تم قطع الطرقات بين العاصمة والمحافظات والجبهات في توقيت واحد

الثورة/خاص

تمكنت القوات الأمنية واللجان الشعبية في غضون ثلاثة أيام أن تفرض سيطرتها الكاملة على العاصمة صنعاء والمحافظات التي شهدت تمردا لعناصر المليشيات التخريبية .
واحتدمت المواجهات العسكرية منذ مساء يوم الجمعة الماضي، وسط العاصمة صنعاء، بين القوات الأمنية وعناصر المليشيات بقيادة طارق عفاش لتمتد الى شارع الجزائر وشرق شارع بغداد المؤدي إلى شارع عمان وصولا الى مشارف محافظة صنعاء وعدد من المناطق في عمران وحجة وذمار.
وأوضحت مصادر مطلعة أواخر الشهر الماضي، أن «هناك جناحا في أوساط المؤتمر الشعبي العام مخترق من قبل الإمارات، وتم رصد تحركات مشبوهة له»،. وهو الأمر الذي أكده قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه المتلفز صباح يوم السبت الماضي بوجود اختراق في صفوف قيادات المؤتمر تسعى الى تأجيج الوضع وإذكاء الفتنة مع أنصار الله خدمة لأجندة العدو.
وكشفت المصادر عن قيام قائد المليشيات طارق عفاش، بتجنيد الآلاف من عناصر موالية للمؤتمر، واستقطاب عدد كبير من عناصر قوات الحرس الجمهوري في سبتمبر الماضي، وإرسالهم إلى كل من محافظة عدن ومحافظة شبوة ومحافظة إب للتدريب العسكري، فضلا عن قيامه بتدريب المئات في «معسكر الملصي»، بسنحان مسقط رأس صالح.
وكتمويه على عدم وجود معسكرات سرية تابعة لصالح, سرب مقربون من قائد المليشيات طارق صورا جرى تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي قيل أنها لحفل تخرج خاصة بدفعة جديدة من معسكر الملصي بسنحان والذي يشرف على تدريباته المدعو طارق منذ عدة أشهر، فيما بقية العناصر يتم ايفادهم وتوزيعهم على المعسكرات بطريقة سرية وعلى دفعات.
تلك الصور المسربة بثتها في ما بعد رسميا قناة اليمن اليوم التابعة لصالح حينها قالت” أن الدفعة الخامسة من كتائب المهام الخاصة التي يدربها طارق صالح توجهت إلى العمق السعودي بنجران وبأن القوة تلقت تدريبات قتالية وعسكرية عالية وخاصة في معسكر الملصي بسنحان لتنفيذ المهام الموكلة إليها في العمق السعودي. ”
رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي أكد هو الآخر في خطابه الى الجماهير المحتشدة أمس الأول للاحتفال بوأد الفتنة وتأييد جهود الدولة امتلاكهم لوثائق رسمية تؤكد أن أبناء زايد والسعودية هم من حاكوا هذه المؤامرة، لافتا الى أن 500 شخص من معسكر الملصي ادعوا أنهم انطلقوا نحو الجبهات لم يصل منهم سوى 13 فردا فقط، متسائلا أين يذهب باقي المتدربين ؟!
وكان اختيار المجندين يتم من أقارب ضباط وصف الضباط الموالين لزعيم حزب المؤتمر وأقربائه.
وتشير المصادر إلى أن من ينضم للتجنيد في المعسكرات التي يشرف عليها طارق يعلم أنه لن يكون اسمه ضمن قوام وزارة أو اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله وستصرف مرتباته عبر لجان خاصة تتبع القيادي طارق عفاش مباشرة “.
ووفقا للمصادر فإن ” على كل مجند جديد ينضم إلى تلك التشكيلات القتالية الخاصة الالتزام بالسرية وعدم كشف أماكن التدريبات النظرية والميدانية التي يتلقونها مهما كلفهم الأمر وستسلم لهم صواريخ موجهة وأسلحة تكتيكية متطورة كعهد خاصة .”
أيضا كشفت مصادر مطلعة أن هناك 820 عنصراً آخر من المستقطبين من قبل قائد المليشيات طارق عفاش، وصلوا على دفعات متعددة إلى مدينة عدن لحضور دورة عسكرية، في معسكرات تخضع لإشراف وتدريب ضباط من القوات الإماراتية الغازية.
