وجه اليمن السياحي الجديد

عبد الوهاب شمهان

 

ويمضي العدوان في قصف الجمهورية اليمنية بحرا وجوا وبرا بل ويشدد الحصار ويتمادى في منع دخول المواد الغذائية حتى أنه بدأ في منع سفن القمح من الدخول إلى ميناء الحديدة وإعادتها إلى موانئ أخرى إمعانا في محاولة إذلال الشعب اليماني من خلال ممارسة سياسة التجويع التي لم تمارس على أي شعب سوى الشعب العراقي واليماني العراق الذي أراد الخروج عن نطاق السيطرة والتحكم الدولي السائد في قرارات الأمم والبلدان والسعي بجد نحو امتلاك القرار والسيادة الوطنية واليمن التي سعت نحو امتلاك قرارها والخروج من دائرة الوصاية الدولية والإقليمية يلحقها الغضب الذي لحق بالعراق وسوريا وتعرضت للعدوان المستمر حتى الساعة التي نحن فيها .وهاهو الشعب اليماني في أعياده المتواصلة يؤكد للعالم من خلال حشوده المستمرة أنه لن يتراجع عن أهدافه في تحقيق الدولة المدنية القائمة على العدل والمساواة البعيدة عن المذهبية والطائفية العاملة من أجل مصلحة ومنفعة الشعب بعمومه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا .
إن العدوان يبحث اليوم عن مخرج ولأن هذا المخرج يتطلب الشجاعة في اتخاذ القرار يظل الوصول إليه صعبا وخاصة في ظل استمرار المعارك والحرب الضارية المدمرة للبنى التحتية والمساكن وقتل النساء والأطفال وسلبها لأموال دول النفط وهي الخسارة الكبرى لدول الخليج والنفط وما لا يمكن اخفاؤه .
إن بلدنا يمتلك الإنسان الذي يشكل الثروة الحقيقية القادر على فرض إرادته عبر دعواته المستمرة للسلم والسلام لا الاستسلام ومعه الشعوب والأصوات والأقلام الحرة في هذا العالم ؛ شعبنا من فرض عليه القتال تحت ذريعة الوجود الإيراني الذي لا وجود له على أرض الواقع كقوة اقتصادية أو عسكرية أو دينية، شعبنا المعتز بوجوده الطبيعي المعلوم وهو الكيان الجمهوري الوحدوي اليماني الحر المستقل لا يقبل الوصاية أيا كانت وتحت أي صفة من أي دولة أو كيان أو تحت المسمى الدولي والبند السابع أو غيره من القرارات التي لم تحترم الشعب اليماني ووجوده كشعب له دولة حرة مستقلة وله حق اختيار حكامه ونظامه واستراتيجيته في التنمية واستغلال موارده الطبيعية .
ولا شك أن السياحة أحد عناصر التنمية التي تعتمد على الإنسان والطبيعة التي وهبها الله لليمن ووصفها بالأرض الطيبة وهي العامل الرئيسي في مقومات الحياة السياحية إضافة إلى كونها أحد أهم مراكز الحضارة والتراث الإنساني في العالم وما تمتلك من جزر وموقع استراتيجي يجعلها من أهم المقاصد السياحية العالمية إن منحت فرصة العمل والاستقرار وحرية البناء دون فرض ووصاية وتمت مساعدتها لإزالة أضرار التدمير المتعمد بإصرار على اعتماد القوة غير المتكافئة والمقصود منها التدمير للتدمير .
إن الجزر اليمنية العديدة المحتلة والواقعة تحت الحصار والعدوان المستمر تشكل الثروة الأساس للنشاط السياحي والعامل الرئيسي في عملية النهضة والخروج من دائرة الصراع والمجاعة والتحرر من الاعتماد على المساعدات والابتعاد كليا عن فجوة الخلاف المصطنعة التي تتخذ كأحد مبررات العدوان ويتحدث عنها العالم باعتبارها إحدى نتائج المجاعة والفشل والإرهاب وما تلك إلا من صنائع دول الاستكبار العالمي التي تتحمل كافة المسؤولية عنها وعن أي أضرار لحقت بالشعب اليمني وأراضيه ووحدته .
الشعب اليمني ليس من هواة الحرب والعدوان لكنه مدافعاً أصيلاً عن أرضه وسيادته وهو كيان واحد لا يتحمل التجزئة التي تجعله في صراع دائم بل يسعى إلى كيان دولة مدنية كاملة البنيان وبتوافق داخلي يخدم المصلحة العامة وليس المصالح الفردية أو الشخصية. إنه بلد السياحة في المستقبل القريب والوجه السياحي الجديد تحت مظلة السيادة الوطنية الحرة والدولة الحقة التي تخدم مصالح الشعب وتحافظ على الأرض وتمنح الحرية للإنسان وتسعى لرقي اليمن وازدهاره إنه الحلم اليماني الممتد مع امتداد السنوات والحلم العظيم المنتظر تحقيقه والذي يجعلنا نتفاءل هو توافق القيادة اليمنية في السيطرة على كل جنوح نحو الاختلاف تحقيقا لوحدة الجبهة الداخلية وتلاحمها ضد العدوان والتوجه الصريح نحو البناء الداخلي أولا متخذا أسلوب الخطوة خطوة ومتابعة الأداء إن شاء الله واستقامة العاملين واعتماد الشريعة والقوانين أساسا للحكم وتحقيق العدالة بين المواطنين فإن صح ونضج هذا التوجه وتوافقت الأطراف فاليمن إلى خير بإذن الله .

قد يعجبك ايضا