الامتحانات النصفية .. قلق طلابي وغياب الوعي الأسري ..

تقرير / وائل الشيباني

الامتحان واقع يتجدد كل عام دراسي ولا مفر منه ويفرض هذا الواقع تعاملاً استثنائياً مع الطلاب من قبل الأسرة خاصة مع إصابة بعض الطلبة بعصبية زائدة وحالة من الانعزال أثناء فترة الامتحانات وقبلها ليصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة عندما نشاهد حالات الإغماء والغثيان والمغص الشديد وطنين الأذن يصيب أبناءنا بسبب الضغط النفسي .
وفي هذا السياق نقترب من المشكلة ونحاول توضيح الصورة وصولا إلى حلول تخفف من حدة هذه الفوبيا المستمرة التي قد تؤثر على أداء بعض الطلبة في الامتحانات .

نعاني الأمرين كلما حان وقت الامتحانات خاصة مع الأطفال الصغار هكذا استهل محمد الجرماني موظف حكومي حديثه عن الامتحانات النصفية وكيفية تعامله معها وأضاف : لا اعرف كيف اخفف من حدة القلق والخوف الذي يصاب به أبنائي الصغار وخاصة الفتيات وكل محاولاتي تذهب مع الريح ولكني ابذل كل ما بوسعي لمساعدتهم على استذكار دروسهم وتوفير الجو المناسب لهم .
لم تختلف معه أم أيمن ربة منزل حيث أكدت على أن الخوف يقلل من نسبة فهم أبنائها للدروس بالتزامن مع الامتحانات برغم من استعدادها المسبق لمثل هذا اليوم ولكن القلق عند أبنائها وعندها أيضا كما أكدت لا ينتهي إلا بانتهاء فترة الامتحان .
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات, أخصائي الطب البشري الدكتور(عبدالله الذبحاني) يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر .
وينصح الطبيب الذبحاني بالتوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها الطالب أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها, وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء فالخوف من الامتحانات كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كما أن خلايا المخ لا تنشط, فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة وصداعاً وخمولاً وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.
يضيف الدكتور عبدالذبحاني بالقول: من المهم للأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلبا أو إيجابا في درجة استعداداهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضا، في فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات.
على الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيدا، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات حيث أن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابناً يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر وهذا يتوقف على الحالة النفسية لهذا الابن أو ذاك.
يقول الذبحاني: تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة، وعليها أيضاً مشاركة الأبناء في عمل جدول دراسي يراعي الفروق الفردية للأبناء ودرجة استيعابهم للمادة العلمية، فهناك من يريد ساعات أكثر لأن ملكة الحفظ عنده ضعيفة وهناك من يناسبه وقتاً أقل لأنه يتمتع بذاكرة أقوى، وهناك من يتفوق في الرياضيات بينما يعاني ضعفاً في التاريخ .
البعد عن العنف
وينصح الدكتور عبدالله الذبحاني الآباء بعدم اللجوء إلى العنف لحث الأبناء على المذاكرة باعتباره أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، فالعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة بينما الحقيقة أنه يتظاهر بذلك خوفاً من العقاب، فذهنه مشتت وبدلاً من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي سيتلقاه في حالة الفشل.
المطلوب بدلاً من العنف الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل، بل أنصح الآباء باستخدام أسلوب المكافأة وهو أسلوب تربوي يؤتي ثماره.
رسالة الدعاة
من جانبه يرى الداعية محمد صالح بأن الخوف من الامتحانات أمر طبيعي وشائع بين الناس، ولكن الدعاء لله عز وجل من شأنه أن يخفف ذلك الخوف والهلع خاصة إذا ما آمن الطالب بأن الله عز وجل سيستجيب لدعائه ويملأ قلبه باليقين بذلك.
ويتوجه للطلبة بالنصح بأن يكثروا من الدعاء وقراءة الأذكار والصلاة والإيمان الكامل بأن الله بيده مفتاح النجاح والتفوق .
ويختم صالح برسالة لأولياء الأمور لأن يهتموا بأبنائهم وأن يخففوا عليهم الضغط النفسي الذي قد يصابون به من خلال تذكيرهم بقدرة الله واختيار الكلمات المناسبة لهم بحيث تكون تشجيعية وتعطيهم دفعة معنوية إيجابية تساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم بعون من الله عز وجل.

قد يعجبك ايضا