الثقافة الصهيونية وسلوك التحالف ينبعان من عقلية عدوانية واحدة

*مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة الأستاذة نجيبة مطهر لـ(الثورة):

حوار/ محمد مطير

أكد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة الدكتورة نجيبة محمد مطهر ان استطراد جرائم العدوان (السعو- أمريكي-صهيوني ) خلال ألف يوم ضد اليمنيين عموما والنساء والأطفال خصوصاً لم يزد اليمنيين إلا صمودا وثباتا على ثباتهم..
وأوضحت مطهر أنه “لم يعهد التاريخ ولم يكتب في صفحاته أبشع من الجرائم التي ارتكبت بحق النساء والأطفال في اليمن”.. موضحا أنها جرائم بكل المقاييس تدل على أن الضمير العالمي قد مات وأصيب بالإفلاس وتاجر بدماء وأشلاء أطفال ونساء اليمن..
وتطرقت مطهر إلى عدد من القضايا الهامة التي تخص المرأة والطفل خلال الألف اليوم الماضية من العدوان الغاشم المتواصل على اليمن وأهمية التركيز على ديمومة الصمود حتى الانتصار.. وغير ذلك في سياق الحوار الصحفي التالي:

* كيف تنظرون إلى جرائم العدوان ضد المرأة والطفل خلال الـ (1000) يوم من العدوان؟
– لم يعهد التاريخ ولم يكتب في صفحاته أبشع من الجرائم التي ارتكبت بحق النساء والأطفال في اليمن !! فعلى مدى 1000 يوم من العدوان والطفولة تنتهك من خلال أشلاء الأطفال والنساء في كل شبر من الأرض اليمنية, ونتذكر من هذه الجرائم التي لا تحصى جريمة ارتكبت بحق النساء في تعز وهن يأخذن الماء من إحدى الآبار , ولا ننسى جريمة قصف عرس سنبان والجريمة المروعة بقصف بيت عزاء للنساء في أرحب , كما ضربوا الأطفال بالصواريخ في المدارس, ولا ننسى الطفلة وهي ذاهبة لمدرستها في منطقة نهم كما لا ننسى الطفلة بثينة التي استشهدت عائلتها كلها باستهداف الطيران لمنزلهم وزد على ذلك اختطافها من مرتزقة العدوان وإيصالها للسعودية.
كذلك الرعب والهلع الذي يعيشه الأطفال في اليمن من صوت الصواريخ والطائرات , آلاف الأطفال أصيبوا بصدمات عصبية ويعيشون حالات نفسية لم يعشها أي طفل في العالم, ناهيك عن سوء التغذية وفتك الأمراض بالأطفال.. كلها جرائم بكل المقاييس تدل على أن الضمير العالمي قد مات وأصيب بالإفلاس وتاجر بدماء وأشلاء أطفال اليمن ونسائه..
ثقافة صهيونية
* برأيك لماذا يتمادى العدوان في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المرأة والطفل ؟
– السبب أن الفلسفة والثقافة الصهيونية الإرهابية ترتكز أولا: على قتل الأطفال, وثانياً: على جعل جزء من الأطفال معاقين, وثالثاً: بث الرعب في قلوب الأطفال, لأنهم رجال المستقبل، لذلك الثقافة الصهيونية والسعودية تحارب المستقبل وتحارب النساء لأن النساء هن من ينجبن الأطفال ولا ننسى الأبحاث التي قامت بها الدولة العبرية لتحديد النسل في فلسطين حيث استمرت في إنتاج مواد مرتكزة على الجينات الوراثية بحيث تضاف هذه المواد إلى مياه الشرب لتجعل الفلسطينيين يصابون بالعقم، وهذا ليس بغريب فالثقافة الصهيونية هي السائدة في سلوك العدوان على اليمن لأنهم هم المخططون وهم الخبراء وهذا معروف لذلك لا نستغرب في ذلك..
صمود بطولي
* كيف تقيمين دور المرأة والطفل اليمني أمام بشاعة جرائم العدوان ؟
– المرأة اليمنية والطفل اليمني قد ضربا أروع الصور في الصمود والتحدي والجلد أمام جرائم العدوان وأمام الصمت الدولي على ما يرتكبه المجرمون في حقهم , فقد تأقلمت المرأة ولديها إصرار على الحياة على الرغم من انعدام وسائل الحياة من الغذاء والماء والدواء والسكن .. فقد عانت المرأة اليمنية الويلات في هذه الحرب والذي تسببت في فقدان بعض النساء لأزواجهن, والتكفل بمفردهن بإعالة أطفالهن, كما عانت المرأة اليمنية هم النزوح والهروب من مناطق الاشتباكات أو القصف, ناهيك عن الخوف والرعب التي تعيشه عند سماعها لأصوات الطائرات وقصفها, ودوي المدافع وقذائفها, فكم من أم حامل أجهضت من الخوف عند سماعها أصوات الانفجارات.
