الرئيس الصماد: ثورة 14 أكتوبر عبرت عن إرادة وطنية جامعة في التحرر والكرامة

“الثورة”/
دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد فرقاء العمل السياسي والحزبي للالتئام على طاولة حوار واحدة للخروج بحلول شاملة منصفة لكل الأطراف دون إملاءات أو اشتراطات مسبقة والبدء بصفحةً جديدةً في التعاطي مع قضايانا ومشاكلنا عبر الحوار والتفاهم الجاد بعيداً عن أي تدخلات أو ضغوط أو إملاءات من أعداء وطننا وشعبنا مؤكدا أن الوطن يتسع للجميع “ونحن جميعاً مسؤولون عن الوطن وعن الحفاظ عليه والدفاع عنه والنهوض به”.
وجدد الرئيس الصماد في خطبة وجهها إلى الشعب اليمني ليل أمس لمناسبة العيد الـ 54 لثورة الـ 14 من أكتوبر الدعوة للنظام السعودي ومن تحالف معه لتحكيم العقل وإعادة قراءة التاريخ لمراجعة مواقفه من التصعيد المستمر لهذه الحرب الظالمة والتي سيكون هو وحلفاؤه الخاسر الأكبر فيها مشيرا إلى أن الأحداث والتطورات العسكرية والميدانية أثبتت صدقية ما نحذر منه، ولم يجنِ العدوان خلال ثلاث سنوات تقريباً إلا الهزائم والخيبات”.
وهنأ الرئيس الصماد الشعب اليمني بحلول الذكرى الــ 54 لثورة الــ 14 من اكتوبر المجيدة واكد أن هذه الثورة عبرت عن إرادة وطنية يمنية جامعة في التحرر والكرامة واستعادة الوحدة الوطنية اليمنية، مشيرا إلى أن أبناء الشعب اليمني في جنوب الوطن سطروا في ثورة 14 أكتوبر ملحمة الثورة والتحرر من نير الاستعمار البريطاني.
فيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين وآله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أبناء شعبنا اليمني الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسمي ونيابة عن إخوانكم أعضاء المجلس السياسي الأعلى يسرني أن أزف لكم أزكى التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العيد الرابع والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
تلك الثورة التي سطر فيها أبناء الشعب اليمني في جنوب الوطن ملحمة الثورة والتحرر من نير الاستعمار البريطاني البغيض منطلقة من جبال ردفان الشماء لتتسع هذه الثورة المباركة باتساع الأرض اليمنية، ولتسمع صوت شعب الجنوب الثائر كل أصقاع المعمورة.
شعبنا اليمني العظيم
لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ثورة وطنية وشعبية عظيمة انضوى في إطارها العمال، والمثقفون، والنقابيون، والفلاحون والعسكريون، وأبناء القبائل والقوى السياسية الوطنية القومية واليسارية من كل المناطق اليمنية، كما كان للمرأة اليمنية حضورها النضالي المشرف.
لقد عبرت ثورة الـ 14من أكتوبر عن إرادة وطنية يمنية جامعة في التحرر والكرامة واستعادة الوحدة الوطنية اليمنية، وتحقيق الاستقلال الذي تحقق مع انسحاب آخر جندي بريطاني في الـ 30من نوفمبر 1967م.
شعبنا اليمني العظيم
إن انتصار ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة لم يكن وليد الصدفة أو ضربة حظ، أو نتيجة مراجعة بريطانيا الاستعمارية لحساباتها وشعورها بالذنب جراء ما اقترفته من جرائم بحق أبناء شعبنا اليمني في الجنوب؛ بل إن الانتصار العظيم الذي حققه ثوار حرب التحرير كان نتيجة لنضال سياسي وعسكري وأمني ونقابي استمر لسنوات طوال، ونتيجة لتضحيات ودماء وجراحات وسجون وتشريد وآلام ومعاناة تحملها أبناء عدن والمحافظات الجنوبية، وقدم ثوار حرب التحرير المجيدة أبلغ دروس البطولة والتضحية والفداء والبذل في سبيل الحرية والكرامة ورفضاً للاحتلال البريطاني ومؤامراته في تمزيق جنوب الوطن إلى كيانات تزيد عن العشرين، لتكون ثورة الـ14 من أكتوبر إحدى أعظم الثورات التحررية العربية من الهيمنة الاستعمارية في القرن العشرين.
