سباق إماراتي سعودي للاستحواذ على “السلاح الجرثومي” عبر مليشيا حزب الإصلاح وكتائب ابي العباس

“الثورة ” /
لا تزال تفاعلات قضية السطو المسلح التي نفذها مسلحو التنظيمات الإرهابية على حواضن جراثيم السل المقاومة للعلاج في مدينة تعز تتفاعل بصمت في ظل تعتيم كبير من جانب تحالف العدوان السعودي الاماراتي التي تتسابق عبر مليشياتها العميلة (حزب الإصلاح وتنظيم حماة العقيدة) للاستحواذ عليها، وسط ترجيحات تشير إلى إخفاء هذه المليشيا مخزون الجراثيم القاتلة في المعسكرات السرية التي تديرها المليشيا التابعة لتحالف العدوان السعودي في هذه المحافظة.
ولم يتسن الكشف عن هذه المعسكرات التي قالت المصادر إنها تقع ضمن معسكرات سرية عدة، انشأت بدعم مباشر من تحالف العدوان السعودي الإماراتي لصالح كتائب مسلحي تنظيمات “القاعدة، داعش ، أنصار الشريعة ، حزب الإصلاح” قياسا بالمعسكرات السرية التي دعمتها القوات الإماراتية الغازية في محافظة تعز تحت قيادة الإرهابي أبي العباس.
وتحدثت معلومات أولية حصلت عليها “الثورة” من مصادر متعددة عن عمليات نقل سرية لحاضنات جراثيم السل إلى أماكن مختلفة بداخل محافظة تعز، مشيرة إلى أن بعضا من هذه الحاضنات استولت عليها مليشيا حزب الإصلاح وخصوصا التي يقودها قائد الشرطة العسكرية المعين من الفار هادي خالد فاضل الخولاني، فيما تشير إلى أن بعضا منها نقل فعلا إلى محافظة عدن ومنها إلى دولة غير معروفة عبر طائرة إماراتية.
المصادر ذاتها عزت الصراع المستمر بين مليشيا حزب الإصلاح ومسلحي كتائب ابي العباس في تعز في جانب منه إلى سباقهم المحموم للاستيلاء على مليارات الجراثيم هذه في إطار مساعي لاستخدامها كاسلحة جرثومية.
واقتحم مسلحون من أفراد ما يسمى “المقاومة ” منتصف ابريل الماضي مركز مكافحة مرض السل في حي الحصب غربي مدينة تعز واستولوا على حاضنات الجراثيم المجمعة من سنوات سابقة وهي الحاضنات التي قال اختصاصيو المركز أن عددها يقدر بالمئات وتحوي المليارات من جراثيم السل القاتلة المقاومة للأدوية والتي تعد ثاني أخطر مرض قاتل بعد مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
ولم تشكل سلطات المليشيا العميلة الموالية للفار عبدربه هادي في محافظة تعز أي لجان متخصصة لاحتواء تداعيات الكارثية التي تهدد أحياء محافظة تعز وريفها، كما لم يتسن حتى اليوم إعادة الحاضنات المسروقة وسط احتمالات من إمكان انتشار التلوث الجرثومي عبر الرياح إلى كل أرجاء المدينة والريف وفي ظل مخاوف من تسرب هذا الوباء البيولوجي إلى أيدي مسلحي التنظيمات الإرهابية المدعومين من السعودية والإمارات.
وكانت هذه الجراثيم “معدة لعمل دراسات وأبحاث لمعرفة مدى مقاومتها للأدوية والبعض الآخر تم التأكد من مقاومتها للأدوية وكانت معدة لإرسالها إلى المختبر المرجعي في صنعاء ومنه إلى مختبرات السل الإقليمية في القاهرة وذلك قبل أن يتم تحويل المركز إلى ثكنة عسكرية” .
وفي وقت سابق شرعت مراكز قوى نافذة من المليشيا المدعومة من تحالف العدوان السعودي الإماراتي إلى إخفاء معالم الجريمة وإنكارها قبل أن يكشف متطوعون فحوى رسائل رسمية اكدت وقوع جريمة اقتحام المركز الخاص بحاضنات السل القاتل، من دون أن تحدد الأطراف المسؤولة عنها ربما بدافع الخوف من الانتقام.
وطبقا لرسالة رسمية موجهة من إدارة مستشفى الدرن المتخصص بمكافحة مرض السل بمحافظة تعز مؤرخة بـتاريخ 19 / ابريل/ 2017م وموجهة إلى محافظ تعز المعين من الفار عبدربه هادي ومكتب وزارة الصحة بالمحافظة وقيادة محور تعز ، أكدت اقتحام مرتزقة العدوان السعودي من المليشيا الإرهابية لمركز الدرن لمكافحة السل وكسر أبواب ونوافذ الغرف الخاصة بالمزارع الجرثومية من قبل مسلحين اتخذوا المركز ثكنة عسكرية.
وجاء في رسالة ممهورة بتوقيع رئيس المركز أن مسلحين ممن يسمون بـ “المقاومة ” بمدينة تعز “اقتحموا الغرف الخاصة بالمزارع الجرثومية في مركز الدرن بعد أن كانت إدارة المركز قد اغلقتها بتلحيم ابوابها ونوافذها تحسبا من العبث بالمزارع التي هي عبارة عن مزارع جرثومية لمرض السل واغلبها مقاومة للأدوية وعددها بالمئات وتحتوي على مليارات من جراثيم السل القاتلة اغلبها لجراثيم مقاومة للأدوية”.
وسارع مرتزقة العدوان السعودي بمساندة من تحالف العدوان السعودي الإماراتي لإخفاء معالم هذه الجريمة التي تلوح بكارثة بتشكيل لجنة تحقيق ميداني اكتفت بصياغة تقرير يفيد بأن الفريق المتخصص عقم غرض حواضن الفيروسات للتقليل من خطرها.
ويشير هؤلاء إلى أن مرتزقة العدوان السعودي شكلوا في وقت سابق لجنة من قبل سلطات المليشيا الموالية للفار هادي قالت إنها نزلت إلى المستشفى للوقوف على الجريمة، ووجدت أنابيب مكسرة خاصة بالبكتيريا وقامت بإتلافها بمادة الفرمالين، فيما اعتبره اختصاصيون إجراء خاطئاً سعى لإخفاء معالم الجريمة، خصوصا وأن إتلاف الأنابيب التي وجدت مكسورة دون تحقيق أو مطابقة كشف أن الهدف من تشكيل اللجنة والنزول الميداني هو إتلاف أدلة كان يمكن الاستدلال بها للوقوف على الجريمة وكشف خيوطها.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من نيات التنظيمات الإرهابية لاستخدام هذه الجراثيم في صناعة أسلحة جرثومية من تلك المندرجة ضمن الأسلحة البيولوجية لتنفذ هجمات إرهابية على المناطق السكنية كما حصل في مرات عدة في سوريا في جرائم الحرب التي راح ضحيتها مئات المدنيين.

قد يعجبك ايضا