يذهب الزوج للدفاع عن الوطن تاركاً خلفه كومة أطفال لا يجدون من يرعاهم سوى تلك المرأة الذي تعمل بشتى الطرق على تعويض انقطاع الخدمات العامة وانشغال الزوج بالحرب, فكم من أم سهرت لتحرس أطفالها في الظلام التي تعيشه غالبية المحافظات اليمنية منذ 1000 يوم من العدوان , وكم من أم نقلت الماء على أكتافها للمنزل من خزانات عامة للمياه موجودة على أرصفة الطريق.. ومع ازدياد الوضع سوءاً, وانعدام الغاز, عملت المرأة اليمنية على توفير (الحطب) أو صناعة الفحم أو شرائه لاستخدامه كبديل عن الغاز في طبخ ما تسد به جوع أسرتها ونفسها, وعندما تقوم بسؤال أي امرأة يمنية عن الوضع تجيب ببساطتها المعتادة (الحمد لله, ربك كريم, أملنا بالله كبير).
وبالرغم من الحرب والقصف والحصار إلا أننا نجد المرأة اليمنية أثبتت قدرتها على مواجهة العدوان وأثبتت قدرتها على الصمود في وجه التحديات، مارست دورها في المدارس والجامعات والمؤسسات والمشافي إضافة إلى مساهمتها في الجمعيات الأهلية والمبادرات التطوعية بكل إمكانياتها، ولن أستطيع إثبات كم من المواقف البطولية التي قامت وتقوم بها المرأة اليمنية خلال هذا العدوان .
جبهة كبرى
* ماذا عن دور المرأة في دعم الجبهات والمجاهدين ؟
– المرأة اليمنية هي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي البنت وهي الأم لأولئك الأبطال من الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع البطولات والانتصارات ويمرغون أنوف العدوان بالتراب في كل الجبهات فقد ربطت المرأة اليمنية مشاعرها ولبست رداء الصبر والجلد بحيث أصبحت هي أم الشهيد التي تستقبل جثمان ابنها أو زوجها بالزغاريد وكأنه عرس , كما لا ننسى تبرعاتهن بالحلي لرفد الجبهات بالمال والطعام وتشجيعهن لأبنأئهن على الذهاب إلى الجبهات لقتال الأعداء، وهذه صور بسيطة لمواجهة المرأة لهذا العدوان العبثي والهمجي وهذه هي الجبهة الكبرى لمواجهة العدوان والتي لم تقهر وسوف يجني اليمن من هذه التضحيات النصر المؤزر
مناف للعقل
* ما تقييمكم لدور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان؟
– نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة والطفل بتحمل مسؤولياتها أمام الشعب اليمني في منع العدوان والدول الداعمة له عن استمرار استخدامه السياسة القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان ومنع ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.. كما نلوم المنظمات المعنية بشؤون المرأة والطفل على هذا الصمت هل يعقل ؟! ألف يوم من المعاناة ولم تحرك تلك المنظمات ساكناً..
المرأة وطن
* كيف تنظرون لمستقبل المرأة اليمنية؟
– المرأة اليمنية عبر التاريخ هي شامخة شموخ الجبال وكما نقول أن اليمن مقبرة الغزاة وهذه العبارة لم تأت من فراغ.. وبالنسبة للمرأة فلدينا في التاريخ عبر فهناك بلقيس اليمن والملكة أروى وهناك خولة بنت الازور وهناك ملايين من النساء اليمنيات اللاتي لهن بصمات أساسية في صمود الشعب اليمني وخروجه من المآسي, لقد تركت المرأة اليمنية الرفاهية وخرجت من بيوتها لتعيش في الكهوف أو المخيمات فلا نجد خلال هذا العدوان نازحين للخارج بل وجدنا العكس أن اليمنيين منذ بدء العدوان وهم يعودون إلى داخل اليمن لذلك نجد أن اليمن. حالة استثنائية في العالم .. خاصة وأن النساء في اليمن قد انتزعن لباس البطولة من كل الخونة والمرتزقة الذين دمروا البلاد ومن كل تجار الحروب والخراب.. المرأة اليمنية نصف المجتمع ومدرسة لتربية الأجيال وحياة, ونبض يزرع التفاؤل والأمل, ووطنٌ داخل الوطن يعيش فيه الرجال والأطفال, فلو لم تكن المرأة وطناً لعاش جميع الرجال لاجئين.. ويجب أن تشكر المرأة اليمنية على كل ما بذلته وعلى تحملها منذ بداية العدوان وحتى الآن . ومنذ أول يوم من العدوان قالت في العدوان البربري كلمتها ورفعت صوتها لا للعدوان على وطني، وهذا دليل على أنها برغم كل الظروف القاسية التي مرت عليها قد تمكنت من أثبات نفسها فالمرأة اليمنية تقول إما نعيش في وطننا بكرامة أو نموت في الوطن بشرف، لله درهن من نساء..

قد يعجبك ايضا