ذمار تنعم بالأمن والسلام.. والنيل من ثبات قبائلها وصمودها بعيد المنال

*المحافظ محمد المقدشي لـ”الثورة”:
*نعمل معاً لمواصلة إفشال مخططات العدوان وتجاوز تداعيات الحصار الجائر

ذمار/ ماجـد السياغـي

بالرغم من مرور أكثر من ألف يوم من العدوان الغاشم على بلادنا لا يزال أبناء الشعب اليمني صامدين في وجه هذا العدو البربري.. محافظة ذمار أحد ميادين هذا الصمود، وقد التقينا محافظها، الشيخ، محمد حسين المقدشي، الذي سألناه عن أحوال المحافظة في ظل العدوان وغيرها من المهمات وكانت اجاباته كما يلي:

• في البداية حدثنا عن تداعيات العدوان على الحياة العامة في محافظة ذمار.. وماهي المعالجات والإجراءات المتخذة حيالها؟
– بدايةً نشكر صحيفة “الثورة” على اهتمامها بشؤون المحافظات اليمنية عامة ومحافظة ذمار بصورة خاصة، وكما هو معلوم إن الأوضاع التي افرزها العدوان السعودي الأمريكي المتزامن مع حصار جائر انعكست سلباً على كل مقومات الحياة، الأمر الذي يتطلب دورا وعملا وجهدا استثنائيا لمواجهة كافة التحديات، خاصة وأن قطاع الخدمات مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة المواطنين وسبل عيشهم ومحافظة ذمار كغيرها من محافظات الجمهورية وطالها نصيب من همجية العدوان وخاصة المرافق التي تقدم خدماتها للمواطنين.
وبالرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمرافق الحكومية بالمحافظة بالإضافة إلى ما تشهده ذمار من توسع عمراني كبير ونمو سكاني متزايد، إلا ان قيادة المحافظة تبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بأداء مهامها في سبيل توفير الخدمات الأساسية وتتواصل اليوم هذه الجهود لتلبية احتياجات المواطنين.
• تعاني المحافظة أزمة في خدمات المياه وايصالها إلى منازل المشتركين.. ما هي المعالجات المتخذة؟
– منذ الوهلة الأولى لتعييني محافظاً لمحافظة ذمار اجتمعت بقيادة وموظفي مؤسسة المياه والصرف الصحي لمعرفة واقع المؤسسة في الجوانب الفنية والإدارية وأبرز الصعوبات التي تعترض سير عملها، وأكدنا استعداد قيادة المحافظة تذليل الصعوبات وتوفير الكميات اللازمة من مادة الديزل للمؤسسة لتغطية احتياجات المواطنين من المياه.
وحقيقة قامت المؤسسة خلال العام الماضي ٢٠١٧م بالتواصل مع الجهات المانحة بغرض تعزيز خدمات المؤسسة، وقد قامت منظمة اليونيسف بدعم المؤسسة بمنظومة الطاقة الشمسية لتشغيل خمسة آبار أسهمت في معالجة أهم الصعوبات التي تواجه المؤسسة جراء استمرار شحة الحصول على مادة الديزل، هذا إلى جانب عدد من المشاريع الجاري تنفيذها التي ستعمل على حل كثير من الصعوبات.
• هذا يعني أن التنسيق لا يزال قائماً بين قيادة السلطة المحلية والمنظمات المانحة؟
– في ضوء توجيهات المجلس السياسي الأعلى لخلق علاقة بين السلطة المحلية والمنظمات الداعمة بما يكفل الاستفادة من خطط تلك المنظمات وبرامجها في مختلف الجوانب التنموية وخاصة المشاريع الخدمية التي يستفيد منها المواطن ناقشنا مع نائب ممثل منظمة اليونيسف في اليمن شيرن فاركي، أوجه الدعم المقدم من منظمة اليونيسف للمحافظة وتوسيع رقعة الدعم وخاصة في مجال المياه والصرف الصحي والتوسع في دعم احتياجات النازحين والتخفيف من معاناتهم من خلال حزمة برامج المنظمة للعام ٢٠١٨م.
• تشكل مادة الغاز هاجساً لكثير من الأسر خاصة مع ارتفاع سعرها التجاري وصعوبة الحصول عليها بالسعر الرسمي.. ما الخطوات المتخذة في هذا الجانب؟
