تجاعيد السنين.. هل تسرق السعادة

*كبار السن يمثلون شريحة كبيرة من السكان ويحتاجون إلى الرعاية والاهتمام

الأسرة / زهور السعيدي

عندما يولي ربيع العمر وتبدأ الشيخوخة بمد آثارها على جسم الإنسان تزيد احتمالات الإصابة بالاكتئاب والمرض والوهن ومهما يتهرب الإنسان منها بممارسة الرياضة إلا انه لا يمكن تأخيرها فيما يرى باحثون أن سعادة الإنسان تبدأ بعد عمر الستين وانه يحظى بالراحة والهدوء والاستقرار بعد هذا العمر.. ويبقى السؤال هنا هل يؤثر العمر كل ما تقدم بصاحبه في نسبة السعادة الخاصة بالفرد أم لا …؟
تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع تجدونها في السياق التالي :

أثبت العلماء أن الشيخوخة عند الإنسان تبدأ بعد بلوغه سن الـ39 وأنه لا يمكن التهرب منها حتى في حالة الاستمرار بممارسة الرياضة، لأن الأخيرة تقوي نظام المناعة وتحسن المزاج لا أكثر، ولا يمكنها أن تؤخر شيخوخة الخلايا.
فالشيخوخة ليست مرضاً و إنما هي مجموعة من العمليات البيولوجية وليس بمقدور أحد أن یتحاشاها وإن قليلا من العنایة و الحذر كفيلان بمنع أو على الأقل تأخير حدوث الكثير من الإعاقات.
نصائح صحية
لكي یبقى المسن في حالة صحية جيدة فإنه یحتاج للنصائح التي یجب أن یتبعها للإبقاء على النشاط و الصحة في الشيخوخة ومعلومات خاصة بمنع حدوث الإصابات أو الأمراض أو الإعاقة.
ففي هذا العمر تبدأ عملية إنتاج المايلين بالانخفاض ما يؤدي إلى إضعاف عمل الدماغ والقلب وظهور اضطرابات في وظيفة الجهاز العضلي الهيكلي للشخص، وتبدأ خلايا الجلد في هذا العمر بالشيخوخة وتظهر التجاعيد ويفقد الجلد مرونته ويبدأ الشعر بالتساقط.
يشير العلماء إلى أن مستوى “المايلين” يبدأ بالانخفاض في متوسط العمر، ولكن لدى الإنسان ما يكفي من الوقت لاتخاذ ما يلزم للتأثير في عملية شيخوخة الدماغ وتأخير أمراض الشيخوخة مثل الزهايمر وغيره.
هناك طرق عديدة لتقليل انخفاض مستوى المايلين، من ضمنها تناول الفيتامينات والتغذية السليمة نتيجة تأثير تراكم مجموعة متنوعة من الأضرار الجزيئية والخلوية بمرور الوقت يؤدي ذلك إلى انخفاض تدريجي في القدرات البدنية والعقلية وتزايد احتمالات المرض والعجز.
بعد الستين
كشفت دراسة أن مشاعر الرفاهية والسعادة تبدأ بعد عمر الستين وتزداد في العقد السابع من العمر وان معدل السعادة يرتفع كلما تقدم الإنسان في عمره إذا توفر له التفاؤل والثقة والراحة وأشار الباحثون إلى انه على الرغم من أن معظم الأفراد في هذا العمر يعانون من أمراض متعددة بما في ذلك الضغط والسكري والتهاب المفاصل إلا انه إذا توفر لهم الرعاية الصحية الجيدة قد يكونون أكثر سعادة من مرحلة الشباب وذلك لان همومهم لم تعد كالسابق.
وأكد الباحثون أن واحداً من بين خمسة أفراد يشهدون زيادة كبيرة في مشاعر السعادة والراحة لأنهم يشعرون أنهم أدوا دورهم في الحياة بشكل جيد وخاصة بعد زواج أبنائهم واستقرارهم في حياتهم الأسرية فعيش المسن مع أولاده وأحفاده سويا يشعره بالأمان والسعادة .
تقديم الخدمات
يحتاج المسنون الذين تقدمت أعمارهم وأصبحوا محتاجين إلى من يهتم بهم إلى العديد من الخدمات التي يجب أن تقدمها الدولة والمجتمع لهم خاصة إن كانوا ليس لديهم مأوى أو قريب يهتم بهم وتقول أحلام الفيل والتي تعمل ممرضة في دار رعاية المسنين إلى أن الدار قد يقوم بتوفير كل الاحتياجات الأساسية للمسن من دواء ورعاية طبية إلا انه يشعر باليأس والملل عندما يعيش بدار المسنين وخاصة أن دار المسنين يقتصر للكثير من الأنشطة التي يجب تقديمها للمسنين وذلك لعدم توفر الدعم اللازم لذلك فتجدهم ينتظرون الموت يوما بعد آخر ومشاكلهم لا تختلف كثيرا عن مشاكل الأطفال أيضا تجد القلق والإحباط والشعور بالذنب والوحدة النفسية والخوف وفقدان القيمة وخاصة انهم يعيشون في دار للمسنين يرون ما حولهم يعاون من العجز والمرض فبتركهم مكان إقامتهم يخلق أزمة نفسية عندهم وخاصة بعد فقدان الشريك أو الأصدقاء من حولهم.
غياب الأنشطة
وتقول وفاء العوامي مدربة في تنمية القدرات أن بعض الدول المتقدمة توفر نوادي للمسنين قد يقضون فيها أوقاتهم دون الشعور بملل أو وحدة يمارسون فيها الأنشطة الرياضية وينظمون بعض الألعاب الخفيفة مثل رياضة المشي وبعض التمرينات التي تناسب أعمارهم بالإضافة إلى احتوائها جانباً ثقافياً يحتوي على المجلات والقصص حيث يقضي المسن وقته مع أقرانه وأصدقائه ونحتاج في مجتمعنا إلى إقامة مثل هذه النوادي التي تحتوي على تمارين وأنشطة وأعمال يدوية تشغلهم وقت فراغهم وخاصة أن كبار السن يمثلون شريحة كبيرة بين السكان ويحتاجون إلى توفر الرعاية والاهتمام من الأفراد والمنزل ثم من المجتمع والدولة .

قد يعجبك ايضا