أثبت أبناؤنا الطلبة انهم قادرون على الصمود في وجه العدوان باستمرارهم في التعليم

*أخصائية علم النفس التربوي بشرى الغيثي:
*انتزاع المخاوف والقلق من نفوس الطلبة مسئولية جماعية لا تقتصر على التربية

لقاء/ نجلاء الشيباني
الطالب اليمني اثبت قدرته على الصمود والمواجهة في جبهة التعليم كما اثبت باقي اليمنيين قدرتهم العالية على تخطي كل الظروف ومقاومة كل اشكال العدوان فقد اثبتوا للعالم بأن العلم راسخ رسوخ الجبال وان كافة الخطوط مقطوعة لكل من سولت له نفسه المساس بقدسية العلم … الصمود الذي سطره ابناؤنا الطلبة وطرق مساعدة الجهات المختصة لهم وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق هذا الحديث مع الاستاذة بشرى عبد الله الغيثي اخصائية علم النفس التربوي الى التفاصيل:

* بداية هل بإمكانكم ان تحدثونا عن التأثيرات التي جدت على سلوكيات ابناءنا الطلاب والتغير في المستوى التعليمي جراء العدوان الغاشم ..؟
– طلابنا عانوا كثيراً جراء الحرب والحصار الذي فرض على بلادنا دون سابق انذار وانعكاسات تلك المعاناة ظاهرة بدرجة أساسية على ابنائنا الطلبة الذين تحملوا عناء الوضع الاقتصادي الراهن وتبعات الحرب النفسية والاجتماعية داخل الأسرة مما ادى الى انعكاس كل ذلك على سلوكياتهم بصورة مباشرة .
وباعتبار الطالب اهم المرتكزات بالنسبة لنا كمعلمين وتربويين ومختصين اجتماعيين ومن هذا المنطلق حاولنا جاهدين زرع وتقوية الروح القتالية في نفسيات ابنائنا وتنمية روح الكفاح وحب العلم والمثابرة عليه بغض النظر عن أي ظرف كان مما يساعد الطالب للتغلب على كل الاحباطات التي تحيط به من خلال تغيير الافكار السلبية التي في اذهانهم وتحويل كل الافكار التي يفكرون بها الى الجانب التعليمي وتحويله الى الهدف الأول والاخير ليصل الى القمه ولكي يساعد على بناء وطنه مستقبلاً بالعلم فقط وليس بأي شيء آخر .
آثار نفسية
* الحرب البربرية التي شنت على وطننا الحبيب والحصار الخانق الذي فرضته علينا قوى الظلم ..هل تسببت كل تلك العنجهية بالضرر على طلابنا ..؟ وكيف كان ذلك ..؟
– هناك اثار سلبية تسببت بها الحرب على ابناءنا الطلبة فالأوضاع وتغيرها بصورة كبيرة لها وقع سلبي وتأثير عكسي على نفسيات الشارع والأسرة اليمنية مما يؤدي الى التأثير على الطالب فهو عضو نشط في المجتمع والأسرة يتأثر مع الظروف المحيطة به .
وبالنسبة لأوضاع الحرب التي غيرت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لوطننا الحبيب فقط غيرت ايضاً في نفسيات الطلاب اليمنيين مما حولهم الى اصحاب نفسيات عنيدة وتتجه نحو العدوانية واللجوء الى القوة لامتلاك الأشياء وعدم الاستماع والتفاهم الايجابي بين الطلاب كما في السابق فنفسياتهم اصبحت ضيقة جراء التوتر والضغط النفسي الذي عاني منه الكثير من الطلاب بسبب ما يجري حولهم … والشيء الإيجابي هنا اننا تمكنا من التغلب على تلك السلوكيات المستحدثة على ابنائنا الطلبة النصح التربوي الفعال وتعاون المعلمين وتكاتفهم للحد من ازدياد مثل تلك السلوكيات وبمساعدة مباشرة من اولياء الأمور الذين ابدوا استعدادهم التام للتعاون معنا من اجل التخلص من المشكلات التي اسلفنا في ذكرها.
