اليمنيون يواصلون دفع فاتورة المال والصحة

*في اليوم العالمي لمكافحة التدخين 31مايو:

تحقيق / أسماء حيدر البزاز

يصادف الــــ31 من مايو اليوم العالمي لمكافحة التدخين، ونتيجة للتداعيات الخطيرة والصحية والاقتصادية والمجتمعية، علت الأصوات المناهضة لتجارة التبغ واصنافها والترويج لها باعتبارها القاتل البطيء والمميت الذي لابد من محاربته واصدار قوانين صارمة للحد منه، والتوعية المجتمعية بمخاطره خاصة بعد أن احتلت اليمن المرتبة الثانية في تعاطي التدخين عربيا، فيما تربعن اليمنيات المدخنات المرتبة الأولى، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر لإيجاد الحلول والبدائل لهذه الظاهرة القاتلة :

تعتبر اليمن من أعلى الدول في استهلاك السجائر، فقد أظهرت دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية ان اليمن تحتل المرتبة الثانية على الصعيد العربي، بعد تونس في كثرة المدخنين. وتفيد دراسة أعدها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في اليمن، إلى وجود 3.4 ملايين مدخن على مستوى جميع محافظات الجمهورية. وتؤكد الجمعية اليمنية لمكافحة التدخين، أن نسبة عدد المدخنين في اليمن تعد من أعلى النسب عالمياً. وحسب إحصائيات رسمية، فإن 85% من الرجال مدخنون، و30.2% من النساء مدخنات،. ويشير احد البحوث الصادرة عن وزارة الصحة اليمنية ،إلى أن اليمنيين يدخنون 9.2 مليار سيجارة سنوياً.

