المشهد السياسي اليمني الداخلي صار موحداً بعد وأد الفتنة في مهدها

 

*الباحث الأكاديمي في مضمار الفكر العربي الإسلامي الدكتور عرفات عبدالخبير الرميـــمة لـ “الثورة”:

حاوره / محمد محمد إبراهيم

قال الباحث والأكاديمي في مضمار الفكر العربي والإسلامي الدكتور عرفات عبدالخبير الرميمة : إن المشهد السياسي اليمني الداخلي حالياً في أحسن حالاته ـ خصوصاً بعد وأد الفتنةِ في مهدها ـ. لأن العدوان السعودي الإماراتي قد استنفد جميع أوراقه المتاحة ـ الظاهرة والخفية على السواء. ـ لافتاً إلى أن هناك درجة عالية من الوعي والإدراك الشعبيين بحقيقة أهداف العدوان وبأساليبه المختلفة ـ..
وأكد الرميمة في حوار صحفي لـ “الثورة” أن دول تحالف العدوان خسرت جميع أوراقها على مختلف الاتجاهات إذ لم تنجح دول تحالف العدوان سوى في فشلها في المواجهة العسكرية وفي استخدام سلاح التجويع و الحصار ، وفي استخدام الورقة الاقتصادية من خلال نقل البنك وتوقيف مرتبات الموظفين كنوع من لي الذراع للقيادة السياسية وفشلت ورقتها الأخيرة المتمثلة في أحداث الفتنة والخيانة.. موضحاً أن العدوان والحصار والتجويع لم يؤثر على القضية المحورية للأمة العربية والإسلامية التي تحتله أولوية الصدارة في وجدان وهم الشعب اليمني.. متطرقا إلى القضية العربية المحورية ومسارها التاريخي وأفق وتداعيات انتفاضة الشعوب العربية والإسلامية تجاه قرار ترامب الأخير وغيرها .. إلى تفاصيل الحوار:

• ما هي قراءتكم للمشهد اليمني السياسي الداخلي على ضوء نجاح الأجهزة الأمنية في اجتياز المرحلة العصيبة المتمثلة في ما شهدته العاصمة من أحداث في ظل عدوان وحصار يقترب من نهاية عامه الثالث على التوالي.. ؟!
– يمكن القول بمستوى عالٍ من الثقة.ـ إن المشهد السياسي حالياً في أحسن حالاته ـ خصوصاً بعد وأد الفتنةِ في مهدها ـ لأن العدوان السعودي الإماراتي قد استنفد جميع أوراقه المتاحة ـ الظاهرة والخفية على السواء ـ وهو يعيش الآن في حالة من التخبط والارتباك، لأنه لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة بالإضافة إلى أن العالم أجمع أدرك أن تخالف العدوان قد فشل فشلاً ذريعاً وأنه يمارس بالقصف الجوي وبالحصار جريمة إبادة جماعية بحق الشعب اليمني وقد تعالت الأصوات المنادية من قِبل الدول الداعمة لتحالف العدوان بإنهاء العدوان وفك الحصار بسبب كلفته الإنسانية والأخلاقية على سمعتها في المحافل الدولية.. الأهم في هذا السياق أن هناك وضوحاً في الرؤية لدى الكثير من النخب السياسية بأن العدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنها على مفترق طرق جميعها تؤدي إلى الانتصار الحتمي.. وهناك درجة من الوعي ومن الإدراك الشعبي بحقيقة أهداف العدوان وبأساليبه المختلفة ـ وليس آخرها محاولته إشعال الفتنة بين جميع فئات الشعب كي تنشغل بالاقتتال الداخلي عن التصدي للعدوان ـ التي ثَبُت أنها تستهدف الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته وشرائحه حتى الموالين للعدوان ليسوا سوى أدوات يستهلكها التحالف ويتخلص منها متى ما أصبحت عبئاً عليه كما حدث قبل يومين عندما قصفت طائرات العدوان سجناً بسبع غارات مع معرفة التحالف المسبقة أن في هذه السجون يقبع عشرات المرتزقة الذين قاتلوا في صفوفه .
