مجزرة الصالة الكبرى.. جريمة حرب مكتملة الأركان..

*ماذا قال العالم وقتها عن الجنون السعودي؟
99 شبكة وتحالفاً ومنظمة حقوقية من 14 دولة عربية اعتبروا المجزرة جريمة حرب وانتهاكاً للإنسانية
حاشد مزقر
توالت ردود الأفعال الدولية تجاه مجزرة العدوان السعودي التي ارتكبها بحق المواطنين في الصالة الكبرى بصنعاء والتي أدت إلى استشهاد العشرات وجرح المئات ..وكانت ردود الأفعال منذ الوهلة الأولى لوقوع المجزرة غاضبة في اليوم الأول الموافق السبت 9 اكتوبر 2016م يوم وقوع المجزرة وكذلك يوم الأحد ثاني أيام القصف، حيث استنكرت بشدة منظمات عربية ودولية إلى جانب إدانات العديد من الدول هذه الجريمة البشعة التي تجاوزت كل المواثيق والقيم الإنسانية.. وزادت وتيرة ردود الأفعال بعد يوم 15 اكتوبر 2016م وهو اليوم الذي اعترفت فيه السعودية بارتكاب المجزرة البشعة..
في ذكرى المجزرة ..نستعيد طبيعة ردود الأفعال التي صدرت من المنظمات الدولية والدول تجاهها.. ويبقى السؤال ماذا بعد الإدانات ونحن نحيي ذكراها الأولى ..؟نتابع:
ثاني أيام مجزرة الصالة الكبرى خرجت منظمة الأمم المتحدة عن صمتها و قال بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إن التقارير الأولية بشأن الهجوم على مجلس العزاء بصنعاء، تشير إلى “مسؤولية” التحالف العربي عنه، في الوقت الذي طالب فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم. وأضاف “كي مون”، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، يوم الاثنين، أي بعد القصف بيومين: “ تشير التقارير الأولية إلى أن ما وقع بمجلس العزاء كان هجوماً لقوات التحالف” واعتبره “هجوماً وحشياً على المدنيين وانتهاكاً مشيناً للقانون الإنساني الدولي. كان مركزا اجتماعيا معروفا من الجميع، مكتظا بالناس، بالعائلات والأطفال وأيضا قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد: “ينبغي فعل كل شيء من أجل إحالة مرتكبي هذه الهجمات الشنيعة إلى القضاء… ولقد تأثرنا جميعا لكون هذه الهجمات وقعت في وقت تم فيه تحقيق تقدم مهم إثر مفاوضات طويلة، وفي وقت كنا نتفاوض على اتفاق دائم”.
فيما قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بإرسال رسالة احتجاجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة معرباً عن غضب واستنكار إيران بشدة للغارة الجوية السعودية المروعة والمأساوية التي استهدفت مجلس عزاء في صنعاء وأعربت إيطاليا في يوم الأحد 9 أكتوبر 2016م بأن الهجوم الذي استهدف مجلس عزاء في صنعاء هجوم وحشي، ونقل التلفزيون الحكومي عن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي،باولو جينتيلوني، القول: إن “إيطاليا تدين بشدة القصف الذي طال مجلساً للعزاء في صنعاء”، مضيفاً: إن تصعيد الهجمات العسكرية على المدنيين “أمر غير مقبول”..
وعبرت فرنسا عن “إدانتها الحازمة” للضربات الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء وطالبت بـ”تحقيق مستقل” لكشف ملابسات هذا القصف وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان: ان فرنسا التي تشعر “بصدمة عميقة، تدين بشدة الهجوم على صنعاء وتطالب بإجراء تحقيق مستقل حوله بهدف تحديد هوية المرتكبين” مشيرا إلى ان “هذه المجزرة تؤكد مجددا الضرورة الملحة لإيجاد حل سياسي يضع حدا للحرب في اليمن”.
فيما زار السفير الروسي في اليمن أوليغ ديريموف، الاثنين 10 أكتوبر 2016م، موقع الحادث وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن “أحر تعازيها لذوي ضحايا الهجوم” مشيرة إلى أن “مثل هذا الهجوم، الذي أدى إلى سقوط هذا العدد من الضحايا بين المدنيين الأبرياء، يثير امتعاضا وإدانة”، مشددة على أنه لا بد من “إجراء تحقيق أدق وأكثر موضوعية” في الحادث و”معاقبة منفذيه بصورة مناسبة وشديدة”.
