القرآن العظيم منبر المستقبل العلمي والتكنولوجي الإسلاميالقرآن العظيم منبر المستقبل العلمي والتكنولوجي الإسلامي

عبدالرحمن سلطان*
يقول الله – جل جلاله-“يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا” (النساء: 174) “شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (آل عمران: 18). “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”(المجادلة: 11). “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ”(الزمر: 9) من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، أن القرآن العظيم، هو كلام الله رب العالمين، المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد (?)، وهو الهدى، لمن يهتدي به، والنور، لمن يستنير به، والعصمة، لمن يعتصم به، وهو كتاب العلم والفكر والمعرفة الخلاقة، ومنهج العمل والبناء والنهضة العملاقة، ودستور التقدم والتطور والحضارة المرموقة، في أي مكان وزمان. وفي رحاب هدى القرآن الكريم، وبهجة نوره الفرقاني العظيم، يمكن القيام باستعراض أهداف المستقبل (العلمي والتكنولوجي) الإسلامي، واستشراف غاياته وطموحاته المنشودة، وذلك على النحو التالي:-1 – تطوير وتحديث البرامج الدراسية، والمناهج التعليمية، في جميع المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، القائمة في العالم الإسلامي، والعمل على تنويع قنوات التعليم الثانوي، من خلال الاهتمام بالتعليم التقني الثانوي، وتحقيق التوازن المطلوب، بين مخرجات النظام التعليمي الثانوي، وبين متطلبات التنمية المستقبلية الشاملة، في جميع الدول الإسلامية. 2 – تطوير نظام التعليم العالي في العالم الإسلامي، وتحديثه تحديثاً جذرياً ونوعياً ومتميزاً، إلى أقصى الحدود الممكنة، والانطلاق به إلى مصاف تحديات المستقبل الإسلامي البهيج، وتحولاته التاريخية والإستراتيجية الواسعة النطاق، والعمل على ترجمة ذلك كله، وتجسيده على ميدان الواقع الإسلامي المعاش.3 – تطوير وتحديث نظام البحث العلمي، في العالم الإسلامي، ودعمه بكافة المتطلبات البشرية والمادية والمعنوية، واستثماره استثماراً حكيماً وسليماً، في مجال بناء المستقبل الإسلامي الزاهر، وتحقيق انجازاته الإستراتيجية المباركة. 4 – بناء صروح العلوم والتكنولوجيـا الحديثة والمتقدمة في العالم الإسلامي، وترسيخ قواعدها الصلبة على أرض الواقع الإسلامي الحي. 5 – تحقيق النهضة التكنولوجية العملاقة في العالم الإسلامي، وربط برامجها المتخصصة، بحركة النهضة الإسلامية الشاملة، ورفع شأن العالم الإسلامي، وتحقيق مشاركته الفعلية والعملية، في بناء الترسانة التكنولوجية العالمية، وتجسيد أهدافها الإنسانية المشتركة. 6 – تحقيق المشروع الحضاري الإسلامي الجديد، وترجمة معاني النبوغ الحضاري الإسلامي المتجدد، والذي تمتد جذوره إلى أعماق أرضية الواقع التاريخي للأمة الإسلامية المجيدة، والقيام بإعداد وتحضير الأمة الإسلامية الواحدة، وتجهيزها، لكي تقوم باستئناف دورها التاريخي المعهود، في قيادة الموكب الحضاري العالمي، في عالم الغد.
*مؤلف الموسوعة القرآنية الكبرىكاتب ومفكر في الشؤون الدوليةE-mail:sultan.it@hotmail.comwww.IFF.org.ye

قد يعجبك ايضا