عمرو بن معدي كرب الزُّبيدي .. فارس العرب في الجاهلية والإسلام

عرض/ هاشم السريحي
jshashem@gmail.com

مِنْ أعلام اليمن والعرب الذين نالوا الخلود في التاريخ هو عمرو بن معدي كرب الزُّبيدي فارس العرب مشهوراً بالشجاعة وشاعراً محسناً، هو عمرو بن معدي كرب بن عبدالله بن عمرو بن عُصم بن عمرو بن زُبيد الأصغر وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن مُنبه بن زُبيد الأكبر بن الحرث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وأم عمرو (امرأة من جرم) وجرم من قبائل قضاعة بن مالك بن حمير في منطقة صعدة ومخلاف نجران بأعالي اليمن. وكانت قبيلة زُبيد من قبائل مذحج التي تسكن في مخلاف نجران.
وكانت الديانة الشائعة في بني زُبيد ومذحج في الجاهلية هي عبادة (يعوق) و (يغوث) مع الإيمان بوجود الله، وكان عمرو بن معدي كرب وبنو زُبيد يحجون بيت الله الحرام بمكة في الجاهلية كغيرهم من قبائل اليمن الذين كانوا يقولون بتعدد الآلهة ويحجون البيت الحرام.
وفي رجب سنة 9 هـ انطلق عمرو بن معدي كرب على رأس جماعة من بني زُبيد مع فروة بن مسيك ووفد مذحج إلى المدينة المنورة لمبايعة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد مكث عمرو في المدينة وصحب رسول الله فترة من الزمن وتعلم فرائض الإسلام وقراء القرآن، وكان عمرو يسكن بمنزل سعد بن عبادة الأنصاري ومعه فروة بن مسيك، ثم توجه عمرو وفروة ومعهم خالد بن سعيد بن العاص بعد أداء فريضة الحج إلى مناطق مذحج باليمن وكان ذلك في أواخر ذي الحجة سنة 9 هجرية.
وقد أقام عمرو بن معدي كرب في قومه من بني زُبيد، وعليهم فروة بن مسيك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي عهد الخلفاء شارك في فتوحات الشام وقد كانت له أيضاً ملاحم وبطولات في موقعة القادسية بالعراق، ولم يقتصر جهاد عمرو بن معدي كرب في سبيل الله على إسهامه الوافر في فتوح الشام وفي القادسية وفتوح العراق، وإنما كان عمرو من الصحابة والفرسان الذين انطلقوا حاملين رسالة الإسلام إلى بلاد أرمينية في القوقاز بقيادة عياض بن غنم الأشعري، كما شارك في موقعة نهاوند وبعدها توجه للكوفة في أوائل خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت وفاة عمرو بن معدي كرب سنة 25 هـ ولكن تاريخه المجيد كان وما يزال خالداً عبر الأزمنة والعصور، فرضي الله عنه وأرضاه.

قد يعجبك ايضا