السياحة والجامعة العربية

 

عبدالوهاب شمهان

إن مواقف انحياز الجامعة العربية إلى صف العدوان الغاشم على الجمهورية اليمنية ليس بجديد لكنه بحاجة إلى البحث والتقصي ووضع الحلول التي توقف هذا الكيان القاتل من ممارسة آلة الهواية النازية والماسونية وهي سفك الدماء والفتك بالإنسان والاعتلاء فوق جثث الضحايا وكل دولة مشاركة في هذا العدوان سواء بالمشاركة الميدانية أو الإعلامية أو بالموافقة على قرارات وتصريحات الجامعة التي تبارك وتؤيد سفك دماء السوريين واليمنيين وبإصرار بعد أن تمكنت الصهيونية من إدارتها عبر وجوه ماسونية وتحويل مسارها واتخذت من بعض بنودها أداة للتفريق والتمزيق وزرع الفتن تلبية للقناعة الأمريكية والرغبة الصهيونية الإسرائيلية والطموح الخليجي البائس والعليل وما كان العدوان على سوريا واليمن إلا بمثابة الاستسلام العربي وموت الكرامة وتحويل اندفاع الشباب نحو الجهاد لتحرير الأراضي المقدسة إلى عائق يخدم دولة إسرائيل ويعزز من وجودها وقوتها ويؤكد على ضرورة تطبيع العلاقات معها . وهذا ما تسعى للوصول إليه جامعة الدول العربية التي فضح عدائها وعمالتها من خلال إشهار عدائها وتآمرها على القيادات العربيه والكيانات الجمهورية الديمقراطية بإصرار لضرب العروبة والإسلام وعبر تزكيتها واعتمادها لقرارات العدوان البغيض سعيا نحو الارتزاق وكسب ود الملوك والأمراء على حساب دماء الشعب اليماني والشعوب العربية الأخرى وتأييد ممارسة الحصار والتجويع وضرب المدن اليمنية والسورية والليبية والعراقية من عمق مدينة القاهرة التي نادت في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي بالحرية والاستقلال والسيادة وتحرير الأراضي المقدسة في فلسطين العربية .
لقد أصبحت الجامعة في ليلة وضحاها غولاً عدوانياً بدلا من أن تكون يداً خضراء تنشد السلام وتجنح إليه وتسعى لتحقيقه حفاظا على الأمة العربية وبنيتها وشبابها وأطفالها، إن هذا الموقف ليس بغريب على جامعة تسير بريموت المال لوقف التنمية وتدمير ما تحقق في كل مناحي الحياة ومنها الشأن السياحي حيث لم تقدم الجامعة في ظل قياداتها المتوالية والموالية للصهيونية شيئا يذكر أو يمكن الحديث عنه في عملية التنمية عدى استهلاك الوقت والجهود في نقاش بيزنطي واستراتيجية لا تخرج عن رص حروف وكلمات وحبر على ورق لأن مصادر التمويل ترفض كليا إي اتجاه نحو النجاح السياحي في بلاد العرب يكون معينا لها في تحديث التنمية وتشغيل العمالة وتدريبها خاصة وأن معظمها يملك مقومات الجذب السياحي وبذلك نحت الجامعة العربية طريقا مغلقا لا يقود إلا لإحباط الكيانات العربية والتجسس على خطواتها التنموية والتآمر عليها وبذل كل جهد لمنع إي نمو إنساني تحت ذرائع مختلفة حتى نزع قناع العروبة وظهر الوجه الحقيقي الصهيوني العالمي متحكما بكيان الجامعة التي فقدت قيمها ومبادئها لتصبح جسدا بلا روح عربية واضحا عبر أنشطتها العدوانية ضد الشعوب والبلدان العربية بدءاً بضرب العراق وإشعال الفوضى الخلاقة في بلاد المغرب العربي وتدمير سوريه واليمن وليبيا وتحويل العراق إلى ملاذ آمن للقوى المعادية من المليشيات العسكرية تحت مسميات عدة اخترقت الحدود السورية العراقية بدعم وتحريض وتمويل من دول الخليج فعاثت في الأرض فسادا .
السياحة هي لبلدان العالم مورد هام بل وتعد أحد أهم عوامل جذب الاستثمار الدولي إليها وركيزة وطنية لتحقيق التنمية وانتشار الخدمات السياحية و تثقيف المجتمعات بأهمية السياحة وربطها بخدمة المجتمع وتنميته ورفع قدراته في هذا العالم . ومما يؤسف له أن القيادات العربية شاركت بقوة في تدمير بلدانها وتدمير الكيان العربي أما بسلبياتها القاتلة تجاه شعوبها أو بدكتاتوريتها الرعناء أو بأطماعها البلهاء الأمر الذي أوجد بيئة واسعة لمعارضتها ورفض بقائها فاتحة الفرصة لأعداء الأمة بتحويل العرب إلى كيانات مهترئة تحت مظلة الجامعة العربية التي لم تعد قادرة على إخفاء عمالة من فيها للاستعمار الحديث التي تتربع على عرشه الصهيونية بوجهها القبيح الذي اغتال وسيطر على كل نشاط وفعالية تقوم في إطار الجامعة منشئة الذراع العربي الصهيوني .إن المبالغ المدفوعة من قبل الإمارات والمملكة السعودية في حربهما المتواصلة على اليمن كانت كفيلة بنقل الوطن العربي بأكمله إلى الصفوف المتقدمة بالتنمية وفي مواكبة العالم بل وفي كسب محبة الشعوب وجعل العرب وبلدانهم محط الزوار والسياح بدلا من بث الرعب والجوع والمخافة فلم يعد في الوطن العربي بلد آمن أو بلد يقيم العدل أو يحافظ على شريعة الإسلام وعلى السلام والسلم الاجتماعي وعلى حماية التعليم وتطويره وصار كل نشاط سياحي ضرباً من الخيال والفتنة . ولم يعد أمام الأجيال القادمة إلا الاستمرار فيما وضعت فيه من الفرقة والتمزق والشتات والهجرة فهل من صحوة شعبية عربية من الخليج إلى المحيط لمارد طال سباته وصمته مارد كبل وقيد وكمم ونزعت منه القيم والمبادئ وصار أضحوكة العالم وإلى لقاء يتجدد من مدينة الحلم العربي ذي السفال التائه شبابها بين ورقة القات والحلم بوقف العدوان والعيش بسلام وأمن وأمان .

 

قد يعجبك ايضا