وأدان وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون في بيان له، “الهجوم الذي استهدف قاعة عزاء في صنعاء”. مضيفا إن “على التحالف الذي تقوده السعودية أن يفي الآن بالتزاماته في إجراء تحقيق” وتابع الوزير: إن “كندا تدعو جميع الأطراف في اليمن إلى تجنب التصعيد في العنف نتيجة هذه الحادثة” داعيا إياهم في المقابل إلى “احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، والانخراط في حوار سياسي ووقف دائم للأعمال العدائية بهدف الحد من الخسائر المأساوية في أرواح المدنيين”..
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله،: “إن الهجوم الذي راح ضحيته مئات القتلى والجرحى في اليمن، كان متوقعا”، مشيرًا إلى أنه “يجب إدانة هذه المجزرة على حد وصفه بأعلى الأصوات”. وأضاف نصر الله في كلمة ألقاها في “المجلس العاشورائى المركزي”، في الضاحية الجنوبية لبيروت: “يجب أن نتوقف أمام الحادث المهول الاستثنائي والخطير الذي حصل في مدينة صنعاء” مضيفا إن “مجزرة اليمن تحتاج منا الى الوقوف الى جانب الشعب المظلوم وكما حصل في السنوات الماضية التي تزامن فيها يوم عاشوراء مع العدوان على غزة”، وقال وزير الخارجية النرويجي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “اعزي أسر ضحايا الهجوم المروع الذي استهدف قاعة عزاء في اليمن وأدعو إلى أن تنتهي هذه الحرب فوراً”.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية العراقية جريمة العدوان العسكري السعودي بقصفه مجلس العزاء في العاصمة صنعاء .. مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة والتي وصفتها بالدموية والشنعاء .
لافتة الى أن ذلك “يمثل استرخاصاً واضحاً لحياة المدنيين الأبرياء”. وطالبت الخارجية العراقية في بيانها “المجتمع الدولي باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحاسبة القائمين على هذا الفعل الهمجي وتقديمهم للعدالة”. وجددت موقف العراق “الرافض لأي تدخل عسكري في اليمن” وتأكيده على ضرورة “دعم كافة جهود الحوار والتسوية بين الأشقاء اليمنيين بعيداً عن لغة السلاح ومنطق الحرب، وبما يحقق الأمن والسلام والكرامة لهذا الشعب الكريم”. كما تقدمت الخارجية في بيانها “بأصدق مشاعر التعازي والمواساة لذوي الضحايا ولعموم الشعب اليمني الشقيق مع التمنيات للجرحى بالشفاء العاجل”.
من جانبه ندد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان بالمجزرة التي ارتكبها طيران العدوان العسكري السعودي بقصفه مجلس العزاء في العاصمة صنعاء وأسفر عن استشهاد أكثر من 140 مواطناً وجرح 540 آخرين . وقال العميد دهقان في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا): إن النظام المتعصب والمتغطرس والعدواني السعودي يواصل جرائمه وأعماله الوحشیة بحق الشعب اليمني والتي لا يمكن التغاضي عنها . وفيما وصف الوزير الإيراني حكام آل سعود بمجرمي الحرب الذين يجب محاكمتهم فوراً، دعا حكومات وشعوب العالم إلی الرد علی هذه الجرائم .. معتبراً أن کل من يسكت علی هذه الأعمال الوحشية شريك فيها.
من جانبها أدانت سوريا بأشد العبارات ” الاعتداء الإجرامي الذي اقترفته آلة القتل السعودية والذي استهدفت فيه بشكل متعمد مجلس عزاء في صنعاء .
مؤكدةً أن هذه الجريمة النكراء تمثل المشهد الأسود الأحدث في الدور التخريبي المشبوه الذي يضطلع به النظام الوهابي السعودي ضد أبناء الأمة العربية في اليمن والعراق وسوريا وغيرها بهدف بث الوهن في نفوسهم وتدمير بنية الدول العربية خدمة للمخطط الأمريكي الإسرائيلي لفرض هيمنته على المنطقة”.
