المحاسن والمبرات الموقوف لها في اليمن .. أوضاعها ومشكلاتها

علي بن محمد الفرøان –
الموقوف له¡ أو الموقوف عليه¡ هو المجال أو المبرة أو الجهة التي تستفيد من الوقف أو التي يصرف فيها ريع الوقف طبقا◌ٍ لشروط الواقفين.
وسنستعرض فيما يلي الوضع الراهن للمحاسن والمبرات الموقوف لها في اليمن :
1- هنالك الكثير من هجر العلم والمساجد والمدارس والسبل التي اندثرت بعامل الزمن¡ والتي كانت منتشرة في مختلف أنحاء اليمن ولها أوقاف.
2- هنالك العديد من المحاسن والمبرات التي اندثرت أو استغني عنها بعد أن أخذت الدولة على عاتقها جميع الوظائف المنوطة بها كدولة بما في ذلك التكفل بالأدوار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي كانت تنهض بها الأوقاف¡ حيث تولت الدولة إنشاء المدارس والجامعات والمستشفيات ومراكز إيواء الأيتام والعجزة وشتى المرافق والهياكل التي لا يستغني عنها مجتمع معاصر.
3- انتهاء الغرض الذي من اجله أوقفت بعض المحاسن نظرا◌ٍ للتطور الكبير الذي شهدته الكثير من المجالات ومن ذلك¡ قطاع المواصلات وما شهده من تطور في وسائل النقل واستخدام الطائرات والسيارات وغيرها وتعبيد وسفلته الطرق¡ وقد أدى ذلك إلى اندثار العديد من المحاسن والمبرات والاستغناء عنها مثل: سماسر المسافرين (الخانات) المقامة على الطرق القديمة والاستراحات والأحواض والمواجل والسبل وغيرها وعدم قدرة جهات الوقف على التوائم مع ذلك التطور مع أنه كان بالإمكان تحديث تلك السماسر والاستراحات الواقعة على جانبي الطرق والحفاظ عليها كمعالم تاريخية والاستفادة منها ومن مساحات الأراضي الكبيرة المجاورة لتلك المحاسن وإنشاء مجمعات حديثة على الطرق تضم محطة للبترول ومركز للاتصالات ومطعم وبوفية واستراحة حديثة وحمامات وبنشر¡ وغيرها من خدمات المسافرين واستثمارها.
كما تم الاستغناء عن السبل والأحواض والسقايات التي كانت منتشرة في أحياء المدن وغيرها¡ مع أنه بالإمكان إحياؤها.
وكذا الاستغناء عن دواوين الغرباء والمسافرين التي كانت في المدن والقرى وما يتعلق بها من طعام وخدمات¡ إضافة إلى توقف مصارف الدواب والمواشي ورعاية الحيوانات وغير ذلك من المبرات والمحاسن.
4- هنالك الكثير من المساجد والجوامع والمدارس والمحاسن التاريخية التي اشتهرت بها اليمن والمنتشرة في أرجاء اليمن¡ أهملت من الترميم والصيانة لسنوات طويلة وقد أوشك بعضها على الانهيار وتحتاج إلى ترميمات وصيانة واسعة وبمواصفات فنية دقيقة خاصة¡ ولا تغطي عائدات أوقافها تلك التكاليف الكبيرة¡ وقد لا تغطي عائدات أوقاف اليمن لعدة سنوات تكاليف ترميم جامع واحد من تلك الجوامع التاريخية المشهورة.
5- تعرض الكثير من المساجد والجوامع التاريخية للهدم والتشويه بدعوى توسيعها أو تحديثها دون مراعاة لحرمتها وقيمتها التاريخية وطابعها المميز.
6- استغناء الحكومة السعودية عن عائدات أوقاف الحرم المكي وحمام مكة والتي لها أوقاف في العديد من مناطق اليمن¡ وتكفل الحكومة السعودية بنفقات الحرم والحمام.
7- هنالك كثير من المقابر المندثرة في العديد من المناطق وأقيمت عليها مبان◌ُ حكومية أو شقت منها الطرق وغيرها مغتصبة¡ كما تتعرض الكثير من المقابر القائمة إلى الاعتداءات المختلفة.
8- افتقار جهات الوقف إلى الإحصائيات والبيانات والمعلومات عن المحاسن والمبرات والمساجد والجوامع التاريخية القائمة وحالتها الراهنة.

قد يعجبك ايضا