بطولة “الأقوى” تستهدف استنهاض قدرات وإبداعات الشباب رياضياً وثقافياً

*بطل بناء الأجسام العالمي صاحب فكرة “أقوى مهاجر يمني” العمَّاري لـ “الثورة”:

‏حوار/محمد إبراهيم

حيث اتجه فوجدانه متعلق باليمن، فقد عكف وأسرته على تصميم عملاق لعلمها الفريد يبلغ طوله 15 متراً، حافرا في الذاكرة الجمعية لأطفاله وأطفال أبناء الجالية الصغار الذين ولدوا في ألمانيا صورة ناصعة الرمزية لهوية الوطن الأم.. وحيث نزل بأنشطته الرياضيّة والشبابية حمل أعلام وطنه في أبهى صور الاعتزاز.. إنه بطل بناء الأجسام اليمني العالمي فايز العمّاري، المسؤول الرياضي في الجالية اليمنية بألمانيا.. سطع نجمه في مطلع الثمانينات إذ حصل على المركز الأول في سباق اختراق الضاحية في مسابقة نظمتها وزارة الشباب والرياضة في محافظة البيضاء مدينة رداع.. انتقل إلى لعبة كرة القدم ثم إلى لعبة بناء الأجسام ثم نال أوسمة رياضية كثيرة وقدم أداء رياضياً متنوعاً ثم هاجر إلى ألمانيا للعمل الحر لكن الرياضة ظلت تجري في دمائه فعزز أنشطته، وقدم خدمات كبيرة للنشء والشباب من أبناء جالياتنا في ألمانيا.
(رياضة الثورة) حاورت العماري مسلطة الضوء على تجربته الرياضية التي خاضها في اليمن وسويسرا وألمانيا ورؤاه تجاه واقع الرياضة اليمنية داخل الوطن وخارجه.. واهتمام قيادة الجالية بالأنشطة الشبابية والرياضية .. إلى التفاصيل:

