني ـ كاتب وإعلامي : لمعرفة دور المرأة اليمنية الذي يشكل محور ارتكاز رئيسي أن لم يكن مركزياً في الصمود الشامل أمام تحالف غزو وعدوان 12 دولة بقيادة أمريكا وتنفيذ السعودية والإمارات, نتساءل ماذا لو منعت كل امرأة ابنها أو زوجها أو أخيها من الذهاب للجبهات بمن سوف يواجهه الوطن كبلد يواجه تحالف الغزو والعدوان السعودي الأمريكي الطامع لاحتلاله ونهب خيراته واستعباد شعبه إذلالا وقهرا واستباحة للحرمات والكرامة ?
لولم تدفع المرأة بزوجها وابنها وأخيها وأبيها لميادين الشرف والدفاع المقدس وبوتيرة عالية وتستقبلهم شهداء بالزغاريد والورود والرؤوس المرفوعة في زفاف يجسد الإيمان بالقضية العادلة المحقة والوعي بالمخاطر الوجودية..كيف سيكون الحال .
وأضاف : لولا كل تلك التضحيات لكان من يتحكم على رقاب اليمنيين هو العدو التاريخي لليمن من حثالة البشرية وأرجاسها وأحقر المخلوقات, ولكان كل رجل ينظر إلى أعراضه وهي تستباح إذلالا وقهرا أمام ناظريه.
وتابع : ذلك الصمود الأسطوري العظيم للشعب اليمني هو الذي أنقذ الشعب في المحافظات الحرة وشكل قلعة للهاربين من نير الغزاة , الذي لم يكن ليتحقق بعد بفضل الله إلا بقيادة عظيمة تقود رجالا عظماء هم جميعهم صنيعة المرأة اليمنية العظيمة التي أرضعتهم الكرامة والرجولة والأصالة في المهد ودفعتهم رجالا للميادين حباً وفداء فما كانوا رجالاً إلا لمثل هذا اليوم واستقبلتهم شهداء بالزغاريد وعهود الثبات و الوفاء وعززت عطاءهم بالبذل والسخاء..
وختم بالقول:المرأة اليمنية محورية في معركة الدفاع المقدس, فهي مركزية الصمود و سر النصر اليماني ودرة الشرف و الكرامة في عقيدة التضحيات.

قد يعجبك ايضا