لقد فرضت ثورة 14 أكتوبر المجيدة حقيقتها في الواقع اليمني على امتداد خارطة الوطن الحلم والوطن الثورة فكان شمال الوطن هو العمق الاستراتيجي لثورة أكتوبر، تفاعل معها النظام الثوري السبتمبري دعماً وإسناداً واحتضاناً.
كما كانت مصر العربية والأنظمة الثورية العربية خير مساند لثورة 14أكتوبر المجيدة والشعب اليمني تعبيراً عن المشاعر الأخوية العربية الإسلامية والتضامن بوجه الاستعمار الأجنبي.
أبناء شعبنا اليمني الكريم
تحل علينا الذكرى الرابعة والخمسون لثورة 14أكتوبر المجيدة وشعبنا اليمني ونحن على ثقة بأن تضحيات هذا الشعب الأبي لن تذهب هدراً، وأن توكله على الله وصبره ومعاناته ومظلوميته وعدالة قضيته ستكون عاقبتها النصر العظيم وتحرير الأرض وبناء الدولة اليمنية العادلة والديمقراطية التي طال انتظارها.
شعبنا اليمني العظيم
كثيرة هي الدروس والنتائج التي أسفرت عنها ثورة 14أكتوبر المجيدة منها ذلك الموقف التاريخي الذي اتخذته من الخونة والمرتزقة والعملاء الذين كانوا في صف المستعمر البريطاني الذين أمسوا بعد انتصار الثورة كهشيم المحتضر، وهو ما يجب أن يتعلم منه مرتزقة اليوم المساندون للعدوان السعودي الأمريكي التحالفي الهمجي على وطنهم بأن يراجعوا مواقفهم ويعيدوا حساباتهم ويعتذروا لوطنهم وأبناء شعبهم عما اقترفوه.
أتوجه بحديثي إلى الإخوة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات العدوان والإخوة في الجنوب بالذات بعد ثلاثة أعوام من العدوان ما الذي كسبتم من الاحتلال.
ألم يعدوكم أنهم سيجعلون من عدن جنة أخرى؟
أين هي الجنة التي وعدوكم بها ؟
ماذا تنتظرون من وكلاء الاستعمار القديم غير الدمار والخراب والتدهور الشامل وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها من الممارسات التي لا تهدد وحدة واستقرار اليمن فحسب بل تهدد وحدة الجنوب وتعيد تقسيمه لإمارات وسلطنات تابعة لأطراف تحالف العدوان كما كان أيام الاستعمار البريطاني .
إن الإمارات والسعودية مجرد وكلاء مجندين لخدمة مشاريع إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، هم هنا ليس من أجلكم بل من أجل السيطرة على مياهنا وأرضنا وجزرنا وسيادتنا وتدمير استقرارنا، ويستخدمونكم فقط أدوات، يستعملونكم وعندما يستغنون عن خدماتكم سيرمونكم غير مبالين بجهودكم التي بذلتموها معهم وتجربتكم خلال ما يزيد عن عامين في العدوان المباشر خير شاهد.
أين هو التحرير الذي تتحدثون عنه وجندي إمارتي يتحكم في كل صغيرة وكبيرة، لا أمر لكم معهم ولا نهي، يتلاعبون بكم كقطع الشطرنج يقدمون هذا ويؤخرون ذاك ويطيحون بهذا.
ومن يفرط بهويته يخسر قضيته ويصبح شبحا بلا ملامح بلا هوية بلا رؤية.
أيها الإخوة والأخوات
إنني بهذه المناسبة المجيدة أتوجه بالخطاب إلى كل أبناء اليمن وأخص بالذكر إخوتنا أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية نحن كنا ولا زلنا نمد لكم يد السلام والمصالحة ومعالجة مشاكلكم التي حصلت تعالوا لنحل مشاكلنا بعيداً عن أهداف ونوايا تحالف العدوان التي أصبحت واضحة وضوح الشمس مهما تغابيتم ومهما أنكرتم .
