ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تصيب الإرهاب بمقتل وتستأصل شأفته

> عبدالكافي: تمكن الإرهاب من مفاصل الدولة.. وسفك الدماء بلا ذمة .. وجاء الخلاص في سبتمبر الثورة ونجاح مشهود للجان الثورية في تسيير أمور مؤسسات الدولة واللجان الشعبية في ضبط الأمن

الثورة / محمد أبو سهيل
بلغت جرائم الإرهاب بمختلف أنواعها من مفخخات واغتيالات وعبوات ناسفة واستهداف شخصيات عسكرية وسياسية ومدنية وتقطعات مداها الكبير والخطير منذ العام 2011 وحتى نهاية العام 2014م ووصلت ضراوة ودموية إلى وسط العاصمة صنعاء ، ولقي الإرهابيون في العاصمة صنعاء واغلب محافظات الجمهورية أرضاً خصبة ومرتعاً لتوسيع أنشطتهم وتنفيذ أعمالهم حين وجدوا يداً قوية امتدت لهم من أعلى هرم السلطة، خصوصا بعد سيطرة قيادة الإخوان المسلمين على القرار السياسي والعسكري والأمني، وشهدت اليمن وفقا لمراقبين في تلك الفترة انفلاتاً امنياً غير مسبوق حتى بات اليأس يحيط بالجميع وبات اليمن يئن ليلاً ونهاراً من وطأة الإرهاب وجرائمه التي استهدفت المساجد والمنابر والطرقات والمدارس، في حين أن قادة الإرهاب يتلذذون بالدماء التي تسفك والجرائم التي ترتكب ظنا منها أن تلك الجرائم السبيل في استمرارها على كرسي الحكم والسيطرة على القرار والإرادة السياسية والعسكرية والأمنية، غير أن ذلك لم يدم طويلا وتلك الأماني ليست سوى أضغاث أحلام سرعان ما تلاشت مع صحيان شعبي ، فبعد كل عسر يسر وبعد كل شدة فرج، ذلك ما تمثل في انطلاق شرارة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م ، التي جاءت كرحمة سماوية لهذا الشعب والوطن المجروح.

تحطيم مشاريع الإرهاب
فبعد أن عاث المجرمون فسادا في الأرض لأكثر من عامين استغلوها في هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية كوسيلة لإضعافها وتقديمها لقمة يسهل ابتلاعها للجماعات الإرهابية والمتآمرة ، حطمت ثورة 21 سبتمبر مشاريع الإجرام وأنقذت المجتمع اليمني من بطش الإرهاب، ونسفت مشاريع الوصاية الخارجية، وعملت على معالجة جراح الأجهزة الأمنية التي أثخنتها بها الهيكلة, فقد عملت اللجان الشعبية والثورية على محاربة عناصر الإرهاب التابعة للإخوان المسلمين وتطهير الأرض اليمنية من نجاسة فكرها العفن, كما استطاعت إعادة تفعيل دور أجهزة الأمن عرّفت المنتمين لتلك الأجهزة بحقيقة ما يجري، وبعدالة وصدق القضية التي قامت الثورة من أجلها, فاصطفوا بجانبها للدفاع عن قضية وطنهم.
مناهج مدروسة في جامعات ومعسكرات
كانت العمليات الإرهابية التي تنفذها (القاعدة وداعش) تتم وفق مناهج مدروسة وتدريبات معدة في أكبر مزرعة لتفريخ الإرهاب والإرهابيين، وهي جامعة الإيمان برئاسة الزنداني، إلى جانب منح قيادات الإخوان نفوذاً ومناصب عسكرية وأمنية عليا وفرت غطاءً لتلك العمليات، أبرزها معسكر الفرقة الأولى مدرع بقيادة الفار علي محسن الأحمر، والذي كان مكاناً يتدرب فيه الجنود المنتمون للإخوان على الذبح وتنفيذ عمليات الاغتيال وصناعة العبوات والأحزمة الناسفة وساد الإرهاب معظم محافظات الجمهورية، بعد أن ضرب بدعم من عملاء الخارج أجهزة الأمن والجيش، وأفقد المواطن ثقته بها, ظهر هذا في سلسلة الحوادث الإجرامية التي استهدفت القوات الجوية, وقوات الأمن المركزي، حتى وصلت إلى مبنى وزارة الدفاع، وقيامها بتصفية شخصيات عرفت بولائها للوطن، ومحاربتها مشروع الوصاية الخارجية الذي كان يخطط لاستمراره داخل عدد من السفارات الأجنبية، إلا أن المفاجأة التي أحدثتها اللجنة الثورية واللجان الشعبية بعزمها تخليص محافظات الجمهورية من سرطان الإرهاب الذي نشره الإخوان أربكت حسابات الخارج ومن معه من أدوات داخلية، وجعلتها تنكشف على حقيقتها.