وكان ناشطون جنوبيون قد كشفوا في أكتوبر الماضي، عن دخول عدد من الباصات تقل عناصر شماليين من بير أحمد، متجهين إلى عدن، من جميع النقاط الأمنية التابعة لقوات «الحزام الأمني» من سنحاح، في منطقة الضالع، وأبدوا استغرابهم لعدم اعتراضهم أو إيقافهم.. وتوقع البعض أن يكون هناك «توجيهات عُليا» بالسماح لهم بالمرور.
معسكرات تدريب المليشيات
وبالتزامن مع بدء تدريب عناصر المليشيات بقيادة طارق عفاش من قبل الإماراتيين، تحدثت وسائل إعلام موالية لـ«التحالف» عن بدء تشكيل قوات «النخبة الصنعانية» الموالية لأبو ظبي.
وأكد مصدر عسكري في وقت سابق أنه تم رصد معسكر تدريب تابع لمليشيات عفاش، في وادي عدس الواقع في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، وتم التأكد من قيام ضباط إماراتيين بالإشراف على تدريب المئات من العناصر فيه»، لافتاً إلى أن «إقامة معسكر وادي عدس بشبوة، تم بالتنسيق مع العميد طارق وأمين عام المؤتمر عارف الزوكا”.
وأضاف انه تم رصد معسكر رابع في مديرية العود في محافظة إبّ، يضاف إلى دخول ثلاث شحنات سلاح عبر طرق غير رسمية، مقدّمة من الإمارات إلى طارق صالح، تم استلامها من قبل شيخ في ذمار»، كما أكد المصدر أن «الإمارات قامت بصرف رواتب للآلاف من الموالين للمدعو طارق عفاش في العاصمة صنعاء منذ أشهر».
وأشار إلى أنه «تم تقديم كشوفات تلك العناصر عبر قائد عسكري موالٍ للرئيس عبدربه منصور هادي، في مدينة قعطبة، وبدوره قدّمها للجانب الإماراتي في العند وعدن»، موضحاً أن «تلك الكشوفات الخاصة برواتب تقدّم من الإمارات، تم العثور عليها من قبل القوات الأمنية في أحد المنازل التي كانت تابعة للرئيس السابق، الأحد الفائت”.
خطة الانقلاب الفاشلة
وفي سياق متصل كشفت وسائل إعلامية عن مصدر موثوق في أنصار الله عن خطة أعدتها المليشيا بقيادة زعيمها صالح لإحداث فوضى في العاصمة والمحافظات منذ يوليو الماضي. وهو ما أكده مصدر في أنصار الله وانه تم مكاشفة قيادات في المؤتمر بتلك الخطة، وتم تشكيل لجنة تحقيق في ذلك .
وتضمنت الخطة ثلاثة مسارات منها، “مسار اقتصادي وأمني وعسكري”.. التي تناولها موقع “العربي” عن مصدر عسكري أشار الى انه «تم تنفيذ الكثير من المسار الاقتصادي عبر إحداث أزمة مشتقات نفطية، وأزمة غاز، ومحاولة تعطيل مؤسسات الدولة، وخصوصاً تعطيل العام الدراسي، واتهام أنصار الله بالفساد، ومحاولة تأجيج الشارع ضد الأنصار تحت مبررات وإشاعات واتهامات باطلة تستهدف مشرفي أنصار الله وعناصرها”.
يأتي ذلك في ظل استمرار قيادة المؤتمر بزعامة صالح بانتهاج سياسات ومواقف مناهضة للشراكة الوطنية مع أنصار الله، متجهة نحو التصعيد وتنفيذ مخطط خارجي فاق كل التصورات، تم الترتيب له بدقة بالغة تزامنا مع إغلاق المنافذ وحصار البلد والتحريض لتهييج الرأي العام وتصعيد لم يسبق له مثيل منذ بداية العدوان على جبهات القتال خاصة تلك الواقعة باتجاه صنعاء وتوعد العدوان بسرعة الحسم وقرب المفاجآت ظنا منهم أن الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية أصبحت غارقة بكل ثقلها في أكثر من40 جبهة ومواجهة التصعيد الحاصل.
