نائب رئيس الوزراء: اهتمامنا بالمحصول سيمكننا من معرفة الصعوبات التي تواجه زراعة وإنتاج وتصدير البن

الثورة/ جمال الظاهري

نظمت وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع وزارة الزراعة والري, والنادي اليمني للتنسيق مع دول البريكس أمس بفندق تاج سبأ بصنعاء (مهرجان البن اليمني) بمناسبة اليوم العالمي للقهوة (البن).
هدف المهرجان إلى إيجاد استراتيجية وطنية اقتصادية لرفع إنتاجية البن وتنمية صادراته للمساهمة في توفير فرص عمل وجذب استثمارات جديدة لرفع الناتج المحلي والإسهام في التنمية المستدامة.
الفعالية حضرها نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الدكتور حسين عبد الله مقبولى الاهدل وألقى كلمة أكد فيها أن اليمن تشارك بقية دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للبن بهدف تحسين إنتاجنا من محصول البن وزيادة الصادرات منه, وتحقيق مردود مجز للمزارعين اليمنيين.
وقال: إن اهتمامنا بهذا المحصول سيمكننا من معرفة الصعوبات التي تواجه زراعة وإنتاج وتصدير محصول البن.
واستعرض الدكتور الأهدل تاريخ اليمن مع البن, حيث قائل: تعتبر بلادنا واحدة من أهم البلدان المنتجة للمحصول عبر التاريخ الممتد إلى القرون الوسطى, وأن محصول شجرة البن حينها كان من أهم السلع التجارية في القرن السابع عشر, وأن إنتاج بلادنا غطى كافة الاحتياجات العالمية, وأن أوروبا كانت السوق الرئيسية له, وأن سعره وصل إلى ثلاثة أضعاف المتداول حينها.
وقال: إن بلادنا كانت تعتمد بشكل كبير على العائدات التي تجنيها من صادرات البن, حيث كانت ضريبة البن تتراوح من 20 إلى 30% من قيمة البن المصدر ما جعل هذه الصادرات الرافد الأكبر للاقتصاد حينها وأحد أهم عوامل ازدهار اليمن.
وأردف: أن اليمن كانت وما تزال تعتمد على الطرق التقليدية في إنتاج البن, ومع هذا فقد صدرت في القرن السابع عشر 20 ألف طن, وبالمقابل تناقص إنتاج بلادنا إلى أن وصلت نسبة ما تصدره اليمن حالياً إلى أقل من 1% من إجمالي الصادرات العالمية للبن.
ودعا وزارة الزراعة والري إلى بذل المزيد من الجهد من حيث توزيع شتلات البن على المزارعين وتقديم الخدمات الإرشادية وكيفية العناية بالشجرة والتوسع في زراعتها في المناطق المناسبة, وحث وزارتي الزراعة والصناعة على توجيه المزارعين في ما يخص عمليات ما بعد الحصاد من اجل حصولهم على الأسعار المجزية.
ووجه الجهات المختصة بعمل الضوابط ومنع الغش ومحاسبة أي مستورد للبن يقوم بالاستيراد ومن ثم التصدير للبن على انه بن يمني لما لذلك من اثر سلبي على سمعة ومكانة البن اليمني.
كما دعا القطاع الخاص والجهات ذات العلاقة لحضور ورشة عمل في رئاسة الوزراء من أجل وضع خارطة طريق لزيادة الإنتاج ورفع نسبة التصدير مطلع الأسبوع المقبل, مختتما بالشكر لكل من نظم ورعى وساهم في إنجاح الفعالية.
بدوره وكيل أول وزارة الصناعة .. محمد أحمد الهاشمي شدد على ضرورة تشكيل غرف مشتركة من الجهات ذات العلاقة لإيجاد أسواق للمنتجات اليمنية, وعلى أهمية الشراكة بين الجهات الحكومية المعنية والمنظمات العاملة في المجالات الإنمائية والاقتصادية من اجل رفع إنتاجية البن وتنمية صادراته للمساهمة في توفير فرص عمل وجذب استثمارات جديدة لرفع الناتج المحلي من محصول البن وبما يسهم في التنمية المستدامة.
ودعا الوكيل الهاشمي المعنيين لتقديم الحلول الواقعية والعملية وتشكيل غرف مشتركة وإيجاد أسواق للمنتج لما للبن اليمني من قيمة ومردود اقتصادي كبير عبر لجنة وطنية تعنى بذلك.
وفي المهرجان الذي حضره مستشار الرئاسة الدكتورعبدالعزيز الترب ووزير الثروة السمكية محمد الزبيري ونائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد الحوالي، أكد وكيل وزارة الزراعة لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس علي الفضيل أن الوزارة تسعى من أجل زيادة شتلات البن وتقدم الخدمات الإرشادية للمزارعين وتشجعهم على التوسع في زراعة البن وإحلاله بديلاً عن أشجار القات’ وأنها قد نجحت في توزيع مئات الآلاف من شتلات البن وأن التوزيع شمل 15 محافظة
وأردف أن الإنتاجية لا تزال متدنية على مستوى الوحدة الإنتاجية للمساحة البالغة (500) كجم للهكتار وأن الإنتاج الكلي للبن يتراوح بين 20 و 24 طنا سنويا, وأن عدد شجيرات البن يتجاوز (60) مليون شجرة موزعة على مساحة 38 ألف هكتار”..
فيما قدم وكيل قطاع التجارة الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة محمد يحيى محمود عرضاً موجزا عن تاريخ زراعة البن في اليمن وطرق انتقاله إلى دول أخرى عبر ميناء المخا التاريخي, وبدايات زراعة شجرة البن وشرب القهوة وانتشارها إلى بقية بلدان العالم وبالاخض أوروبا التي اشتهر من خلالها المسمى المتداول (موكا) نسبة إلى ميناء المخا التاريخي
وفي نهاية الفعالية تحدث رئيس النادي اليمني للتنسيق مع دول البريكس علي أحمد إسحاق عن أهمية المهرجان في تحديد الخلل والمعالجات المتاحة من أجل زيادة الانتاج وتحسينه, وعن أهمية إنشاء معمل سلعي متخصص للبن اليمني إعدادا وتعبئة وفق مواصفات ومقاييس الجودة العالمية, وإصدار شهادات رسمية كي نحصل على علامة تجارية عالمية تخص البن اليمني.
وعن تنظيم المهرجان قال إنه فرصة لإبراز دور القطاع الخاص اليمني وجهوده في الإنتاج والتسويق والتصدير لمحصول البن الذي كان النافذة الأهم للتعريف باليمن وحضارته وبداياته في التجارة الدولية.
وقبل الختام قدم عدد من المختصين أوراق عمل حول شجرة البن ومحصولها الورقة الأولى “البن في اليمن” قدمها مستشار كاك بنك المهندس عبد الملك الثور, والورقة الثانية بعنوان “الزراعة” للمهندس سمير العتمي من وزارة الزراعة، والورقة الثالثة -التسويق الزراعي- قدمها يحيى الناشري من وزارة الزراعة.
وتناولت ورقتا العمل الرابعة والخامسة تنمية وتطوير زراعة البن وهما مقدمتان من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة ومنظمة التعاون الفني..
حضر الفعالية حشد كبير من المهتمين والمختصين بالشأن الزراعي والصناعي للبن, والمصدرين – تجارا وجمعيات- والإعلاميين, وتخلله توزيع عدد من البروشورات والكتيبات الإرشادية والتثقيفية الخاصة بزراعة وإنتاج البن.
تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا