ارتفاع تكلفة البناء والأراضي السكنية

*توسع غير مسبوق بالعاصمة
تقرير / هيثم القعود
أيام متسارعة وتسارع معها الصعود الباهظ للأراضي, والبيوت السكنية بشكل جنوني للغاية .. حيث جعل العديد من الراغبين في الشراء يذهبون إلى مناطق خارج العاصمة صنعاء وما جاورها هناك بغرض الأسعار المناسبة التي تتناسب مع أصحاب ذوي الدخل المحدود من المواطنين والبعيدة كل البعد عن المناطق الداخلية للعاصمة التي أصبحت أسعارها اليوم مفارقة تماما عما كان عليه الوضع سابقاً. ولهذا في ظل ما تشهده بلادنا من أوضاع اقتصادية صعبة جعلت من الريال اليمني في انهيار مستمر وارتفاع مفاجئ ومستمر للعملة الأجنبية لوحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع باهظ في أسعار البيوت والأرضي السكنية, الأمر الذي جعل الكثير من الأشخاص يبحثون عن حلول عدة لتفادي ذلك الارتفاع المفاجئ, ناهيك عما يصاحب السوق اليمني للعقارات من ارتفاع أسعار مواد ومتطلبات البناء …
حلم مزيف
المواطن مجيد الميموني البالغ من العمر (31) عاماً والذي يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص , قرر شراء ارض سكنية بعد (10) سنوات من الادخار المتواصل إلى تحقيق الحلم والتخلص من بيوت الإيجار التي أصبحت بالنسبة له وللعديد من المواطنين كابوساً وهماً يومياً. (مجيد الميموني) يعيش في شقة إيجار بسيطة الحال تكلف نصف دخله الشهري, والنصف الآخر يصرفه في مأكلهم ومشربهم ومستلزماتهم الأخرى. (مجيد) أورد في حديثه لنا بأن شراءه للأرضية السكنية كلفه مبلغاً طائلاً جعله يقترض جزءاً من المال من أصدقائه المقربين بهدف الحصول على السكينة والبحث عن الاستقرار الدائم. .. وعن الكيفية التي اختار شراء الأرض في المنطقة المرغوبة أردف : انه اجبر على شراء الأرض في مكان سكني بعيد لا يعيشه إلا القليل من الساكنين وتحيطه مزارع مختلفة وكل تلك الأسباب هي بحثاً عن ارض رخيصة الثمن تتزامن مع الوضع المعيشي الحالي.
تحويشة العمر
بعد أن ضاق الحال في ظل انعدام المرتبات لموظفي القطاع العام للدولة لعام وأكثر, بالإضافة إلى شحة استيعاب الأيادي العاطلة في مناط الإنتاج والقطاع الخاص قرر (فتحي الجباحي) ويا ليته ما قرر بحسب قوله بيع منزله وتحويشة عمره الذي أفناه طوال حياته ليخطط في شراء بيت أصغر من السابق بهدف فتح مشروع صغير يعيل نسبياً قوت يومه وأسرته. ( فتحي) وجد أنها فرصة في بيع منزله بسبب الصعود المستمر لأسعار البيوت السكنية, وفي الوقت ذاته تعويض ذلك الأمر في فتح مشروع تجاري صغير.
عوائق جمة ..
حاولنا مراراً وتكرارا تسهيل بيع مواد البناء للمواطنين لكن الظروف الاقتصادية في البلد هي التي جعلتنا مجبرين على بيع المواد الخاصة بالبناء ولو بفائدة قليلة – هكذا تحدث التاجر / محمد المطري أحد تجار مواد البناء في العاصمة صنعاء حيث تحدث قائلاً:إن عوائق الاستيراد وصعوباته الجمة جعلتنا مجبرين على خيارين إما التوقف عن مزاولة مهنة التجارة أو الاستسلام للوضع الحالي ومواكبة التغيرات التي حدثت في البلاد والظروف السياسية مؤخراً.. وعن أسباب الارتفاع الباهظ للمواد أشار (محمد) إلى أن ارتفاع سعر العملة الأجنبية مقابل العملة المحلية, ومضاعفة تكاليف الجمارك إلى أكثر من مرة, بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية الذي فرض علينا مواكبة التغيرات ورفع أسعار مواد البناء بربح ضئيل لا يتجاوز قيمة المصروفات التشغيلية.

قد يعجبك ايضا