* بات من المألوف رؤية مشاهد الدماء وسماع اخبار القتل وغيرها من احدث مروعة كالتفجيرات وانتشا صور ضحايا الأطفال في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي … هل بالإمكان ان تخبرينا عن مدى تأثير تلك المشاهد على ابنائنا الطلاب..؟
– من الطبيعي ان اختلاف الاوضاع تؤثر على الانسان بشكل عام خاصة عندما يكون الانسان قد عاش حياة الامن والامان والاستقرار النفسي في منزله ومدرسته فإن السلوك الغالب هنا هو السعادة والاطمئنان النفسي ولكن اذا ما حدث العكس وتنقلب الحياة الهادئة والأمنة التي كان يعيشها رأساً على عقب فأن ذلك من شأنه ان يطفئ شمعة السعادة التي كانت موقدة لذا فأن شعور الطلاب بعد كل ذلك ينقلب خاصة عند رؤية مشاهد الموت والدماء والحرب في كل المحيط الذي يعيشه وقد تنتزع منه قريباً او حبيباً او ربما فعلت ذلك لذا قد يشعر الطالب بالخوف ويسيطر عليه ذلك الشعور مما يتسبب له بالضرر النفسي وكلما ازدادت رؤيته لمثل تلك المشاهد كلما زاد خوفه من الواقع المرير الذي بنتا نعيشه جراء الحرب الدائرة في بلادنا وبرغم من كل ذلك استطاع الطالب اليمني ان يثبت للعدوان وللعالم اجمع انه ثابت وراسخ رسوخ الجبال وأنه يبذل كل ما بوسعه من اجل الاستمرار في التعلم وتحدي الصعاب وتحقيق النجاح ولن يثنيه عن ذلك شيء وانه لا يخاف تحليق الطائرات وقصفه المستمر وقد اثبتوا ذلك في الفترة السابقة فلم تثنهم تلك الاعمال عن طلب العالم.
* عند سماع اصوات القصف وهدير الطائرات هل بالإمكان ان تفيدونا عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع حالات الخوف ان وجد …؟
– هناك اصوات للطائرات بتنا نسمعها بكثره في الآونة الأخيرة لها هدير مرتفع للغاية وتخيف الطلاب وكأنهم يتعمدون اخافة المواطنين بتلك الاصوات وبالطبع تلك الاصوات تخيف الطلبة داخل المدارس خاصة الطالبات فهن اكثر عرضة للخوف من الطلاب وهذا الامر كان بالنسبة لنا كتحد خاص ومن ابرز الصعاب التي واجهناها كمختصين تربويين .
وبالطبع الهيئة الإدارات المدرسية قامت بعدة اجراءات وقائية وأمنية للحد من هذه الاضرار منها حملات توعية الطلاب على كيفية التصرف الصحيح والخروج الآمن اذا ما سمح الله ووقع أي شر .
كما ان هناك برامج خاصة نقدمها كتربويون لدعم الطلبة نفسياً واجتماعيا وهي عملية تتضمن مجموعة من الخدمات التي يحتاجها الطالب من خلال برامج وقائية ونمائية وعلاجية هدفها تحقيق قدر جيد من التوافق النفسي والاجتماعي للطالب ورفع معنوياته ودافعيته في مختلف النواحي والمجالات
* كلمة اخيرة توجهينها لأبنائنا الطلبة الذين يتلقون العلم في ظل ظروف اقتصادية ونفسية صعبة وبماذا تنصحينهم ..؟
– انصح ابنائي للرجوع الى الله والاكثار من الدعاء وتغيير النفوس وتنمية روح المحبة فقد قال تعالى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
وأدعو أولياء الامور والجهات المختصة وكل من له شأن في الشؤون الطلابية ان يقفوا وقفة جادة مع بعضهم البعض وان يزرعوا روح القتال والامل في نفس الطلبة حتى يتمكنوا من مواجهه الاضرار النفسية التي قد تلحق بهم جراء الاحداث الراهنة وحث الطلاب على العلم فكل شيء يزول الا العلم لا يفنى.

قد يعجبك ايضا