المنظمات العربية
ومن المنظمات العربية منتدى البحرين لحقوق الإنسان ومنظمة سلام للديمقراطية وحقوق ومعهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان والمنظمة البحرينية الألمانية لحقوق الإنسان والديمقراطية جميعها أدانت المجزرة البشعة بالصالة الكبرى في صنعاء في اليمن يوم 9 اكتوبر 2016م أثناء إقامة مجلس عزاء، ودعت المنظمات إلى تقديم المتورطين بارتكاب هذه الجريمة الى العدالة الدولية والتي وقع ضحيتها المئات حيث تشكل جريمة حرب وانتهاكا فاضحا للقانون الإنساني الدولي.
مطالبة الأمم المتحدة بالسعي الجاد لوقف الحرب في اليمن، كما أيدت الفقرة الخاصة من قرار مجلس حقوق الإنسان في دورته الأخيرة قبل وقوع هذه الجريمة والتي تنص على تحقيق دولي في الانتهاكات الحاصلة والتي أغلب ضحاياها من المدنيين ومن ثم نشر لائحة بأسماء كبار مجرمي الحرب المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قوات التحالف الذي تقوده السعودية وإدراجهم في قائمة العار” كما أدان ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير البحرينية المجزرة الدمويّة التي ارتكبها تحالف العدوان السعوديّ، مؤكدا أنّ هذه الجريمة البشعة تكشف أنّ النظام السعودي قد خسر جميع أوراقه في اليمن وجدّد ائتلاف 14 فبراير دعوته إلى تصنيف النظام السعودي نظامًا إرهابيًّا، والعمل على مختلف المستويات من أجلِ محاصرةِ هذا النظام التكفيري الوهابي، ولجم تحركاته الإرهابيّة التي باتت تهدّد السلم والأمن العالميين.
من جهته، استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان “المجزرة التي استهدفت معزين في صنعاء، وأدت إلى استشهاد وجرح المئات منهم في عمل إرهابي موصوف حصل على مرأى العالم ومسمعه”.
كما أدان الحزب الديمقراطي الشعبي في لبنان المجزرة الوحشية ،معتبراً أنه استمرار للنهج الإجرامي السعودي ضد من يخالف غطرسته منذ القرار الاستعماري بقيام هذا الكيان..واضاف في بيان له “إنها مجزرة لا تشبه إلا المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وشعوبنا العربية منذ زرع هذا الكيان الغاصب أيضا على أرض فلسطين”.
واستنكرت “حركة التوحيد الإسلامي” في لبنان “الجريمة المروعة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي التي استهدفت بغاراتها صالة عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى”..واعتبرت في بيان أنه “كان الاجدر بهذا التحالف العربي أن يكون ضد العدو الصهيوني لإنقاذ فلسطين وتحريرها، وتخليص الشعب الفلسطيني المظلوم من نير العدو الصهيوني الغاشم وطغيانه”
إلى ذلك، أدان التيار الشعبي التونسي المجزرة السعودية في اليمن، داعياً أحرار العالم إلى وضع حد لهذه الحرب العبثية.
إلى ذلك أدانت رابطة أبناء السودان في اليمن استهداف طيران العدوان لمجلس العزاء. وقالت الرابطة في بيان صادر عنها : إن “الجريمة غير مستغربة على آل سعود ومن تحالف معهم لأنها ليست الجريمة الأولى لهذا العدوان فاستهداف الشعب اليمني صار يمثل أولوية لهذه الأسرة وحلفائها بعد أن فشلوا في مواجهته في الميادين ” . وأدان البيان صمت وتواطؤ جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذين صاروا أدوات يحركها آل سعود بحسب تعبيره ، مؤكداً أن هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من العقاب .
من جانبه عبر التيار الشعبي التونسي عن إدانته للمجزرة السعودية في اليمن . ودعا التيار التونسي أحرار العالم إلى وضع حد لهذه الحرب العبثية ..
وعبرت حركة (أمل) اللبنانية عن استنكارها للقصف غير المبرر للعدوان السعودي لمجلس العزاء بصنعاء. وقالت الحركة في بيان لها : ان الحركة تستنكر “الاستهداف غير المبرر لخيمة عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، وأدى الى استشهاد وجرح مئات المؤمنين الأبرياء في أيام شهر محرم الحرام الذي حرص الدين الإسلامي على أن يكون شهر سلام”. ودعت الحركة في بيانها الى “وقف نزيف الدم الذي لا يؤدي إلا إلى مزيد من التأزم والاحتقان، في حين ان المطلوب هو العودة إلى الحوار بين الدول العربية والإسلامية والبحث الجدي عن حلول سياسية تنهي الاختلاف والإصرار على الوحدة التي تشكل صمام الأمان في مواجهة التحديات، وبخاصة الإرهاب التكفيري .