القناع الحقيقي لليدومي
فعندما بدأت اللجان الشعبية تصفية المناطق المجاورة لصعدة من الدواعش والتكفيريين، جن جنون قيادة التجمع اليمني للإصلاح, وفور اقترابها من أحد أهم معسكرات الحزب التي ترعى الإرهاب، ظهر محمد اليدومي، رئيس الحزب، على حقيقته بمنشور له في (فيسبوك)، بشر فيه بظهور الدواعش بعد أن عجزوا عن إيقاف المسيرة القرآنية، وفقا لما أوردته صحيفة (لا)، والتي أكدت أيضا انه بسقوط معسكر حميد القشيبي الذي ارتكب مجازر بشعة بحق أبناء عمران وصعدة, ارتعب الجميع من قوة اللجان الثورية التي زادت بالتفاف أبناء الشعب حولها بعد أن رأوا فيها منقذاً لهم للتحرر من كل مشاريع الوصاية وأدواتها.
تهاوت معاقل الإخوان المسلمين على التوالي بعد معسكر القشيبي، إلى أن وصلت لجان المسيرة إلى جامعة الإيمان، أكبر معاقل الإرهاب التابعة للإصلاح، وكشف أفراد اللجان الشعبية حقيقتها المرعبة, فلم تكن جامعة، بل كانت مصنعاً لتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة التي ظهرت معاملها للجميع في وسائل الإعلام, كما هو حال الفرقة الأولى مدرع.
سياسيون أكدوا أن اليمن ظل يعيش معاناة الإرهاب حتى 21 سبتمبر 2014, وهي السنة التي شهد فيها البلد تحولاً كبيراً على كافة الأصعدة, فثورة الشعب أنقذته من واقع مظلم تجثم فيه الوصاية الخارجية والإرهاب على صدره.
مشيرين إلى أن الثورة انطلقت من صعدة وعينها على صنعاء وبقية المحافظات, صارعت الإرهاب في طريقها، واقتلعت أشواكه التي زرعتها أيدي الوصاية وأذيالها في ربوع اليمن السعيد.
ورأى أبناء الشعب التضحيات التي بذلها الثوار لصرع الإرهاب في محافظة عمران، والتي تكللت بالنجاح, فانتظروا وصولها إليهم بفارغ الصبر, وفي 21 سبتمبر 2014 وصلت إلى العاصمة صنعاء ليلتف الجميع حولها, ودكت معاقل الإرهاب، كما أنقذت ما تبقى من مؤسسات الأمن والجيش من قبضته التي كانت ستفتك بها تماماً تنفيذاً للخطة التي أوكلتها أمريكا إلى أذنابها في اليمن.
وكانت العلاقة بين الثورة والإرهاب عكسية تماماً, فكلما وصلت لجانها الشعبية محافظة يمنية جرّت العناصر الإرهابية أذيالها لتسرع في فرارها، خصوصاً في المناطق التي كانت تشتهر بسيطرتها عليها كمحافظتي أبين والبيضاء.

القضاء على الإرهاب
وتمكنت الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية من القضاء على ظاهرة الإرهاب في المناطق المنتشرة فيها, ولخطورة التهديد الذي شكله ذلك في نجاح مشروع الدول الاستكبارية ظهر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي في وسائل الإعلام مخاطباً الكونجرس الأمريكي وحلفاءه، بأن هناك تهديداً كبيراً شكله الحوثيون حسب قوله على مصالحهم في اليمن والمنطقة بأكملها، وكان هذا قبل العدوان بـ3 أسابيع، خصوصاً وأن الفار هادي وجماعة الإصلاح قدموا استقالتهم بعد انقلابهم على اتفاق السلم والشراكة الذي أنتجته الثورة.
فرّ هادي ومن معه من العملاء من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن التي أعلنوها عاصمة مؤقتة لهم سيمارسون منها مهام العمالة واستكمال المشروع, وأعلنوا صنعاء مدينة محتلة من قبل الرافضين للوصاية، ويجب تحريرها لتعود إلى فناء الوصاية مرة أخرى, وعندما رأت دول الوصاية أن فرار عملائهم لم يجدِ نفعا مع إصرار القائمين بالثورة الشعبية على رفع الوصاية عن الوطن, بادرت بشن عدوانها بقيادة السعودية على اليمن أرضاً وإنساناً، مستخدمة أعتى أنواع الأسلحة وأحدثها، إلا أنهم فشلوا في تركيع الشعب اليمني وإخضاعه لرغباتهم، كونهم لم يجدوا من يقف معهم في المناطق الشمالية, فحاولوا فعل ذلك في المناطق الجنوبية التي احتلتها قواتهم المتمثلة في خليط من المرتزقة مختلفي الجنسيات ومسلحي التنظيمات الإرهابية, وسعوا إلى رسم صورة كاذبة لمشروع عدوانهم الذي خدعوا به أبناء تلك المحافظات بأنه أتى لتحريرهم من الروافض والمجوس، وحدث العكس من ذلك, حيث اختفى الأمن الذي أوجده أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين سماهم المعتدون روافض ومجوساً، قبل أن ينسحبوا من عدن تلبية لرغبة أبنائها المخدوعين, وحلّ بدله الخوف الذي أوجدته تنظيمات العدوان الإرهابية.