ترويج

المشكلة ان اتجاه المنتجين بدأ يتجه إلى المراهقين من خلال طرق تكتيكية مبتكرة بشكل دائم لتنشيط مبيعات منتجاتهم· وينفقون بلايين الدولارات كل عام على توسيع نطاق شبكة التسويق إلى أقصى حد ممكن لاجتذاب المستهلكين من صغار السن في مواقع اللهو والتسلية والأماكن العامة والترفيهية وعلى صفحات الانترنت وفي مجلات الأزياء وميادين الأحداث الرياضية·
وإدراكاً للواقع المرير والخطر الكبير المحدق بشبابنا، اتجهت منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 مايو من كل عام إلى اعتماد شعار “حطّم شبكات الترويج للتبغ” في محاولة للحظر التام على الإعلانات عن التبغ وعلى الترويج له وعلى رعاية شركاته للأنشطة الرياضية وغيرها·
سلعة ضارة
اليوم العالمي لمكافحة التدخين من التطورات الكبيرة في مجال مكافحة التدخين استنادا الى الاتفاقية الدولية لمكافحة التدخين التي اصدرتها منظمة الصحة العالمية ودخلت حيز التنفيذ بعد سنوات من معارضة شركات غنتاج التبغ التي لم تكن تريد لهذه الاتفاقية الخروج إلى النور رغم الموافقة عليها من قبل 57 دولة·
وتعرف هذه الاتفاقية باسم (اتفاقية الإطار) وتهدف إلى الحد من انتشار التبغ ومنتجاته عالمياً كما أنها تعتبره سلعة ضارة ومن حق الناس ان يعرفوا العواقب الصحية لتدخينه وقد صادقت عليها العديد من دول العالم·
ويهدف اليوم العالمي لمكافحة التبغ إلى رفع مستوى الوعي العالمي بالمخاطر الكبيرة للتبغ، وذلك بهدف تشجيع الحكومات على اتخاذ معايير متشددة للحد من استخدام التبغ، وحث الأفراد على الإقلاع عن التدخين·
10ملايين شخص
وتشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن شخصاً واحداً يموت كل ثماني ثوان نتيجة لإصابته بأحد الأمراض المرتبطة بالتدخين· ويتوقع أن يتضاعف معدل الوفيات الناتجة عن أمراض السرطان، والنوبات القلبية، وأمراض الرئة، ومشاكل الحمل المرتبطة بالتبغ· ويساهم تدخين التبغ في وفاة 5 ملايين شخص في السنة الواحدة، في حين يتوقع أن تتزايد أعداد هذه الوفيات لتصل إلى 10 ملايين شخص في العام 2020، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة للحد من هذه الظاهرة·
وتؤكد الدراسات ان النصح من قبل الاختصاصيين الصحيين والعاملين في مجال الصحة يمكن ان يؤدي إلى الامتناع عن التدخين بنسبة 30% وان تدخلات الممرضين والممرضات قد تساعد على رفع هذه النسبة إلى نحو 50%· وحذر تقرير للمكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية شرق المتوسط ومقره القاهرة من ارتفاع معدلات التدخين، مشيراً إلى نسبة استهلاك التبغ في بلدان اقليم الشرق المتوسط شهدت زيادة كبيرة تجاوزت 24% خلال الفترة من 1990 إلى 1997م فقط·
اليمنيات
ووفق الإحصائيات فقد احتل رجال تونس المرتبة الأولى في عدد المدخنين العرب يليهم رجال اليمن، بينما كان رجال سلطنة عمان الأقل استهلاكاً للدخان· وفي ما يتعلق بالنساء، فقد احتلت اليمنيات المرتبة الأولى في هذا المجال بنسبة 29%· وتبلغ نسبة تدخين الرجال إلى النساء في اليمن 2 إلى 1.
وكشفت منظمة الصحة العالمية أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ينفقون حوالي 800 مليون دولار على استهلاك التبغ سنوياً·
الشيشة
وفيما يتعلق بالنرجيلة أو الشيشة فإن الأبحاث أظهرت أن مضار النرجيلة هي ذاتها الموجودة في السيجارة، فالكثير يظن أنه ليس هناك من إدمان على النرجيلة وأن احتمال الإدمان عليها أقل من السيجارة باعتبار أن النرجيلة لا يمكن حملها إلى كل مكان ولفترات طويلة من النهار، غير أن الحقيقة هي أن الإدمان يكون على النرجيلة أيضاً· فالدراسات أثبتت أن “نفس” النرجيلة يوازي علبة إلى علبتين من السجائر وفق كمية التبغ الموجودة فيها، أما بالنسبة إلى موضوع الفلتر وأن المياه الموجودة في النرجيلة هي التي تنقي مواد كثيرة موجودة في التبغ وأن دخان النرجيلة لا يُبْلَغْ كما السيجارة كلها أمور غير صحيحة، إذ أن الدراسات أثبتت أن النرجيلة تحتوي مواداً أكثر ضرراً من تلك الموجودة في السيجارة·
اليمن الأكثر عربيا
وزادت نسبة استهلاك اليمنيين للسجائر منذ بدء العدوان على بلادنا في يوم 26 مارس الماضي رغم إرتفاع أسعارها بنسبة 100 %، وذلك ما يمثل بعداً إضافيا للمعاناة النفسية والجسدية للمواطنين كنتيجة طبيعية.
وتزيد معدلات التدخين بشكل طبيعي في حالات الحروب والاضطرابات، نتيجة القلق الذي يعصف بالناس والمخاوف بشأن حياتهم ومستقبل أولادهم، حسب خبراء علم النفس .
ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على السجائر المستوردة، بل شمل المصنعة محلياً؛ والتي زادت بين 40 و100 % .
