وجهة نظر.. أبعاد نجاح الناشئين وفشل الكبار

د. محمد النظاري

لم تطو الجماهير اليمنية بعد الفرح بتأهل الناشئين إلى نهائيات كأس آسيا بماليزيا عام 2018م، حتى منيت بخيبة أمل كبيرة من جراء عجز المنتخب الأول من الفوز على الفلبين، وتصدر المجموعة والاقتراب من التأهل لنهائيات كأس آسيا عام 2019م.
لماذا فشل الكبار فيما نجح فيه الناشئون؟ سؤال يردده الشارع اليمني بحسرة.. وطبعاً الإجابة عليه لها أبعاد كثيرة.
البعد الأول يعود إلى المبالغة في إظهار الفرح والتكريم للناشئين، هو ما شتت ذهن لاعبي المنتخب الأول، وجعلهم يفكرون بالقدر الذي سيلقونه من التكريم المالي إن هم تأهلوا، وكأن هم اللاعبين وانشغالهم كان محصوراً في هذه الجزئية التي نبهنا منها عندما انتقدنا المبالغة بتكريم الناشئين، نظراً لجوانبه السلبية.
البعد الثاني يعود للمدرب الإثيوبي امبراتو، والذي يقدم له الاتحاد كل سبل الدعم والرعاية، ومع هذا يظهر فشلاً كبيراً خاصة في النواحي التكتيكية، فيما المدرب السوري محمد ختام الذي لم يهتم به الاتحاد حتى من ناحية توقيع عقد رسمي معه، أظهر مهارة فنية كبيرة.. ويبدو بأن امبراتوا هو المدلل لدى الاتحاد، لهذا فإن أي نتيجة لن تكون عواقبها وخيمة عليه، وأقصى شيء سيتم تحويله لتدريب إحدى الفئات السنية.
البعد الثالث وطني، فالناشئون تجرعوا الويلات حتى يلتحقوا بالتصفيات، كما ولد لديهم منعهم من مغادرة وطنهم بالطائرة الوطنية حافزاً للتأهل، فيما الراحة التي يعيشها المنتخب الأول وتواجده باستمرار خارج وطنه، لم تجن منه الكرة اليمنية أي شيء حتى الآن.
البعد الرابع إداري، فبعض إداريي الاتحاد نسبوا تأهل الناشئين لقيادة الاتحاد، وكأن اللاعبين لم يقدموا شيئاً، ومن نفس الباب وتحقيقاً للعدالة عليهم نسب إخفاق المنتخب الأول وضياع فرصة التأهل كمتصدر لقيادة الاتحاد أيضاً.. وإلا فهم مجرد عازفون بارعون فقط.
البعد الخامس إعلامي، فحتى قناتا اليمن وعدن من الرياض، لم تبثا لقاء منتخبنا بالفلبين، وكأن هذا المنتخب لا يمثل اليمن.. ووحدها قناة اليمن من اليمن هي من نقلت المباراة، وهذا يدل على النظرة القاصرة من جهة تدعي أن المنتخب يمثلها، فيما هي تعزف حتى عن نقل مبارياته.
البعد السادس عاطفي، فكلنا عندما تأهل الناشئون لم نترك شيئاً جميلاً لم نقله فيه، وعندما أخفق الكبار أيضاً لم نترك شيئاً من النقد الجارح لم نقله.. ولو عكسنا الأمر وفشل الناشئون وتأهل الكبار، لكنا أعطينا الأموال والمديح للكبار، ورمينا بالناشئين في أقرب فرن يحترق فيه.
البعد السابع يتمثل في تبني النجاح والتهرب من الفشل، ولو تابعنا الأحداث، لوجدنا أن نجاح الناشئين ظهر له آباء من كل مكان، فيما إخفاق الكبار لم يجد حتى أباً واحداً يقول: أنا المتسبب في ذلك .
كل تلك الأبعاد وغيرها تفسر تعاطينا مع كل نجاح يتحقق أو إخفاق يحدث.. وهذا دليل واضح على أننا ما زلنا بعيدين جداً عن التقييم الفني والموضوعي، فأحياناً يكون الفشل لصعوبة المرحلة، فيما يكون النجاح نتيجة سهولة المرحلة الأخرى.
نتمنى للمنتخب الأول تعويض إخفاقه بعد التفريط بنتيجتي اللقاءين الآخرين من أجل التمسك بفرصة التأهل كمنتخب ثانٍ.. ولو حدث هذا بإذن الله، سنجد كل من ابتلع لسانه اليوم يعزف أجمل الألحان حينها…أولئك هم فريق الزفة .
نبارك للزميل محمد الأموي اختياره منسقا إعلاميا لمنتخب الشباب، ونتمنى له وللاعبين والجهازين الفني والإداري كل التوفيق.

قد يعجبك ايضا