ولم تكن أحداث المولد النبوي السبب الوحيد لما حدث في صنعاء والمحافظات، بل إن ما حدث كان معداً ومرتباً له بشكل دقيق، نفذ بإشراف زعيم المؤتمر وبقيادة نجل شقيقه المدعو طارق اللذين سيطرا على قرار المؤتمر بشكل تام خلال الأشهر الماضية وتكشفت أوراقهم بإثارة القلاقل والاختلالات الأمنية واستهدافهم لدوريات الشرطة ومواكب المشاركين في ذكرى المولد النبوي خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين والذي أدى إلى سقوط أكثر من خمسين شهيدا وجريحا ونحو ثمانية عشر مختطفا تعرضوا للتعذيب والتصفية برصاص المليشيات بقيادة المدعو طارق وداخل منزله وعلى طريقة داعش .
وبالتزامن مع الدعوات الهجينة التي فاجأت الجميع وأطلقها زعيم المليشيات عفاش بالانقلاب على المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وتحريض الجيش والأمن بالتمرد والعودة من الجبهات تحركت عناصر الفتنة لاقتحام المؤسسات في عدد من المحافظات وقطع العديد من الخطوط الرئيسية التي تمثل شريانا للجبهات وبطريقة خطيرة لو تمت لكان لها أثر خطير على وضع الجبهات في عدد من المحاور القتالية.
إسقاط صنعاء والمحافظات
مساء الأربعاء، وبعد المواجهات المحدودة التي شهدها جامع الصالح، على خلفية رفض حراسات الجامع السماح للأجهزة الأمنية بالدخول لتأمين الفعالية وصعود اللجنة الإعلامية إلى مآذن الجامع لنقل الفعالية وتصويرها، تم نشر الآلاف من المسلحين في تبة توفيق صالح، في بيت بوس وعدد من مناطق العاصمة، منها مثلث سنحان وتجهيز المئات من المسلحين في بني الحارث وفي بيت بوس والسواد، وتم ترتيب الوضع عسكرياً في شارع الجزائر والشوارع المجاورة له كشارع بغداد وعمان.
تلك الاستعدادات اتسع نطاقها إلى مديريات طوق العاصمة والمحافظات الأخرى كذمار والبيضاء والمحويت وحجة وعمران وإب، وتم تكليف شخصيات عسكرية واجتماعية بالقيام بقطع كامل الإمدادات العسكرية.
وفي صباح السبت، وبنفس التوقيت، قطع طريق صنعاء ـ ذمار في نقيل يسلح وفي معبر وفي منطقة رصابة غرب ذمار وفي مدخل ذمار وصولاً إلى مفرق حمام علي والطريق المؤدي إلى آنس ومنه إلى الحديدة، كما تم قطع طريق ذمار ـ إب في منطقة كتاب الواقعة بجانب مدينة يريم، وفي نقيل يسلح، وتم قطع طريق إب ـ تعز في نقيل السياني، والهدف منع أي تعزيزات عسكرية لمواجهة «التمرّد» الحاصل من قبل عصابة المليشيات في المدن، أو تعزيز مدد للجبهات العسكرية.
وبالمثل، تم قطع طريق صنعاء ــ خولان ــ صرواح في خولان لمنع وصول أي إمدادات وتعزيزات عسكرية إلى جبهات صرواح، التي لو سقطت لسقطت نهم، لأهميتها الاستراتيجية.
وفي المحويت تم قطع طريق الإمدادات في مديرية الرجم والطويلة. وفي عمران تم قطع طريق صعده ـ عمران في خمر وفي بني صريم وفي نقيل الغوله. وفي حجة تم قطع الطريق الرابط مع عمران وصنعاء في نقيل الخذالي، بهدف قطع أي تعزيزات عسكرية لجبهة ميدي، أو إجهاض «التمرّد» في مدينة حجة.
تلك الخطة أعدت سلفاً، وكانت مرصودة قوبلت بترتيبات قوية لمواجهتها من قبل القوات الأمنية والقبائل المحيطة وقوات الجيش واللجان الشعبية التي أحبطت مؤامرة الخيانة وبسطت نفوذ الدولة بنجاح.
كما استسلمت قيادات الصف الأول للمليشيات في عمران وحجة والمحويت وذمار وإب وصنعاء، و لقي زعيمها صالح مصرعه بعد أن حاول تمزيق الجبهة الداخلية وتسليم رقاب اليمنيين لقوى تحالف العدوان وهو الأمر الذي اعتبرته القوى الوطنية خائنا لدماء الشهداء والجرحى ولبلده وشعبه.

قد يعجبك ايضا