مثقفو المبادئ.. ومثقفو “الكوليرا”..!!

محمد القعود
1
في الراهن الحاضر اختفى الكثير من المثقفين النبلاء وتكاثر في مستنقعات الرداءة الكثير من مثقفي “الهلس” ومسح “الأجواخ” وتلميع الأحذية وأدعياء البطولات الدخانية والمواقف السرابية، والثرثرات النتنة!!.
اختفى المثقف النبيل صاحب المبادئ والرؤى الأصيلة والمثمرة والهادفة، وتكاثر مثقفو الدهاليز المعتمة ومدمنو الرداءة وترويج القبح والكراهية والمعبأون بالفراغ والظلام والهلع من كل ما هو جميل ورائع ونقي!!.
أنك لتعجب ممن تحسبه يقف على أرضية صلبة من الثقافة الراقية والإنسانية لتكشف لك بعض المواقف العابرة أنه مجرد “علبة” فاسدة في جوفها “نتانة” وعُقد وأمراض وجراثيم خطيرة ومضرّة بصحة الإنسان والحيوان والبيئة..!!
****
2
هناك مثقفون أدعياء، بموديلات مختلفة وتخصصات بشعة، تحت الطلب لم يشعلوا عود ثقاب في ليل التخلف، أو شمعة وعيٍ ولم يزرعوا ابتسامة في نهار الكآبة، أو وردة أو أملاً في واقع بؤسهم.. ولم يزيحوا فكرة سيئة من طريق التنمية ولم يقفوا لحظة في مواجهة الكراهية والظلام والقبح ولم يرفعوا أكفهم في وجه الخراب والدمار والعنف.. ولم يسعوا في نشر قيم الخير والمحبة والتسامح..
* بضاعتهم دوماً رديئة.. وضمائر ومواقف للبيع والتأجير والدسّ والنميمة وتشويه كل ما هو جميل، وترويج الأباطيل وتسويق بطولاتهم الدخانية، وأنانيتهم الفظيعة.. لا يهمهم انتشار أوبئة البشاعة والصراع والعداء والبغضاء والأنانية والضلال والعنصرية.. باعة مبادئ، ومروجو أوهام، وصبية تهريج، وكتبة تفاهات وفاقدو قيم ومدمنو تسوّل وابتزاز، ومنتجو ضحالة ودسائس وشائعات؟.
* هّمهم الأول والأخير ذاواتهم المريضة والمهووسة بكل ما هو رديءٍ وقبيح!!
المثقف الحقيقي هو حامل مشاعل التنوير ومصابيح الوعي ومنتج أفكار ورؤى وصاحب مشاريع حضارية ومواقف جادة وهادفة وبوصلة لمسار مجتمعه نحو الأفضل والأجمل والأبهى.
****
3
قبل أن تكون مثقفاً أو مبدعاً، كن صاحب أخلاق ومبادئ نبيلة، وصاحب ضمير نقيٍ خالٍ من الحقد والعُقد والنقص والكراهية والسوء والأنانية والسعي إلى تعميم قبحك ورداءتك وأمراضك على محيطك..!!
****
4
عندما يتحوّل المثقف إلى بوقٍ.. فلا تتوقع أن تسمع سيمفونية إبداع، تسمع “قرقرة” بطن منفوخة، و “طرح” مصاب بإسهال “فكري” يفوق وباء “الكوليرا” .. هذه هي مخرجات أدعياء الثقافة، ومثقفي “المواخير”..!!
****
5
* المثقف الحقيقي حادي نهضة, وحارس قيم، وغارس مبادئ وداعية حب وإخاء وتسامح وجمال.
أمّا تلك النماذج السيئة فمجرد فقاعات دعيّة ومزيفة وعابرة نحو النسيان؟ّ.
وباحثة عن مصالح ذاتية ومغانم ومكاسب زائلة؟!.

قد يعجبك ايضا