الانتخابات والجفاف.. أبرز تحديات إفريقيا في عام 2018

شهدت إفريقيا، التي تضم عددا من الاقتصاديات الأسرع نموا في العالم، تغيرات كبيرة في عام 2017، ويبدو أنها تنتظر المزيد في عام 2018.
في هذا التقرير، ترصد شبكة (CNBC) الإخبارية الأمريكية أبرز ما ينتظر دول القارة السمراء من أحداث ستشكل نموها الاقتصادي العام المقبل.
جنوب إفريقيا:
انتخب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، لتولي زعامة الحزب في وقت سابق من هذا الشهر خلفا للرئيس جاكوب زوما، الذي تولى رئاسة الحزب وجنوب إفريقيا منذ عام 2009م.
التعديل في قمة الحزب الحاكم له مغزى أوسع، إذ يتم النظر إلى منصب زعيم الحزب عادة باعتباره رئيس البلاد المتوقع، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في جنوب إفريقيا في عام 2019م.
كبير مستشاري إفريقيا في مجموعة “كونترول ريسكس” الاستشارية عماد مسدوا، قال إن رامافوسا، البالغ من العمر 65 عاما، والذي انتقد الفساد في الدولة وأبدى دعمه لقطاع رجال الأعمال، ومن المرجح أن يكون ذلك بمثابة طمأنة للمستثمرين، في ظل تضرر أساسيات البلاد الاقتصادية في عام 2017، والآن الكثيرون يرون أن هناك ما يدعو إلى الخوف من أن نفس الفساد والارتباك الذي اتسمت به فترة زوما يتسارع خلال العامين المقبلين إذ إن شبكات المحسوبية تستفيد من البيئة الحالية”.
نيجيريا:
تستعد نيجيريا لبدء سباق رئاسي على غرار الولايات المتحدة، إذ تبدأ الانتخابات الحزبية التمهيدية في 2018 ثم إجراء انتخابات الرئاسة العامة المقررة في فبراير 2019.
وقال بن بايتون، رئيس القسم الإفريقي في شركة الاستشارات “فيريسك مابليكروفت” لشبكة إن “المناورات جارية للانتخابات التمهيدية، وإذا كان الرئيس الحالي محمد بخاري، لا يزال في صحة معقولة، يمكنه المنافسة فيها، حيث يعاني الرئيس بخاري، البالغ من العمر 75 عاما، من اعتلال صحته منذ عدة أشهر”.
كان بخاري قد جاء إلى السلطة عام 2015، واعدا بالتصدي للفساد المستشري في البلاد وتخليصها من تمرد جماعة “بوكو حرام” المتشددة في الشمال الشرقي.
وذكرت المؤسسة البحثية الأمريكية “أكسفورد إكونوميكس” أن نسبة نمو الاقتصاد النيجيري أقل قليلا من 0.9 % في عام 2017، مع توقعات بتسارع هذا النمو ليصل إلى أكثر من 4.3% في عام 2020، وتحدث المحللون في المؤسسة عن اعتبار نيجيريا، التي تعد أكبر اقتصادات في إفريقيا، أفضل مكان في القارة لفرص تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط.
زيمبابوي:
بالنظر إلى الاضطرابات السياسية الأخيرة في الدولة الإفريقية المثيرة للجدل زيمبابوي، فإن عام 2018 يمكن أن يجلب المزيد من التغيير.
كانت الأحداث قد بدأت في زيمبابوي في 14 نوفمبر 2017 عندما قاد الجنرال كونستانتينو شيوينجا، انقلابا عسكريا ضد الرئيس روبرت موجابي، وقام إيمرسون منانجاجوا، نائب الرئيس السابق، بأداء القسم الدستورية رئيسا جديدا مؤقتا للبلاد خلفا لموجابي، الذي قدم استقالته في 21 نوفمبر 2017.
وفي 15 ديسمبر، صادق نواب حزب “زانو بي إف” الحاكم في زيمبابوي على قرار تعيين رئيس البلاد المؤقت مانجاجوا، رئيسا للحزب ومرشحه للانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن تجرى في سبتمبر 2018 أو قبل ذلك.
وأوضح بايتون، رئيس القسم الإفريقي في “فيريسك مابليكروفت” الاستشارية، أنه سيكون من الحكمة إدراك الرئيس منانجاجوا، ضرورة الدعوة إلى هذه الانتخابات عاجلا وليس آجلا نظرا إلى أن أحزاب المعارضة غير منظمة تماما في زيمبابوي.
ومن جانبه، قال سمير شاشا، الرئيس التنفيذي لشركة “كامبريا أفريقيا” الاستثمارية المتخصصة: “من الأفضل أن تكون زيمبابوي أكثر ارتباطا بجنوب إفريقيا، التي هي أكبر اقتصاد في المنطقة”، مضيفا أن “الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الجنوب إفريقي الذي يضم جيرانها سيساعد أيضا في إنقاذ الاقتصاد الزيمبابوي”، فيما أشار شاشا، إلى الزراعة والسياحة باعتبارهما أكثر القطاعات الواعدة للاستثمار في زيمبابوي.
الكونغو
من المتوقع أن تجري جمهورية الكونغو الديمقراطية انتخابات عامة، بعد عدة تأجيلات تسببت في توتر المناخ السياسي في البلاد. إن إمكانية تغيير القيادة أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى انتهاء ولاية الرئيس الحالي جوزيف كابيلا في أواخر عام 2016.
وعانت الكونغو، الغنية بالمعادن، من حرب أهلية وحشية بين عامي 1997 و2003 وما زالت تعاني من تداعياتها التي يشوبها العنف.
وقال فنسنت روجيت، المحلل في مجموعة “كونترول ريسكس” الاستشارية، إن “الانتخابات منتظرة بفارغ الصبر من قبل مجتمع الأعمال، بعد عامين من عدم اليقين الكبير الذي تسبب في توقف الاستثمار الأجنبي إلى حد كبير، لكن نظرا لعدم اليقين حول نوايا كابيلا، لا يزال هناك احتمالية حدوث مزيد من التأخير”.
تغير المناخ:
لا تزال الآثار المستمرة لتغير المناخ تحفز الاضطرابات في إفريقيا، ويعتبر العديد من المحللين أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الجفاف هو العامل الأكثر اتساقا المتسبب في نزول الناس في احتجاجات إلى الشوارع، وقادت تلك التغييرات المناخية إلى تسييس النضال من أجل المياه في البلاد، مع توجيه اللوم على سوء إدارة المياه إلى السلطات المختلفة.
وفي معرض إظهار أثر تغير المناخ على الاقتصاديات الإفريقية المعتمدة على الزراعة، خفضت كينيا توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2017 إلى 5.5% في سبتمبر، بعد أن كانت 5.9%، مستشهدة بالجفاف إلى جانب عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

قد يعجبك ايضا