* ‏بداية حدثنا عن تجربتك الرياضية؟
– ‏بداية أهنىء الشعب اليمني الأصيل بمناسبة الأعياد الوطنية المتمثلة في ثورة 21 و26 سبتمبر و14 أكتوبر.. كما أهنىء شعبنا العظيم وبالأخص ‏جماهير الرياضة الكروية اليمنية في الداخل والخارج بتأهل منتخبنا الوطني للناشئين ‏إلى نهائيات كأس آسيا 2018 للناشئين تحت سن 16 عاما، وبالنسبة لتجربتي الرياضية رغم أن هواياتي الرياضية تجذرت منذ صغري وأنا في المدرسة الابتدائية إلا أن تجربتي ‏الرياضية الحقيقية ولدت مطلع الثمانينات حيث كانت أول مشاركة لي في مجال رياضة السباق (العدو) ‏لاختراق الضاحية في رداع وحصلت على المركز الثاني بعد الكابتن “جبر الملاحي”، ‏وبعدها شاركت في معسكرات تدريبية في صنعاء ولعدة مرات ‏استعدادا لبطولة الجمهورية في اختراق الضاحية لمسافة 10.000 متر، وكان ذلك في الثمانينات أيضا، وحصلت على مرتبة لا بأس بها ‏أمام أبطال اليمن جمال الحكيمي والزيدي وأبطال آخرين ‏لكنني فضلّت بعد ذلك لعبة كرة القدم وانتقلت إلى هذا المجال.
* ‏لماذا انتقلت إلى كرة القدم؟
– ‏بالنسبة لانتقالي إلى كرة القدم فهي قصة طويلة ولكن في مختصرها أود الإشارة إلى أنني انخرطت في رياضة كرة القدم بقوة مع نادي الأحمدي وحققنا ‏نجاحات لا بأس بها وبعدها مع نادي الاتفاق ‏ورغم نجاحي في لعبة كرة القدم إلا أنني دخلت بقوة في لعبة بناء الأجسام رغم ما تكتنفه ‏من تدريبات شاقة ‏شاركت في بناء الأجسام وحققت المركز الأول في وزني 75 كيلوجراماً لعدة سنوات، ‏وشاركت في بطولة كلية الشرطة وحصلت ‏على المركز الأول لبناء الأجسام لعدة سنوات، ‏وتم اختياري مع مجموعة من اللاعبين الأبطال اليمنيين العالميين للمشاركة في بطولة العالم في سويسرا، وكنا يومها برفقة المدِّرِب الدولي المعروف عبدالحكيم الظاهري الذي لعب دورا بارزا في تلك البطولة وكذلك رئيس اتحاد لعبة بناء الأجسام ومجموعة مسؤولي الرياضة بوزارة الشباب ‏وحصلت أنا الوحيد في بداية التسعينات على المركز الرابع والخامس في وزني في سويسرا وعدت إلى اليمن ثم عدت مرة أخرى إلى سويسرا، حيث ‏كانت تقام بطولات مختلفة وكنت أحقق مستوى جيد جدا وبعدها درست في سويسرا سنتين ونصف طيران مدني على حساب بلادي ولكن كانت الرياضة هي شغلي الشاغل.
من الرياضة الى التجارة
* ‏كيف انتقلت من الرياضة إلى الاغتراب؟ ولماذا اخترت ألمانيا؟
– ‏في سويسرا أثناء مشاركتي في البطولات تعرفت على صديق اسمه ماريو ‏وقمت أنا وصديقي بافتتاح صالة رياضية في ألمانيا ثم استقريت للعمل في ألمانيا وعملت فترة في التجارة، ‏وفي عام 2005 اشتقت إلى العودة إلى بلادي اليمن وعدت إليها وافتتحت عدة أعمال وأنشطة منها مؤسسة “صنعاء للسياحة” إلى أن بدأت المشاكل ‏وبسبب الأحداث الأخيرة والحرب تأثرت السياحة في البلد فعدت مرة أخرى إلى ألمانيا وفتحت شركة مواصلات ‏ورغم إنخراطي في العمل التجاري إلا إنني ظليت متمسكا بالرياضة ممارسة وتوجها وإسهاما في حشد الدعم اللازم للنشء والشباب ‏من أبناء الجالية اليمنية في ألمانيا وذلك انطلاقا من إحساسنا بالمسؤولية تجاه أبنائنا اليمنيين في المهجر وبناء على ذلك فقد وافقت على أن أكون ‏مسؤول الجانب الرياضي في الجالية اليمنية في هسن.
أنشطة متعددة
* ماذا قدمتم منذ تم اختياركم مسؤولا رياضيا لقطاع النشء والشباب؟
