حروب الطابور الخامس

احمد الحبيشي
طوال الأسبوعين الماضيين شنّت وسائل إعلام العدوان بالتنسيق مع الطابور الخامس، حملات إعلامية سوداء تضمنت سيلا ً من الأكاذيب والأراجيف ضد تحالف القوى الوطنية المناهضة للعدوان بهدف إضعافه وتفكيكه ، من خلال الترويج لإشاعات وأخبار ووثائق مزوّرة تستهدف تشويه صورة الشراكة الوطنية في قيادة الدولة ومقاومة العدوان ، والتحريض على إنهاء هذه الشراكة الوطنية ، وصولا إلى نشر قصص مفبركة تسيء إلى أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يتصدّون لقوى العدوان ومرتزقته في مختلف جبهات القتال دفاعا عن سيادة الوطن واستقلاله.
والثابت أن حملات الدعاية السوداء والحرب النفسية انطلقت من مطبخ واحد بالتوازي مع تصاعد الهجمات العدوانية على الساحل الغربي لليمن ، وارتفاع نبرة التهديدات بالسيطرة على مدينة وميناء الحديدة والتي فشلت في تحقيق أهدافها بفضل صمود شعبنا ومقاتلينا ، وتكبيد الأعداء في مختلف الجبهات خسائر ضخمة في العديد والعتاد خلال الأسابيع الثلاثة فقط ، وصلت في جبهة المخا فقط إلى 435 قتيلا من مرتزقة العدوان بينهم عدد كبير من القادة والضباط.
ولدى تحليل مضمون حملات الدعاية والتحريض لوسائل إعلام العدوان والطابور الخامس ، يتضح أن من بين أهداف هذه الحملات الإعلامية السوداء ، افتعال صدامات مسلحة بين شركاء التحالف الوطني المناهض للعدوان والاحتلال ، بهدف تمكين الخلايا التخريبية السرية من تفجير الوضع داخل صنعاء والحديدة ، وتسهيل وصول قوى العدوان إلى هاتين المدينتين.
لا نستبعد أن تلجأ قوى العدوان والاحتلال إلى المراهنة على حملات الحرب النفسية والدعاية السوداء والكذب والتضليل والتزوير للتغطية على فشل مخطط احتلال الحديدة وسواحل اليمن الغربية على البحر الأحمر.. لكن سرعة التصدي لهذه الحملات المعادية واجب وطني ، خصوصا بعد أن التهبت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بمعارك دونكيشوتية صغيرة استهدفت نشر البلبلة في المجتمع ، و شق الجبهة المناهضة للعدوان ، والتشكيك باتفاق إعلان التحالف الاستراتيجي بين المؤتمر الشعبي وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم ، والذي تم التوقيع عليه بتاريخ 8 أغسطس 2016م، وتبرير الدعوة المشبوهة إلى انسحاب المؤتمر من هيئات الدولة الدستورية التي تشكلت بعد ذلك الاتفاق الوطني التاريخي .
وقد سبق لي التأكيد في أكثر من محفل على ضرورة تعزيز وحدة الجبهة الداخلية ، والتصدي لنشاط الطابور الخامس ، وإفشال مخطط تمزيق الجبهة الداخلية ، بما هو خط الهجوم الأخير الذي يراهن عليه العدوان السعودي الإماراتي المدعوم من أمريكا وإسرائيل.
لا يجوز تجاهل خطورة المشاركة في حروب كلامية صغيرة تنتهي إلى حرب أهلية دامية ، على نحو ما حذّر منه الشاعر المقداد:
(وإن النار بالعودين تذكى .. وان الحرب أولها كلام).
وعندما تسيل الدماء إلى الركب على نحو ما حدث في حرب 13 يناير 1986م، وحرب 1994 وحروب صعدة الستة خلال السنوات 2004 ــ 2009م سيندم الجميع ، وسيكون الوطن هو الخاسر الأكبر.
وعلينا أن نتذكّر قول الشاعر اليمني الخالد علي مهدي الشنواح ، في مواجهة الطابور الخامس أثناء العدوان السعودي الأردني البريطاني على جمهورية 26 سبتمبر في ستينيات القرن العشرين:
يا جماهير الجياع
إحذروا طابور أمريكا المسافر
وإحذروا أسلوبه فوق المنابر
فله في السوق أبواق كثيرة
وله الأتباع من بين العشيرة
سيقولون حكايات كثيرة
سيبثون الإشاعات الحقيرة.
تابعوهم
راقبوهم
إنهم كالسكر الحالي لذيذ
غير أن السم فيه والخيانة.
إنهم في مسجد الدولار بالليل رقود
أنهم في خدمة الأعداء بالصبح جنود
تحية للأبطال الذين يدافعون بدمائهم وأرواحهم عن حياض الوطن في مناطق الحدود الشمالية مع السعودية وصرواح وعسيلان والجوف وفرضة نهم والمخا وميدي والساحل الغربي.
تحية لهم ، والخزي والعار لمن كان ينتظر وصول المرتزقة ، ويتفرغ لخوض معارك داخلية (دونكيشوتية) تحتاجها جيوش العدوان ومرتزقتها ، لتسهيل مرورها إلى الحديدة وصنعاء.
تحية للأبطال الذين يتصدون يصمودهم وتضحياتهم لأوهام الطابور الخامس الذي زعم أحد أفراده في صفحته السوداء على الفيسبوك في الشهر الماضي أن التاريخ يعيد نفسه ، مبشرا بقرب سقوط الحديدة ، والذهاب بعدها إلى مدينة الطائف السعودية لتوقيع وثيقة الاستسلام!!
تحية لأبطالنا الغيارى الميّامين.. ولا نامت أعين الجبناء و العملاء.

قد يعجبك ايضا