أما المحتل الإماراتي والسعودي ومن خلفهم فإن الرسالة التي يبعثها الشعب لكم والتي يجب أن يسمعها العالم أجمع أن التاريخ كما أثبت بالأمس القريب أن اليمن مقبرة الغزاة سيثبت اليوم وغداً وإلى أن يرث الله الأرض أن الشعب اليمني سيظل الشعب الذي لا يقهر, الشعب القوي بإيمانه بالله، وبإرادته الوطنية الحرة وبقضيته العادلة، الشعب الذي ضرب ولا زال يضرب أروع الأمثلة في العطاء والتضحية والصمود في الدفاع عن كرامته وأرضه واستقلاله وكل يوم يؤكد الشعب اليمني أن كل المعتدين والغزاة مهما حشدوا ومهما كانت قوتهم فإن مصيرهم لن يختلف عن مصير سابقيهم من الغزاة والمحتلين, وقريباً سيرحلون وسيرحل معهم عملاؤهم ومرتزقتهم الذين باعوا الوطن واستدعوا الأجانب لتدنيس تراب الوطن مقابل ثمن بخس.
الإخوة المواطنون الأخوات المواطنات
لقد أثبتت وقائع التاريخ القديم والحديث أن الحروب حتماً تصل إلى نهايات طال الزمن أو قصر ولا يوجد عدوان مهما كانت قوته وجبروته وبطشه استطاع إذلال وتركيع شعب متشبث بأرضه ووطنه فما بالنا بشعبنا اليمني سليل عظماء التاريخ والمستند إلى موروث حافل بالعطاء والعزة والإباء والكرامة.
هذا الشعب الصامد الذي انتصر لثورتيه سبتمبر وأكتوبر وواجه وحشية الاحتلال البريطاني بشجاعة وثبات قادر اليوم أكثر من أي وقت مضى على إسقاط رهانات الأعداء بانكساره مهما بلغت بشاعة وشراسة العدوان ومهما بلغت حدة الشدائد والتحديات وما يحاك ضد أبناء الشعب والوطن من مؤامرات ودسائس ومن هذا المنطلق فإننا نجدد التأكيد على أن خيار السلام هو الخيار الوحيد لشعبنا وما زلنا نطالب بالتئام فرقاء العمل السياسي والحزبي على طاولة حوار واحدة للخروج بحلول شاملة منصفة لكل الأطراف دون إملاءات أو اشتراطات مسبقة ولنبدأ صفحةً جديدةً في التعاطي مع قضايانا ومشاكلنا عبر الحوار والتفاهم الجاد بعيداً عن أي تدخلات أو ضغوط أو إملاءات من أعداء وطننا وشعبنا فالوطن يتسع للجميع ونحن جميعاً مسؤولون عن الوطن وعلى الحفاظ عليه والدفاع عنه والنهوض به.
وهي مناسبة أيضًا نكرر فيها الدعوة للنظام السعودي ومن تحالف معه لتحكيم العقل وإعادة قراءة التاريخ لمراجعة مواقفه من التصعيد المستمر لهذه الحرب البشعة والظالمة والتي سيكون هو وحلفاؤه الخاسر الأكبر فيها وقد أثبتت الأحداث والتطورات العسكرية والميدانية مصداقية ما نحذر منه، ولم يجنِ العدوان وخلال ثلاث سنوات تقريباً إلا الهزائم والخيبات رغم تسخير هذا النظام وحلفائه كل ما لديهم من إمكانيات سواء الأموال أو السلاح وارتكابه أبشع الجرائم الإنسانية ضد شعبنا اليمني فضلاً عن ما يرتكبه من عمليات تدمير ممنهجة للبنى الاقتصادية والتنموية والتاريخية والحضارية وفرضه حصارًا جائراً براً وبحراً وجواً بهدف تجويع وتركيع الشعب اليمني ومع كل ذلك فشل في تحقيق أي نصر يذكر في مختلف الجبهات العسكرية خاصة جبهات ما وراء الحدود.
تحية لثورة 14 أكتوبر المجيدة ولأبطال حرب التحرير.
والرحمة والمغفرة للشهداء
وكل عام واليمن بخير وعزة وسؤدد وانتصار.

قد يعجبك ايضا