المشهد السياسي أصبح موحداً الآن له هوية واضحة هي العمل على مواجهة العدوان صفاً واحداً قولاً وفعلاً والتوجه نحو إصلاح الاختلالات التي رافقت سير عمل حكومة الإنقاذ ـ التي كانت بإيعاز من تحالف دول العدوان ـ وفتح صفحة جديدة عنوانها العمل للوطن وبالوطن ومن اجل الوطن والمواطن أيضاً وليس لصالح أشخاص أو أحزاب .
• هل ثمة توضيح أكثر بخصوص أوراق دول التحالف التي كانت تراهن عليها وجنت الفشل في أكثر من اتجاه.. ؟!
– نعم خسر العدوان أوراقه على مختلف الاتجاهات إذ لم تنجح دول تحالف العدوان سوى في فشلها في تحقيق أهدافها من هذا العدوان ، فشلت في المواجهة العسكرية وفي استخدام سلاح التجويع و الحصار ـ الذي يرقى لجريمة حرب ضد الإنسانية كما صنفته منظمة هيومن رايس ووتش ـ وفشلت في استخدام الورقة الاقتصادية من خلال نقل البنك وتوقيف مرتبات الموظفين كنوع من لي الذراع للقيادة السياسية وفشلت ورقتها الأخيرة التي عولت عليها كثيراً وحاولت من خلالها دول العدوان أن تجعل من زعيم مليشيا الخيانة ـ حصان طروادة وكعب أخيل ـ حجر الدومينو الأولى التي سوف تسقط صنعاء أولاً وبقية المحافظات ، لكنها سقطت من شاهق أوهامها على فشل جديد وهزيمة ما كانت في حسبانها أن تكون بتلك القوة وبتلك السرعة أيضا .
• في ظل هذه المؤامرات التي تحيق باليمن هناك مشهد عربي يغلي يتمثل في قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. هل فهلاً أثرت هذه المؤامرات على القضية المحورية للامتين العربية والإسلامية (فلسطين) في وجدان الشعب اليمني..؟
– لم يؤثر العدوان وسلاح التجويع والحصار على أولويات الشعب اليمني تجاه قضية فلسطين باعتبارها مسلمة بالنسبة اليه وجزءاً من الهوية الدينية والثقافية والأخلاقية للشعب اليمني ، مع العلم أن هذا العدوان كان من ضمن أسبابه أن الشعب اليمني رفع الصرخة التي تنادي بالموت لإسرائيل الفكرة والدولة والكيان الغاصب التي صورت باعتبارها قوة لا تهزم ، وجعل الشعب اليمني من ضمن أولوياته تحرير الأقصى كواجب ديني وأخلاقي وإنساني ولن يتم ذلك إلا بتحرير الحرمين الشرفين من نفوذ عيال سعود باعتبارهم أدوات وبيادق بيد الامبريالية الأمريكية تسخرهم للدفاع عن إسرائيل ضد كل المشاريع القومية والعروبية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ..
وتبعا لهذه الأولوية المحورية لدى الشعب اليمني فهو متمسك بقضية القدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين ، كما يتمسك بإسلامه وعروبته وكما يتمسك بهويته وثقافته وتلك مسألة لا تحتاج لنقاش ومساومة ، فمتى ما تخلى الشعب اليمني عن تلك الثوابت المكونة لشخصيته يمكن حينها القول إن قضية عروبة القدس محل نقاش بالنسبة إليه.