تأييد الإخوان للعدوان
ومع إعلان التحالف الأمريكي السعودي عدوانه الهمجي على اليمن في مارس 2015، هرع حزب الإصلاح إلى تأييد ذلك ببيان رسمي له, ما جعل من كانوا يرفضون قيام أنصار الله بتطهير اليمن من شرور هذا الحزب، يؤيدونهم، بل ويندفعون للانضمام إلى اللجان الشعبية بعد أن رأوها في مقدمة المدافعين عن الوطن ضد تحالف الغزاة.
ولم يشك أحد في أن الحزب سيعمل على الزج بالمنتمين له في صفوف مرتزقة العدوان لقتال اليمنيين، وبذل قصارى جهده في ذلك, فقد ظهر هذا للجميع من خلال وسائل إعلام الإصلاح التي لم تخجل من عمالة أفرادها حتى تدعوهم لذلك أمام مرأى ومسمع كافة أبناء الشعب.
ومع الفشل الذي مُني به تحالف العدوان رغم القصف والحصار المستمر منذ أكثر من عامين, عمد الحزب إلى افتعال ثغرات أمنية تزعزع أمن المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، عله يستطيع التمهيد لقوى العدوان لدخولها والسيطرة عليها, إلا أن صحوة أجهزة الأمن واللجان حالت دون حصول ذلك, إذ أحكمت قبضتها على مناطق سيطرتها، ومنعت خلايا الحزب الإجرامية من تحقيق مرادها.

خلايا الإخوان في قبضة الأمن واللجان
وعرض الإعلام الأمني فيلم (الوجه الآخر) الذي يكشف الجانب المغيب لحزب الإصلاح ودوره التخريبي المستمر منذ سنوات، وصولاً إلى دعمه بخلاياه المنتشرة في عموم مناطق الجمهورية، الحرب العدوانية التي يشنها التحالف الأمريكي السعودي على الوطن.
حيث أسقط الفيلم بقية أجزاء القناع المدني الذي ظل يرتديه الحزب نحو 27 عاماً, مخفياً خلفه دوره الكارثي في انتشار وتوسع الإرهاب وتنظيماته في اليمن، على لسان قياداته وأعضائه الذين تم القبض عليهم ضمن خلايا تابعة للعدوان، عملت على رفع الإحداثيات لطيرانه الذي قتل آلافاً من المواطنين الأبرياء, وقبلها نفذت عمليات الاغتيال والتفجيرات التي شهدها الوطن منذ 2011.
وتمثل اعترافات عناصر الخلايا الإرهابية التابعة للحزب في الفيلم، والتي كان على رأسها قيادات فيه مثل الدكتور نصر السلامي، رئيس الدائرة العاشرة، وخالد النهاري مسؤول أحد القطاعات الشبابية, وغيرهم من القيادات الاخوانية دليل إدانة كافياً للتجمع اليمني للإصلاح بأنه وراء كل ما حدث ويحدث في أرض السعيدة من أعمال إجرامية.

إرادة سعودية فاشلة
أرادت السعودية وعملاء الرياض نقل الصورة السيئة التي أوجدوها في مناطق سيطرتهم إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية, فعمدوا إلى استخدام منافقيهم والدفع بهم إلى صنعاء، وإيقاظ خلاياهم النائمة فيها وفي مدن أخرى، بهدف إحداث ثغرات أمنية تمكنهم من دخولها وتحويلها على مستنقعات حاضنة للإرهاب والتطرف, غير أن جهود الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية المبذولة في سبيل إحكام القبضة الأمنية في المناطق التي لم تطأها أقدام الغزاة ومرتزقتهم، حالت دون تحقيقهم لهدفهم, وبالرغم من الإمكانات الكبيرة التي يملكونها، وقصفهم للمنشآت الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، واستهداف السجون القابعة فيها عناصرهم الإرهابية بغارات طيرانهم لإطلاق سراحها، فشلت في إرخاء قبضة الأمن المستندة على صدق القضية وقوة العقيدة, والتي بدورها تستمر في تحقيق الإنجازات الأمنية منذ بداية العدوان, حيث لا يخلو يوم من تداول وسائل الإعلام أخباراً تفيد بتحقيق إنجازات أمنية في محافظة معينة أو عدة محافظات، تتمثل في تفكيك عبوة ناسفة أو القبض على مطلوبين للعدالة أو ضبط مخازن أسلحة وخلايا تابعة لحزب الإصلاح تعمل لخدمة العدوان، وهو ما لا يدع مجالا للشك ان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت كمنقذ لهذا الشعب ولهذا الوطن الذي غرس الإرهاب مخالبه من دون رحمة أو إلا أو ذمة.

قد يعجبك ايضا