وارتفعت أسعار سجائر “روثمان” العالمية بنسبة 100% من 250 ريالا (1.2 دولار) إلى 500 ريال (2.3 دولار) للعبوة، وارتفعت أسعار “كمران” المشهورة محليا من 250 ريالا إلى 350 ريالا للعلبة، وتنتج سجائر كمران منذ 1963م عبر شركة كمران للصناعة والاستثمار (حكومية ).
ويصنع اليمن السجائر من خلال 3 مصانع للتبغ، أحدها حكومي واثنان يتبعان القطاع الخاص .
وحسب دراسة سابقة لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي أوضحت بأن اليمن تعد الاكثر استهلاكا للتبغ عربيا تليها المملكة العربية السعودية .
ميزة اجتماعية! !
*رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك الدكتور فضل منصور اوضح بأن التدخين عادة سلبية انتشرت بين اوساط المجتمعات بشكل كبير جدا ولم يقتصر الامر على السيجارة وانما الشيش التي انتشرت في البيوت والمقاهي والمتنزهات وأصبحت مفخرة عند متعاطيها اعتقادا منهم انها ميزة اجتماعية , دون ان يدركوا مخاطرها الصحية وتدميرها للجهاز التنفسي ,ونحن اليوم نحتفل باليوم العالمي لمحاربة التدخين نجد ان الدور الرسمي والمجتمعي لمحاربة هذه الظاهرة والحد منها منعدم , كما ان القانون الخاص بمنع التدخين في المكاتب والاماكن العامة وفي وسائل النقل العام كأن لم يكن, وانتشار السجائر المهربة الرخيصة تملأ الأسواق دون معرفة مكوناتها واضرارها الصحية على مستهلكيها , كما ان دور الشركات المصنعة في المساهمة في بناء المستشفيات والمراكز المتخصصة للسرطان محدودة للغاية ودورها المجتمعي.
ودعا منصور المجتمع ذكورا وإناثاً وشباباً إلى الحد من استخدام التدخين لأنه مضر صحيا وعدم استخدام المعسلات والشيش الالكترونية لاضرارها الصحية وارتفاع نسبة النيكوتين فيها اضافة الى المواد الكيميائية المصنعة منها المعسلات والمدخنات كلها مواد مؤثرة على صحة وسلامة متعاطيها، وطالب الحكومة بمنع التدخين في المطاعم والمقاهي حفاظا على المجتمع وزيادة رفع الضرائب على كل وسائل التدخين ومنع التهريب ومصادرة أي كميات في الاسواق للحد من ظاهرة التهريب , وانفاذ قانون منع التدخين .
توعية هشة
*الناشطة المجتمعية أمة الملك الخاشب تحدثت عن دور المنظمات والجمعيات في التوعية بمخاطر التدخين، موضحة انه لا المنظمات العالمية ولا المنظمات المحلية ولا الجمعيات ولا المراكز الصحية ولا حتى وزارة الصحة ولا أي جهة من كل ما ذكرت تقوم بدورها المنوط بها في توعية المجتمع بمخاطر التدخين بل بالعكس لا زلنا نرى الاعلانات التجارية التي تشجع على التدخين مستمرة على شاشات الفضائيات بكل أريحية وبساطة وأصبح الكسب المادي والمتاجرة على حساب صحة الملايين من البشر الذين يذهبون ضحايا للتدخين سنويا، يجب على وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة الاعلام العمل بشكل منظم ومنسق للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد ارواح ملايين البشر .
وأكدت أن عمل المنظمات الداخلية أو الخارجية مجرد عمل استثمار واستغلال لمعاناة الناس إلا من رحم ربي، ولم نلاحظ أي اهتمام في الجانب الإعلامي للتوعية بمخاطر التدخين .
مخاطر صحية
*فيما تحدثت الدكتورة آمنة علي عبدالله – رئيس قسم الطوارى بمستشفى السبعين عن التداعيات الصحية الخطيرة للتدخين ومنها: السرطان القاتل البطيء لحياة الانسان، وقد أكد الاطباء والباحثون والتقارير تسببه بالأمراض الصدرية حيث يشكو المدخن من كحة وبصاق وضيق في التنفس، وهذا يسبب التهاباً مزمناً في الشعب الهوائية نتيجة التدخين، وقد تتطور الحالة بمرور الوقت إلى سدة رئوية، وتمدد بالرئتين واضطرابات بوظائف التنفس.
كما أثبتت الأبحاث ارتفاع نسبة الوفاة في مرضى السدة الرئوية وتمدد الرئتين في المدخنين من 5: 25 ضعفاً عنهم من غير المدخنين.
واضافت عبدالله: يسبب التدخين حساسية الصدر والربو الشعبي والتهابات الحنجرة واللسان والحلق والالتهابات الرئوية والإصابات المتكررة بالإنفلونزا.
بالإضافة الى سرطان الرئة إذ أن تدخين علبة سجائر يومياً يؤدي إلى ارتفاع معدل حدوث سرطان الرئة عشرة أضعاف.
وقد أثبتت دراسة تمت في الولايات المتحدة مؤخراً أن هناك 140 ألف حالة وفاة بسبب سرطان الرئة، 85% منهم من المدخنين. كما ان التدخين يمثل السبب الأساسي في نحو 30% من وفيات الأورام المختلفة بالجسم مثل سرطان الحنجرة والفم والبلعوم وسرطان الكبد، والكلى، والمثانة، ولوكيميا الدم. وأمراض القلب والأوعية الدموية حيث وُجد أن التدخين يسبب الذبحة الصدرية المبكرة والموت المفاجئ في الشباب، وكذلك تصلب الشرايين وضيق الأوعية الدموية الطرفية، فهل يعي المدخنون خطورة هذه الرغبة القاتلة؟