• هل ثمة صلة لاستهداف أمريكا وإسرائيل للقدس بما يجري في الوطن العربي في سوريا والعراق واليمن من حروب وتشظ وعدوان الأشقاء على بعضهم ..؟
– بالتأكيد هناك ترابط واضح بين ما يجري على الساحة العربية من تنافٍ وهالة من الاقتتال والإفناء الذي لا يخدم إلا الكيان الغاصب ومخططات أمريكا في استهداف القدس.. فالمتتبع لمسار الأحداث في الوطن العربي وما يرافقها من قرارات عدوانية دولية سيجد أن ثمة صلة وثيقة بين ما جرى سابقاً من عزل لدور مصر وجيشها ـ من خلال توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978م ـ ومحاولة القضاء على حزب الله ـ في تموز 2006م ـ والتي باءت بالفشل والهزيمة ـ بحسب تقرير فينوجراد الإسرائيلي ـ وكذلك استهداف الجيش العراقي وتدميره بدءاً من عام1991م ـ بحجة تحرير الكويت ـ وانتهاءً بغزو أمريكا للعراق ـ في مارس 2003م ـ والمحاولات الأمريكية الحثيثة لتقسيم العراق على أساس عرقي وطائفي ـ كان آخرها استفتاء انفصال إقليم كردستان في 25سبتمبر الماضي ـ وكذلك فصل جنوب السودان عن شماله في 9 يناير2011م ومحاولة تدمير الجيش العربي السوري منذ عام 2011م وحتى هذه اللحظة ومحاولة تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي وتمكين داعش من احتلال الموصل في يونيو 2014م ـ وقد كانت داعش بالنسبة لأمريكا خياراً صعباً لكنه ضروري كما تحدثت عن ذلك هيلاري كلينتون في مذكراتها التي تحمل عنوان الخيار الصعب ـ وجاء العدوان على اليمن في 26مارس 2015م في نفس السياق الهادف إلى تحطيم الجيوش العربية القوية وإضعاف محور المقاومة كي يظل الجيش الإسرائيلي هو الجيش القوي في المنطقة، وكان إعلان ترامب المشئوم هو الحلقة الأخيرة من مسلسل الكابوي الأمريكي الذي يحاول أن يجعل من الانقسام العربي دليلاً على قوة إسرائيل وتمكينها في المنطقة ولولا تلك المقدمات ما وصلنا إلى النتيجة التي أعلن عنها ترامب بتواطؤ واضح من النظام السعودي العميل الذي يربط وجوده ببقاء إسرائيل قوية ومتفوقة على جميع الدول العربية .
• برأيكم لماذا في هذا التوقيت يأتي القرار الأمريكي..؟
– أتى القرار الأمريكي في لحظة فارقة في حياة الأمة العربية والإسلامية كانت تستعد فيه لإعلان النصر النهائي على المشروع الصهيو أمريكي ـ أو ما يُعرف تلطفاً بمشروع الشرق الأوسط الكبير او الجديد ـ وهو نوعِ من التعويض المادي والمعنوي لفشل ذلك المشروع في العراق وسوريا واليمن ، بالإضافة إلى ذلك أن التخاذل والانبطاح والتطبيع الخليجي ـ الذي تقوده السعودية والبحرين والإمارات مع الكيان الغاصب ـ وصل إلى الدرجة التي شجعت ترامب على اتخاذ قراره لأن الإدارة الأمريكية التي كانت تؤجل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ـ منذ عام 1980م ـ لم ولن تجد فرصة مناسبة كهذه وخصوصا بعد لقاء المهفوف محمد بن سلمان مع الصهيوني المتطرف ( جاريد كوشنر ) ـ كبير مستشاري ترامب وصهره ـ في فبراير الماضي في الرياض.. القرار الأمريكي بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس كاعتراف بها عاصمة لإسرائيل لم يأت لأول مرة رغم ما سبقته من مقدمات تطرقنا لها سابقا بل هو حصيلة لمحطات تاريخية ومحاولات تهويد كثيرة، لكنها باءت في السابق بالفشل بسبب التماسك العربي والإسلامي…

• هلا أعطيتمونا لمحة مختصرة عن اهم تلك المحطات والمحاولات ؟!
– بدأت أمريكا محاولاتها لتهويد القدس باكراً من خلال اللوبي الصهيوني الذي يعمل على توجيه الإدارة الأمريكية من خلال منظومة رأسمالية احتكارية تديرها الشركات العملاقة، فقد أعلن الرئيس الأمريكي ( هاري ترومان ) ـ في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي ـ أن الإدارة الأمريكية تسعى لإعلام ميلاد إسرائيل وأعلن التزام إدارته بضمان أمنها وتفوقها العسكري .
