((اكتشاف الحمير))

الشيخ / سهل إبراهيم بن عقيل
الحمير أنواع كثيرة، وكل يوم يظهر لنا نوع جديد منها، وذلك على ضوء الحركة السريعة لإيقاع الأحداث على المستوى العالمي والمحلي بل والشخصي في عالم متغير الجوانب بصورة لا تصدق (فالانهيار والبناء والسقوط والارتفاع) لحظات في هذه الحركة ولابد لهذه الحركة المفاجئة من مفكرين وعاملين ومن الشروط اللازمة للفشل والنجاح وجود الحمير، فإن انعدمت الحمير انعدمت الحركة بكل جوانبها ومعطياتها والمخرجات عنها. فمثلاً حمير معممة أي تلبس عمائم على مستوى كافة الأحجام وحمير عليها الكوافي أي الطاقيات والعقالات وما إليها، وحمير (مودرن) أي حديثة تلبس البرانيط بجميع أشكالها مع نظارات طبية وشمسية. ومنها ما يحتاج إلى قائد ومنها ما يحتاج إلى آمر وأيضاً منها نوع ثالث يعمل كآلة الكترونية دون وعي أو تخطيط أو ترتيب للعمل فهو كآلة التسجيل تحكي الشريط الذي وضع فيها. والحميرة كثيرة الأنواع ولا نستطيع تعداد أنواعها خاصة هذا الزمان ، فالحمار الوحشي المخطط والحمار الداجن بجميع ألوانه والحمار الأمريكي والحمار الصهيوني …… ألخ ((حمير ربي في البلاد كثير)) وخير الحمير ما كان مرفها ومن الطبقة الراقية مادياً وله أتباعا وكذا أثوار في خدمته. وأقلها شأناً هو من تكون له لحية كثاء كبيرة مرنجة مستطيلة أو مستديرة مع صغر جمجمة الرأس وكثرة الكلام ويدعو إلى التبرع ويجند حميراً هم أكثر حميرة منه لأن غباءهم طبيعي والحمدلله، والحمير الكبار مصطنع هذا ولله في خلقه شؤون.((الحميرة الإسلامية والحمير الكفرية)) إن هذا الموضوع هو ملحق بالموضوع السابق اكتشاف الحمير ونستطيع أن نسميه بحق أنه (اكتشاف العصر) للقرن الحادي والعشرين ونحن الآن في أوله ولم نتعد نصف العشر منه إلا قليلاً. وعليه فكما أسلفنا أن هناك حميراً عقائدية وحميراً ثقافية وحميراً سياسية وحميراً اقتصادية وجميع أنواع الحميرة التي خطرت على بالي وبالك أو لم تخطر فالاكتشاف للحميرة عمل صعب وليس كما يظنه الآخرون عملاً سهلاً أو اعتباطياً بل يحتاج إلى بحث واستقصاء في جميع نواحي الحياة، والحياة متشعبة الجوانب وعليه فالحميرة كذلك. فأول شيء يتطلبه الاكتشاف والبحث عن الحميرة أو نكرانها ذاتياً بالإدعاء بعدم الإصابة بفيروسها، فهي أيضاً تعدي ولا يرى الفيروس للحميرة بالعين المجردة لأنها دقيقة ولا بالميكروسكوب لأنها أدق، وإنما تصيب رأساً (العقل والفهم) فيكون المصاب بهذا الداء متحميراً دون أن يدري أنه متحمير أو حمار. وعليه فإن كثيراً ممن أصيب بهذا الفيروس بالعدوى أو بالطبيعة ذاتها كونه خلق أصلاً ليكون حماراً في ذاته وحماراً لغيره. وأما المصاب بالفيروس(أعني به فيروس الحميرة) فإنه قد يفيق إذا انتبه لذلك في صحوة زمنية قصيرة، واما إذا لم ينتبه لذلك فإن داءه أعظم لأنه يكون حماراً مركباً والمركب شديد التعقيد يصعب علاجه من داء الحميرة ويشتد فيها حتى تكبر حميرته ويصير بوقاً بغبغاوياً يردد ما قيل له بحفظ جمل وآراء وكلمات مرصوصة فيضل ويضل ويكون حماراً للحمار الكفري ( وهم في مجتمعنا كثير ويتسللون إلى السلطة بغية حميرة المجتمع وهم في الأصل وعين الحقيقة بعيدون كل البعد عن الإسلام ومفاهيمه) ولكن نستطيع بحق أن نسميهم ((الحمير الإسلامية))
مفتي محافظة تعز
13/ صفر / 1427هـــ
الموافق 13 / 3 /2006م

قد يعجبك ايضا