إلى ذلك عبرت جبهة التحرير الفلسطينية عن استنكارها للصمت الدولي تجاه مجزرة العدوان السعودي بصالة العزاء بصنعاء ..وقالت الجبهة في بيان لها : ان الشعب اليمني الشقيق الذي عرفناه بالوقوف الى جانب فلسطين وناضل في صفوف الفصائل الفلسطينية من اجل استعادة أرضه، ووقف الى جانب المقاومة في لبنان وسوريا، سينتصر على حرب الإبادة التي يشنونها عليه”. واعتبر عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة “ان صمت المجتمع الدولي الذي لا يكف عن العويل وذرف الدموع يومياً على الجماعات التكفيرية في سوريا هو شريك في الدم اليمني المسفوك، والدمار المتواصل هناك”. وشدد الجمعة على “ان هذه المجزرة بحق الشعب اليمني الشقيق ستزيده صموداً وصبراً وتحدياً .
وأدان الحزب الشيوعي الفلسطيني المجزرة البشعة التي ارتكبها طيران تحالف العدوان ضد الشعب اليمني الشقيق، وذلك باستهداف قاعة العزاء الكبرى في صنعاء واستكمل الطيران جريمته البشعة من خلال استهداف سيارات الإسعاف والمسعفين، مما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. وقال الحزب، في بيان له : إن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان ضد الشعب اليمني تدل على النزعة الشوفنية التي أصبحت سمة النظام السعودي الفاشي في استهداف المدنيين الأبرياء في اليمن، وتدل أيضا على المأزق الذي وصل إليه هذا النظام في عدم قدرته على تحقيق أي من أهدافه العدوانية ضد اليمن وشعبه العريق. ودعا الحزب الشيوعي الفلسطيني لأوسع حملة تضامن دولية وشعبية مع الشعب اليمني الذي يواجه أعتى الأنظمة الرجعية في المنطقة والمتحالفة مع الامبريالية والصهيونية العالمية . كما دعا لمحاسبة النظام السعودي على جرائمه بحق اليمنيين وشعوب المنطقة والتي أدت وما زالت تؤدي الى سقوط آلاف الأبرياء يومياً في اليمن وسوريا والعراق. وطالب الحزب الشيوعي الفلسطيني المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالاضطلاع بمسؤولياتها في إدانة هذه الجريمة النكراء والعمل من أجل فك الحصار الجوي والبحري على شعب اليمن من أجل السماح بوصول المساعدات الطبية والغذائية إلى أبناء الشعب اليمني وعدم الرضوخ لتحالف العدوان الذي يمنع وصول أي من هذه المساعدات. وقال الحزب: إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني على ثقة تامة بقدرة شعب اليمن في الصمود وتحقيق الانتصار ضد قوى العدوان التي تستهدف اليمن وشعبه ومقدراته مهما تعاظمت التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب اليمني في سبيل الكرامة والحرية. المجد والخلود للشهداء الشفاء العاجل للجرحى والنصر حليف المضطهدين .
كما أدانت 99 شبكة وتحالفاً ومنظمة حقوقية من 14 دولة عربية الجريمة التي إرتكبها طيران العدوان بقيادة السعودية مراسم عزاء بالعاصمة صنعاء مطالبة بإيقاف العدوان على اليمن وفك الحصار والنقل الفوري للجرحى للعلاج في الخارج واستنكرت هذه المنظمات بأشد عبارات الاستهجان والاستنكار المجزرة المروعة الأخيرة التي ارتكبها طيران العدوان والاستهداف المتكرر لمدنيين كانوا يقومون بواجب العزاء الاجتماعي في قاعة كبرى في العاصمة اليمنية صنعاء عصر السبت 9 اكتوبر 2016م.
وقالت في بيان صادر عنها “تعد هذه المجزرة التي قتلت وجرحت المئات من المواطنين هي بكل معنى الكلمة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وحلقة من مسلسل رهيب من المجازر قارب الـ 300 مجزرة إرتكبها العدوان السعودي بحق الشعب اليمني منذ 26 مارس 2015م”.. وأشار البيان إلى أن العدوان استهدف كل شيء في محافظات ومدن عديدة من صالات الأعراس والمدن والأسواق ومنازل المواطنين والأحياء السكنية ومستشفيات وعيادات صحية ومدارس ومعامل لتعبئة المياه ومزارع وجسور ومقابر ومواقع أثرية ومبان حكومية وغيرها من مختلف قطاعات البنية التحتية شملت مختلف محافظات اليمن وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني “.