ومن الأهمية بمكان أن نعرف أن التحالف الاستراتيجي بين الكيان السعودي الوهابي وأمريكا قد بدأ عام 1943م من خلال الزيارة التي قام بها الأميران فيصل وخالد ـ أبناء عبدالعزيز بن سعود ـ إلى واشنطن ولقائهما بالرئيس فرانكلين روزفلت وتم التفاهم حينها على اتفاق تحالف استراتيجي يجمع البلدين ، جوهره الأساسي حماية أمريكا للأسرة الحاكمة في السعودية مقابل استغلال الشركات الأمريكية لحقول النفط واستئثارها بالنصيب الأكبر منها ، وجرى التصديق على هذا الاتفاق أثناء القمة التي جرت بين الملك عبدالعزيز بن سعود والرئيس الأمريكي ( فرانكلين روزفلت ) على ظهر المدمرة الأمريكية (ويسكنسن ) في قناة السويس في فبراير 1945م وكانت أهم القواعد التي قام عليها ذلك التحالف هو : محاربة القومية العربية المتطرفة التي كانت تُعطي الأولوية للتصدي لخطر الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ، وقد تبيّن ذلك من خلال الدور السعودي في محاربة المدّ القومي الناصري وإسقاطه وكذلك إسقاط كل الزعامات والدول والجماعات التي تحارب العدو الصهيوني ، بداية من محاربة الثورة الإسلامية في إيران ـ التي جعلت تحرير فلسطين نصاً في الدستورـ ومرورا بإسقاط نظام صدام حسين عام 2003م ، وليس انتهاءً بحرب تموز في لبنان ومحاولة إسقاط سوريا منذ عام 2011م وحتى اليوم بسبب مواقفها من التطبيع مع إسرائيل ودعمها لمحور المقاومة.. وقد بادرت أمريكا بالاعتراف بدولة إسرائيل في مايو 1948م بعد 11 دقيقة من إعلانها ـ كأول دولة في العالم تفعل ذلك ـ وسعت أمريكا إلى دعم أمن إسرائيل وضمان تفوقها العسكري من خلال عدة محطات من أهمها :
العملية الفاصلة جاءت عام 1954م والتي سعت من خلالها لتوطين الفلسطينيين ـ الذين تم طردتهم من أراضيهم عام 48م ـ في صحراء النقب . وفي عام 1973م في حرب أكتوبر المجيدة عندما شعرت أمريكا أن إسرائيل على وشك الهزيمة تدخلت عسكرياً من خلال جسر جوي أقامته بينها وبين إسرائيل وتدخلت دبلوماسياً من خلال الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية ( هنري كيسنجر) إلى القاهرة و بدأ الحديث عن السلام بين العرب وإسرائيل وكان أول من صك مصطلح عملية السلام التي رعاها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد في إحدى ضواحي واشنطن وتم بموجبها عزل الجيش المصري وتحييده عن الصراع العربي الإسرائيلي بشكل تام . وفي عام 1980م عندما أعلن الكيان الصهيوني الغاصب أن القدس عاصمة لإسرائيل شجعت الإدارة الأمريكية ذلك القرار وكانت تؤجل الاعتراف به كل 6 أشهر. وفي عام 1986م عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية المباركة ـ التي عُرفت بانتفاضة الحجارة ـ صنفت الإدارة الأمريكية منظمة التحرير الفلسطينية على أنها منظمة إرهابية . وفي بداية تسعينيات القرن الماضي عندما رعت أمريكا اتفاقية السلام العربية الإسرائيلية ـ التي عرفت باتفاقية لأوسلو ـ لم تسمح للفلسطينيين الذهاب للمباحثات بوفدِ مستقل وإنما ألحقت الوفد الفلسطيني بالوفد الأردني مع استثناء منظمة التحرير الفلسطينية من الذهاب لأوسلو . وشجعت الأردن على الذهاب لتوقيع اتفاقية سلام بشكل منفرد ـ في وادي عربة عام1993م ـ عن الفلسطينيين كي يسهل عليها فرض شروط إسرائيل على الفلسطينيين مستقبلاً كما يحلو لها . وقد شجعت أمريكا إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومولت بعضها في خطوة تتنافى مع اتفاقيات اوسلو ومع جميع قرارات الأمم المتحدة . ناهيك عما تقوله الإحصائيات بأن أمريكا استخدمت الفيتو في مجلس الأمن 83 مرة منها 42 مرة لصالح إسرائيل ضد قرارات الإدانة الدولية. وقد دفعت أمريكا مساعدات لإسرائيل من عام 1976 ـ 2004م ، قدرت قيمتها بمبلغ 121 مليار دولار ضمنت بها أمن إسرائيل وتفوقها.. وبالتالي فقد جاء قرار ترامب في 3ديسمبر الماضي مؤكداً انحياز الإدارة الأمريكية الفاضح والواضح لإسرائيل وتتويجاً للخطوات السابقة للإدارات الأمريكية المتعاقبة .