– بذلت جهوداً كبيرة ولم أزل ابذل ما بوسعي لتحسين واقع الرياضة وأنشطتها بشكل ملفت ودعمت الشباب معنويا وماديا ونفسيا وكان إلى جانبي أصدقاء وأعضاء الجالية دعموني لإنجاز ‏ما أقوم به في كرة القدم وأقوى مهاجر يمني ‏حيث جاءت الفكرة في 2015م وبدأنا تنفيذها في 2016 بفضل وجود الآباء الأوفياء والأصدقاء وأعضاء الجالية الذين شاركوا معي في هذا الموضوع ‏ودعموني معنويا لتحقيق أهداف بطولة “أقوى مهاجر يمني” التي تحتوي برامجها على التراث والذوق اليمني وما يتناسب مع الشخصية اليمنية ودمجها مع الرياضة و‏احتوت بطولة “أقوى مهاجر يمني” على عدة أنواع من الرياضة مثل “حمل الأشخاص” و”المعاصرة باليدين” وأسئلة ثقافية ودينية، ‏وقد حرصت أن يكون الجميع في هذه الرياضة مشاركاً في البطولة الكروية لأقوى مهاجر يمني شاركت جميع الفئات العمرية وخصوصا الذين تم مشاركتهم في تنظيم البطولات قبلها وبعدها، ‏مثلا في البطولة التي أقيمت في 30‏/9‏/2017م شارك الشباب من جميع أنحاء ولاية هسن حيث كان هناك مجموعة يرتدون الزي الأبيض ومجموعة الزي الأسود ومجموعة الزي الأحمر والتي شكلنا علم بلادنا الرائع وكتعبير عن حب واحترام الألمان وما يقدموه للأجانب من مساعدة وتقدير أخذت مجموعة أخرى بتشكيل العلم الألماني بلباسهم على شكل الزي اليمني.
حماس كبير
* كيف كانت المنافسة وماذا عن نتائج البطولة؟
– كانت المنافسة قوية والحماس ممتازاً كما كان الإقبال كبيراً جدا.. وتوزعت النتائج بشكل مرض حيث فاز في بطولة كرة القدم بـ ‏المركز الأول من جالية برلين جالية برندنبورق وقد شاركوا من قبل في بطولة مسلم كاب ويتمتعون بلياقة عالية واخترت أنا منهم أفضل حارس وأفضل لاعب ‏وكان أفضل أخلاقي مثالي هو من “هسن”، ‏كما فاز في بطولة أقوى مهاجر يمني عدد من أبناء الجاليات اليمنية في ولايات ألمانيا المختلفة حيث حصل على المركز الأول من ولاية بون وكولن، والثاني من ولاية هسن، والثالث من ولاية بون وكولن، والرابع من ولاية هسن، والخامس من ولاية هسن، والسادس من برلين، وتم تكريم الأبطال على إيقاع موسيقى وأغاني يمنية ورقص يمني مميز لإدخال البهجة في قلوب الحضور والمشاركين وهذا من واجبنا ونثبت للعالم أن اليمني ‏يمثل بلاده في أي مكان وأن نرفع علم بلادنا عاليا في البطولات المحلية أو الخارجية وانطلاقا من ذلك الحب والارتباط بعلم الوطن فقد عملت أنا وأبنائي في منزلي علماً عملاقاً لبلادنا يبلغ طوله 15 كمتراً ورفعناه في هذه البطولة ونال إعجاب الجميع من الولايات حتى من أمريكا، كما نال إعجاب وتقدير اليمنيين.
تنشيط الإبداعات الرياضية
* ما الهدف من فكرة إقامة هذه البطولات؟
– ‏الهدف الأساسي هو السعي الجاد لتنشيط إبداعات الشباب الرياضية والثقافية إذ لا تقتصر البطولة على رياضة كرة القدم أو بناء الأجسام أو غيرهما من أنواع الرياضة بل جاءت الفكرة على أساس رياضي ثقافي فلكلوري يمني ‏لكي نمزج بين الأصالة والمعاصرة وهي تحمل رسالة ثقافية مسعاها تعزيز قيم الانتماء للوطن وربط أبناء المغترب اليمني بثقافة وطنه وعلم بلادنا حاضر في كل المحافل والفعاليات وعاداته وتقاليده الأصيلة.
خطط مستقبلية
* ما هي خططكم أو برامجكم الآنية والمستقبلية بالنسبة للأنشطة الشبابية والرياضية؟
– نحن الآن بصدد الاجتماع والتنسيق مع رؤساء الجاليات والمسؤولين الرياضيين في جميع أنحاء ألمانيا على تكوين ما لا يقل عن فريقين ‏في كرة القدم يمثل اليمن في ألمانيا وعلى مستوى أوروبا لوجود مواهب يمنية كثيرة ودمج هذه المواهب مع بعضها وأيضا في بطولة أقوى مهاجر يمني وبنفس نمطها على مستوى واسع.
أخيراً
* أخيراً ما هي دعوتكم للجاليات اليمنية حول العالم تجاه النشء والشباب وتجاه ما يعيشه اليمن من أوضاع فرضها العدوان والحصار؟
‏- أدعو جميع أبناءنا وإخواننا من أبناء الجاليات اليمنية حول العالم رياضيين أو غير رياضيين أو من لديهم اهتمام في الرياضة أو من حصل على مستويات عالية في الرياضة بجميع أنواعها إلى الاهتمام بالنشء والشباب ودعمهم داخل اليمن أو خارجها عبر تفعيل ودعم الأنشطة الشبابية والرياضية والمشاركة الدائمة التي تمثل اليمن كما أقول للجميع: كلنا يمنيون معنيون بالمساهمة الفعالة في الدفع باتجاه السلام للوطن وباتجاه انفراج الأزمة وكشف الغمة عن بلادنا الحبيبة وإنهاء الحرب ‏العدوانية والحصار الجائر على اليمن.

قد يعجبك ايضا