وأكد البيان أنه ما كان لهذه المجزرة المروعة وما سبقتها من مجازر بشعة أن ترتكب بمعزل عن الصمت والتواطؤ المصلحي المالي والسياسي من قبل المتنفذين في المنظمات الدولية والمجتمع الدولي من تجار وموردي الأسلحة، أصحاب الكيل بمكيالين حيال حقوق الشعوب وحقوق الإنسان، وهو ما يتنافى مع واجبها القانوني والأخلاقي وأسهم في جعل قادة العدوان على اليمن يفلتون من العقاب حتى اللحظة.
ودعت الشبكات والمنظمات، الأمم المتحدة وخاصة المفوضية السامية لحقوق الإنسان الى تحمل مسؤوليتها إزاء تلك الإنتهاكات الممنهجة التي يرتكبها العدوان السعودي بحق الشعب اليمني وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة عاجلة للتحقيق في هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي استهدفت مدنيين .
وأكدت أن هذه الجرائم والمجازر، التي تعد تحدياً سافراً للإرادة الدولية والتي تنتهك بأبشع ما يمكن القانون الدولي الإنساني، تستدعي مضاعفة الجهود المبذولة لإيقاف العدوان على اليمن وفك الحصار عنه وتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية والحد من سفك الدم اليمني وضمان حق هذا الشعب في حياة حرة كريمة واختيار مستقبله دون وصاية أو تدخل.
وطالب البيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية والعربية بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية ومواد الإسعاف بصورة عاجلة ونقل الجرحى للعلاج في الخارج.
هذا وأدانت جماعة علماء العراق بأشد العبارات المجزرة الدموية التي ارتكبها العدوان السعودي ضد المدنيين في اليمن حيث قال رئيس الجماعة الشيخ خالد الملا: لا بد من موقف صادق من علماء المسلمين تجاه مجزرة صالة العزاء في صنعاء.
المنظمات الدولية : صدمة وغضب
أدان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك الجريمة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي واستهدف صالة عزاء في العاصمة صنعاء مكتظة بالمواطنين.
وقال في تصريحات صحافيه :أدين وبشكل صريح هذا الهجوم المروع الذي حدث في صنعاء.
وأضاف :لقد اصيب المجتمع والناشطون في مجال الإنساني بالصدمة والغضب، جراء الغارات التي استهدفت الصالة الكبرى الخاصة بالمناسبات الاجتماعية السبت، حيث كان يؤمها مئات المعزين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء..ودعا منسق الشؤون الإنسانية في اليمن الى إجراء تحقيق فوري في الجريمة، وضرورة إيقاف العنف ضد المدنيين في اليمن.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الذخيرة المستخدمة في الصالة الكبرى كانت القنبلة الموجهة بالليزر جي بي يو-12 بايفواي 2أمريكية الصنع..وقالت المنظمة: هذه الجريمة فاقمت الوضع الإنساني في اليمني وكشفت عن جرائم حرب جديدة بحق المدنيين ولفت بيان المنظمة إلى ان هذه الجريمة هي الأبشع بعد قصف سكان مدينة المخا العام الماضي.
إلى ذلك أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف “مقتل عشرات المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء نتيجة عدة هجمات طالت مجلس عزاء حضره المئات”. وقال مدير اللجنة الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط، روبير مارديني ، في بيان لها الأحد “ بعد يوم من القصف: نحن نستنكر وقوع هذه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين”. وأضاف” لقد دفع المدنيون في اليمن بالفعل ثمنًا باهظًا على مدار العام ونصف العام المنصرم”.
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي الى تحديد المسؤولين عن الهجوم المروع على الصالة الكبرى بصنعاء ومحاسبتهم وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له : إنّ “تكلفة الحرب في اليمن بلغت حداً لا يطاق”، مشيراً إلى “الهجوم المروع الذي استهدف مجلس عزاء، وتسبب بخسائر فادحة في الأرواح بين المشاركين في العزاء وأفراد الأسرة”. ودعا، في بيانه الذي نشر الأحد 10 اكتوبر 2016م ، إلى “تحديد المسؤولين عن الهجوم ومحاسبتهم” ، وأكد أنه يتعين على الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة العمل على وضع حد للحرب دون تأخير”.