– قمنا بالعديد من الزيارات لفرع شركة الغاز في المحافظة للاطلاع على سير عملية التعبئة للأسطوانات وعقدنا الاجتماعات التي ناقشت خطط التوزيع لتغطية احتياجات المدينة من خلال الالتزام بالمحاضر السابقة المتعلقة بآلية التوزيع والبيع بالسعر الرسمي وأسفر التنسيق بين فرع الشركة ومكتب الصناعة والتجارة ومديرية مدينة ذمار نتائج جيدة عن تغطية احتياج المدينة من الغاز المنزلي، والحمد لله تم توزيع الكمية المخصصة على الحارات وفق آلية تم الاتفاق عليها بين الجهات المعنية وعقال الحارات.
ونؤكد أن قيادة المحافظة لن تتهاون مع كل من يتلاعب بعملية التوزيع وأسعار الغاز في عموم مديريات المحافظة وستتخذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة بحق المتلاعبين بمادة الغاز المرتبطة بحياة المواطن اليومية والمجتمع ككل.
• ماذا عن مستوى أعمال النظافة في المحافظة؟
– بذل صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة جهودا كبيرة في أعمال النظافة ورفع المخالفات والنفايات من شوارع وأحياء مدينة ذمار وترافق كل ذلك بحملة توعوية بأهمية الحفاظ على المظهر الجمالي والوقاية من الأمراض وحماية البيئة، وتزامن اختتام فعاليات الحملتين الأولى والثانية في عاصمة المحافظة مع تدشين حملة النظافة في المديريات مع بداية عملنا كمحافظ للمحافظة وخلال التدشين أكدنا أهمية الاستمرار في الجهود السابقة التي بذلت وسنكون عوناً وسنداً للصندوق في مواصلة إنجازاته الرامية إلى الحفاظ على العنصر الجمالي والبيئي لكل مديريات المحافظة التي تعتبر اليوم من أنظف محافظات الجمهورية.
كما نثمن دعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لصندوق النظافة والتحسين من أجل دعم هذه الحملات، إلى جانب حملة قام بدعمها الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع ذمار البيضاء وندعو أبناء المجتمع المحلي إلى تعزيز النهج التشاركي للنظافة وجعلها سلوكا يوميا .
• العمل الإداري وتحصيل الإيرادات من ضمن التحديات التي فرضها العدوان والحصار.. فما الإجراءات التي اتخذتها المحافظة لتعزيز هذا الجانب؟
– توجيهات المجلس السياسي واضحة لتفعيل دور الخدمات في مختلف المجالات وتعزيز العمل الإداري ومتابعة تحصيل الإيرادات ، ومن أجل ذلك عقدنا العديد من الاجتماعات مع المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية للمجلس المحلي واللجنة الأمنية والإدارات العامة بديوان عام المحافظة وخرجنا بعدد من القرارات الهادفة إلى تعزيز العمل الإداري من خلال رفع تقارير الأداء وإعداد التقارير والخطط التي تمكن قيادة السلطة المحلية من اتخاذ القرارات المناسبة، هذا إلى جانب تفعيل دور الأجهزة الرقابية لتنمية الإيرادات ورفع كفاءة تحصيل كافة الأوعية الإيرادية، بالإضافة إلى تفعيل النزول الميداني لأجهزة الرقابة للاطلاع على مستوى الأداء في جميع الوحدات الإدارية بمركز المحافظة والمديريات ومواكبة الأساليب الحديثة في مختلف القطاعات والاستفادة من الكوادر الإدارية للتغلب على التحديات التي فرضها العدوان والحصار.
وبدورنا أكدنا لمسؤولي الجهات والمكاتب الرسمية استعداد قيادة السلطة المحلية بتوفير الإمكانات المتاحة لرفع مستوى الأداء وتحسين مخرجاته على الواقع للتغلب على الصعوبات والتحديات الناجمة عن استمرار العدوان والحصار الجائر، وستشهد الأيام القادمة بإذن الله تعالى خطوات ملموسة في هذا الجانب.
• في الـ٢٥ من ديسمبر العام الفائت استهدف طيران العدوان مكتب جمارك ورقابة ذمار، لماذا برأيكم؟ وما تداعيات هذا الاستهداف؟
– يأتي استهداف طائرات العدوان السعودي الأمريكي لمبنى جمرك ورقابة ذمار في إطار حربه الاقتصادية الرامية إلى تجفيف الأوعية الإيرادية وإلحاق الضرر البالغ بحياة المواطنين.