7000 مادة كيمائية
ووفقا لدراسات طبية حديثة فإن العديد من المكونات مثل النيكوتين، والتبغ، تشكلُ خطراً على الصحة وتؤثر عليها سلباً، حيث تحتوي السيجارة الواحدة على ستمائة مكونٍ مختلف، وعند احتراق هذه المكونات يحدث تفاعل ينتج أكثر من 7000 مادة كيميائية بشكل عام منها 69 مادة مسرطنة، ولا تختلف السجائر عن الشيشة، فكلاهما لديه مستويات عالية من مسببات السرطان والسموم.
وسائل للإقلاع عن التدخين
*وهنا يرى مراقبون ومختصون أن وسائل الاقلاع عن التدخين ليست بالصعبة وبامكان أن تتحقق إذا وجدت الإرادة.، وعلى المُدخّن ألا يسمح لليأس بأن يعتريه؛ لأنّه قد يحاول الإقلاع أكثر من مرّة، لكنّه في نهاية المطاف سينجح، اضف الى الإقلاع عن التدخين دفعة واحدة، حيث تعد هذه الطريقة حلّاً سريعاً لترك التّدخين، وتعني أن يتوقّف المدخّن وبشكلٍ تام عن ممارسة التّدخين دفعةً واحدةً دون أن يتدرّج في ذلك. وتُعتبر مناسبةً لنوعين من المُدخّنين، وهُم:المدخّنون الذين دخّنوا لمدّة زمنيّة قصيرة. أو المدخّنين الذين يُدخّنون يوميّاً بكميّات قليلة.
وترى الدراسات ان طريقة الإقلاع عن التدخين بالتّدريج تعني أنْ يُطبّق المدخّن عدّة خطوات تدريجيّة للإقلاع عن التّدخين قبل تركه بشكلٍ كامل، وتتلخّص هذه الطريقة في أن يُخفض المُدخِّن كميّة السجائر التي يُدخّنها يوميّاً، أو أن يُدخّن نوع السجائر الذي يحوي على كميّة أقل من النيكوتين ضمن ما يُسمّى بالسجائر الخفيفة. وضرورة اطلاع المدخن على مضار التدخين وتناوُل شيء مُحبّب عند الحنين للتدخين أي أن يجد البدائل دائماً حين يعود به الحنين للتّدخين، فعليه أن يأكل شيئاً، كعلكة صحية خالية من السّكر أو تُفّاحة مثلاً، وعليه أن يضعَ في عقله أنّه وبحجم إحجامه في كلّ مرّة عن التّدخين وتخطيّه لنوبات الحنين هذه فإنّه يكون قد قطع شوطاً مُهمّاً، وأصبح على مسافةٍ أقرب من تحقيق حياة صحيّة نظيفة وخالية من النيكوتين، وممارسة الرياضة فالرياضة تُساعده على تحسين صحّته ومزاجه وإشغاله عن التّدخين، حيثُ إنّ المشي لمدة 30 دقيقةً ستكون عاملاً مُهمّاً يُساعده على إبعاده عن التّدخين ومشاعر الشوق له.

قد يعجبك ايضا