نفحة النُسّيمة في مناقب الشيخ »علي الرميمة«

عدنان الجنيد
أولاده – قدس الله سره – :
لقد خلف الشيخ علي الرميمة أبناء نجباء وأحفاداً عظماء يتناقلون فكره الصوفي ومنهجه العلوي الذي غرسه لهم جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا.
فالرميمة- على حسب ما جاء من أخبار الأوائل وتناقله الأحفاد إلى يومنا هذا ، وبحسب ما أخبرنا به أحفاده ـ كان له من الأولاد سبعة:
الأول: الطفيل وقبره بحسنات في الجهة الجنوبية الغربية في مدينة تعـز وعلى قبره قبة عظيمة، أما ما يقال من أن الطفيل جاء ضيفاً عند الشيخ إبراهيم الحرازي ثم توفي ودفنه الحرازي وأوقف له فليس بصحيح ، لأن إبراهيم الحرازي المسمى في كتب التراجم إبراهيم بن محمد بن إبراهيم العراقي كانت وفاته في سنة( 866)هـ وهذا يرد قولهم ذلك لأن الطفيل قبل إبراهيم الحرازي بقرنين من الزمن تقريباً هذا إذا ثبت بأن الطفيل من أولاد سيدي الرميمة .
الثاني: شهيد بن علي الرميمة وقبره بقرية المحرس،
والثالث: رديف وقبره في قرية ذي مهنة بالجبل،
والرابع: الشيخ عبدالله وقبره بالجحيمة تحت المحرس، والخامس: السيد لهيم مات صغيراً، والسادس: مديفع أو مدافع بن علي سماه تبركاً بشيخه مدافع .
والسابع: السيد مسعود بن علي الذي سار على نهج والده ولقد عرف عنه ببناء المساجد أينما حل ورحل، ولقد سميت المقبرة الكائنة رأس أكمة ذي يعفر باسم أكمة مسعود وله قبة باسمه وضريح يُتبرك به .
ثم تبع مسعود ولده إبراهيم فقد كان شيخاً عارفاً ، اشتهر بكثرة الأتباع والمحبين وكان على صلة بابن عمه الإمام يحيى بن حمزة في زمن ولايته على المناطق الزيدية.
وكان ولاة تعـز يخافون منه ويحذرون خروجه عليهم حتى اضطروا لمجاراته فوهبوا له ولأربطته العلمية معظم ممتلكاتهم في قرية عقاقة والجبلين ، وأوقفوها للصادر والوارد وإطعام الطعام كما وهبوا له جميع خراج الدولة من الأرض (موزع والوازعية) وجعلت النظارة لهذه الأرض للشيخ إبراهيم بن مسعود وذريته من بعده .
جاء في كتاب “طبقات صلحاء اليمن” (ص 249-250) ما نصه:« وأما ذرية الشيخ علي- أي الرميمة- فمنهم الشيخ الصالح إبراهيم بن مسعود، أُخبرت أنه كان من الأولياء الصالحين من عباد الله الزاهدين، وأنه كان في الحياة عند أن خرج أهل صبر عن طاعة السلطان المجاهد مع خوفهم منه، فقال لهم الشيخ إبراهيم: ما دمت حيّاً بينكم فلا سبيل للسلطان المجاهد عليكم، فإذا مت فإن السلطان المجاهد يطلع الجبل قهراً ويقتل منكم جمعاً كثيراً. فتوفاه الله تعالى، واجتمعوا للقراءة عليه ، فطلع المجاهد وعسكره وأخذ الجبل قهراً وقتل من أهله جمعاً كثيراً، فكان ذلك تصديقاً لما قاله الشيخ إبراهيم . وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة-(731هـ) ومنهم ولده الشيخ بدرالدين حسن، أُخبرت أنه كان عابداً صالحاً مكرماً للضيف مطاع القول، مفتوحاً عليه بالمعارف، مقصوداً للمهمات، تُقضى على يديه الحاجات… وظهرت له الكرامات وتوفي سنة أربع وثمانمائة-(804هـ)- رحمه الله ونفع به. وله أولاد نجباء أكبرهم الشيخ جمال الدين محمد، أُخبرت أنه نشأ أحسن نشءٍ فاجتهد بالعبادة وتوفي وهو شاب، ولم أتحقق من تاريخ وفاته. والثاني هو الشيخ عفيف الدين عبدالله، كان من الأخيار والعُبَّاد مقصوداً للمهمات سلك سبيل والده وأهله بقضاء الحوائج لأهل قطره، وانتهت رئاسة أهل هذا البيت إليه- أي بيت الرميمة- وجُلَّل واُحترم وكان مطاعاً عند أهل بلده، فنَّم عليه من لا خير فيه إلى سلطان الوقت فألزمه السكنى- أي الإقامة الجبرية- بمدينة تعز فسكن بها أياماً ثم رجع إلى بيته فأقام فيه، وكان يكتب الرقي والعزائم للمرضى وغيرهم فيكون فيها الشفاء بإذن الله تعالى، ولمَّا قربت وفاته اشتاق إلى مكة المشرفة فسافر للحج، ثم توفي هنالك بعد سنة ثلاثين وثمانمائة-(830هـ)- رحمه الله تعالى ونفع به، ومنهم الشيخ شجاع الدين عمر بن محمد بن حسن، كانت الرياسة لعمه الشيخ عفيف الدين المقدم الذكر، وكان هذا مشتغلاً بالتجارة في زمان عمِّه فلما توفي عمُّه، ترك ذلك واعتكف واجتهد بالذكر والدعاء والتلاوة. وأخبرني القاضي جمال الدين محمد بن داود الوحصي أنه حكى له الشيخ شجاع الدين أنه رأى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في آخر عمره وأنه استجار به من النار ولزمه قال فدعا له بدعاء كثير وقبَّل يده ثم توفي قريب سنة أربعين وثمانمائة-(840هـ)- » اهـ
#المركز_الإعلامي_لملتقى_التصوف_الإسلامي

قد يعجبك ايضا