• ما الذي كان يردعها .. ؟ وهل باستطاعة العرب اليوم ردعها..؟
– لم يكن ذلك ردعاً بالمعنى العسكري المواجهاتي نظرا لعدم وجود وحدة عسكرية عربية تقف أمام الغطرسة الصهيونية وحروبها العدوانية الخاطفة.. ولكن كانت التحديات كثيرة وكثيفة تتمثل في محور المقاومة الفلسطينية المدعومة بالمد القومي العربي الذي كان بمثابة السياجات السياسية والعسكرية في المنطقة العربية وبالتالي يمكن القول إن التماسك العربي كان يؤجل القرارات الأمريكية العدوانية باتجاه تعزيز قوة الكيان الغاصب على حساب الأمة العربية والإسلامية وعلى حساب الأراضي العربية في فلسطين ودول عربية مجاورة.. وقد أوضحنا آنفاً كيف تمت محاولة تقليص القضية العربية تدريجياً وصولا إلى تحييد الجيوش والمواقف العربية وعزل فلسطين عن جيرانها في المفاوضات..
أما مسألة هل باستطاعة العرب اليوم ردعها؟.. فهذا سؤال صعب ويخضع للتقييم الشعبي العربي لدى شعوب الأمتين العربية والإسلامية لأن الأنظمة العربية خصوصا الخليجية سقطت سقوطا ذريعاً ولم يعد يعول عليها الانتصار لقضية الأمة العربية.. والواضح والجلي اليوم أن قرار ترامب قد استفز الشعوب العربية والإسلامية وأعادها إلى مربع التماسك تجاه القضية المحورية والرفض الواسع للقرار وللأنظمة التي انجرت في التطبيع..
• وما نقاط ضعف الحكام العرب في الخليج بالذات السعودية.. وفي مصر والأردن والسودان.. ؟
– نقاط الضعف كبيرة بل إن هذه الأنظمة صارت أسيرة لقرارات أمريكا وضغوطها وليس بإمكانها اتخاذ مواقف قومية جريئة حتى شكلية أو صورية.. والدليل هو ما ذكرته لك سابقا من أن هناك مجريات علنية وفاضحة للنظام السعودي والإماراتي والبحريني تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب..
• انتفاضة الشعوب العربية انتصار لكرامة الأمة العربية والإسلامية القدس وما ستتولد من مشكلات في الشرق الأوسط.. هل ستؤدي إلى حرب عالمية جديدة.. ؟!
– انتفاضة الشعوب العربية والإسلامية بعد قرار ترامب وخروجها في مظاهرات منددة بالقرار يثبت أن قضية فلسطين كانت وما زالت وستظل القضية التي تؤكد وتثبت الهوية العربية الإسلامية التي ترى ذاتها وهويتها من خلال الآخر الصهيوني ـ باعتباره مغتصباً للأرض ومنتهكاً للعرض ـ ولا زالت القدس هي البوصلة التي تؤكد عروبة العرب وإسلام المسلمين ، خروج الجماهير يؤكد أن كل مظاهر التطبيع الثقافي والإعلامي ومحاولة تزييف الوعي العربي من خلال وسائل الإعلام المختلفة إن كانت قد نجحت في ترويض بعض الأنظمة العربية ـ خصوصاً الخليجية منها ـ وجرها إلى حظيرة الشرق الأوسط فإنها قد فشلت في ترويض الشعوب العربية والإسلامية عن التنازل عن ثوابتها الدينية والقومية وخصوصا قضية القدس عروس العروبة وزهرة مدائن الإسلام والمسلمين.

قد يعجبك ايضا