وقد تأثرت الحركة التجارية وحركة السوق والمراكز الخدمية كمحطات الوقود وورش الصيانة وخدمات الفنادق والمطاعم وتشغيل الأيادي العاملة تأثرا مباشراً.
كما اسفرت الغارات الإجرامية عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة أكثر من”٥٥” مدنيا إصابة العديد منهم بالغة، كما تسبب هذا العمل الوحشي بأضرار جسيمة بشاحنات المواد الغذائية والسيارات، هذا إلى جانب تضرر العديد من المباني الحكومية والمدارس والكثير من منازل المواطنين المجاورة للمجمع الحكومي، كما خلقت هذه الغارات حالة من الفزع والرعب وخاصة في صفوف الطلاب والطالبات.
• برأيك لماذا يصعّد العدوان الغاشم استهداف الشعب اليمني ومقدراته؟
– الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني ومقدراته على امتداد الأراضي اليمنية تعبر عن حالة الإفلاس التي وصل إليها هذا العدوان السافر وتؤكد الخسائر التي يتجرعها في مختلف الجبهات على أيادي ابطال الجيش واللجان الشعبية، غير أنه مهما أمعن في إجرامه لن يزيدنا إلا ثباتاً في مواجهته.
• لماذا يسعى إعلام دول تحالف العدوان إلى النيل من الجبهة الداخلية وبخاصة القبائل اليمنية؟
– لطالما كان للقبيلة اليمنية في ذمار ولازال الدور الفاعل في تماسك النسيج الاجتماعي ورفد جبهات العزة والكرامة بالمال والرجال.
والقبيلة في ذمار كانت ولا زالت وستظل تسجل موقفها الواضح والصريح في وجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم واستعدادها المطلق لمواجهته بالإمكانيات المادية منها والبشرية وهو ما ترجمته عديد اللقاءات القبلية التي شهدتها وتشهدها مختلف القرى والعزل والمديريات المؤكدة لوحدة الصف والوعي الجماهيري والشعبي والرافضة لجرائم العدوان المتمثلة في القتل والتدمير والحصار الجائر وأكدته قوافل الجود والعطاء المسنودة بالمال والرجال دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية ، والكثير من المواقف والأحداث التي سطر فيها أبناء قبائل المحافظة تضحيات ستخلد في كتب التاريخ دفاعاً عن الوطن ضد العابثين بأمنه ووحدته وسلامة أراضيه.. وتعتبر محافظة ذمار من أكثر المحافظات امناً وسلاماً بفضل وعي أبنائها من مختلف القبائل وشرائح المجتمع على اختلاف مشاربه الذي اسقط مخططات العدو ورهاناته، وبرغم ما يقوم به إعلام دول تحالف العدوان من ممارسات وأخبار كاذبة عبر وسائلها الإعلامية لخلق الاضطرابات وهدم المعنويات وتفكيك النسيج الاجتماعي إلا أن ذلك بعيد المنال، فالجميع يدرك ان هذا الكذب والتضليل غايته النيل من تماسك النسيج الاجتماعي والصف الوطني، فالمواقف والتضحيات التي قدمها أبناء المحافظة هي للوطن ومن اجل الوطن ولن يفرطوا بها مهما أمعن العدوان في جرائمه وتضليله.
• ما الذي ترغب في قوله لأبناء المحافظة ولسائر أبناء اليمن؟
– أدعو كافة أبناء اليمن الشرفاء بشكل عام وأبناء محافظة ذمار بشكل خاص إلى تعزيز وحدة الصف الداخلي والعمل بروح الفريق الواحد لما فيه خدمة الوطن والمواطن والالتفاف حول القيادة السياسية في هذه الظروف الاستثنائية من تاريخ اليمن المعاصر.
كما نؤكد أهمية الاستمرار في الثبات والصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي والاستمرار في التحشيد ورفد الجبهات بالمال والعتاد والرجال دعماً ورفداً واسناداً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن سيادة الوطن وكرامة ابنائه ضد معتد لا يهمه فصيل أو حزب بقدر ما يهمه تدمير الوطن وشعبه الأبي الصامد.

قد يعجبك ايضا