منظمة أوكسفام العالمية أدانت الغارات الجوية التي استهدفت مجلسا للعزاء وقتلت وجرحت مئات الأشخاص وفق مكتبها في صنعاء ووصف مدير مكتب منظمة اوكسفام سجاد محمد سجاد في اليمن جريمة العدوان باستهداف العزاء في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء “بالمذبحة”..وقال في تصريحات صحافية : “ما حدث هو مذبحة ضد مدنيين كانوا قد تجمعوا في صالة للعزاء”.
وأضاف: “يأتي هذا الفعل للقتل الشنيع في ظل غياب أي هدف عسكري واضح ..ودعا مدير مكتب اوكسفام في صنعاء الى وضع حد لإراقة الدماء والتوصل الى حل سياسي.
ومن جنيف أدان المجلس السياسي للمعارضة المصرية العدوان الإجرامي السعودي الذي خلف حصيلة أولية بلغت 656 شهيدا وجريحا..واعتبر المجلس السياسي للمعارضة المصرية هذه المجزرة التي ارتكبها الطيران السعودي هي الأكبر والأعنف وتعد إحدى جرائم النظام السعودي الذي يستبيح دماء الشعب اليمني.
وأدان البيان صمت الانظمة والحكومات العربية على جرائم النظام الإرهابي السعودي معلنا موقفه الواضح والداعم للشعب اليمني..ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ الشعب اليمني من همجية ال سعود.
منظمة (مناهضة بيع الأسلحة )
كشفت صحيفة «ذي إندبندنت» عن معلومات جديدة تفيد بانتهاك «التحالف» السعودي في اليمن للقوانين الدولية، وتدين حكومة لندن لجهة موقفها من هذه القضية..واستندت الصحيفة إلى تقارير أممية،ووثائق حصلت عليها بعض المنظمات الحقوقية، للجزم بأن الغارة الجوية التي شنها «التحالف» على إحدى قاعات العزاء لم تكن مبررة، وأنها تشكل انتهاكاً لأحكام القانون الدولي.
وفي هذا الإطار، استغربت الصحيفة مواصلة الحكومة البريطانية مد الرياض بالأسلحة بعد الغارة التي استهدفت العاصمة صنعاء أواخر العام الماضي، حيث بلغت قيمة مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية خلال الأشهر الستة التي تلت الغارة، حوالي 283 مليون جنيه إسترليني، لافتة إلى إيعاز وزير الخارجية بوريس جونسون، لنظيره ليام فوكس، وزير التجارة، بالموافقة على 4 طلبات ترخيص لبيع معدات عسكرية لحساب سلاح الجو السعودي، وهي معدات «يمكن استخدامها في (حرب) اليمن»، وفق الصحيفة.
وتظهر البيانات التي جمعتها حملة منظمة «مناهضة بيع الأسلحة»، أنه في الفترة الممتدة بين 8 أكتوبر الفائت، وهو تاريخ الغارة على مجلس العزاء في صنعاء التي أسفرت عن سقوط “140 قتيلاً” حسب تعبيرها، وحتى نهاية مارس من العام الجاري، قامت حكومة لندن بمنح تراخيص لصفقات أسلحة مع الرياض، تشمل مكونات طائرات حربية بقيمة 263 مليون دولار، وقنابل وصواريخ بقيمة لا تقل عن 4 ملايين جنيه إسترليني.
وفي سياق متصل، وبحسب ما أفادت وزيرة خارجية حكومة الظل البريطانية، إميلي ثورنبيري، للصحيفة، فإن «حزب العمال» الذي تمثله كان يدعو على الدوام إلى وقف بيع الأسلحة للسعوديين، موضحة أن التحقيقات التي تجريها الأمم المتحدة باتت تحدد بوضوح حقيقة انتهاكات القانون الدولي الإنساني في حرب اليمن..وزادت إن حكومة بلادها مطالبة اليوم، ومن «منطلق واجباتها الأخلاقية والقانونية»، بتأكيد عدم ضلوعها بجرائم الحرب المرتكبة في ذلك البلد، لا سيما وأن لندن «تتعمد دفن رأسها في الرمال في الوقت الذي يعاني في الشعب اليمني»، في إشارة إلى الحملة الجوية التي تقودها السعودية داخل حدود جارها الجنوبي.

قد يعجبك ايضا