أهلاً بسيّدي

أشواق مهدي دومان
أمّا بعد :
فقد احتفت السّماوات والأرض بك يا محمد يا رسول الله…
أفتكون آيات الله التي سخّرها الله لي ولكل إنسان ، مِن شمس وقمر و…إلخ أجدر بالاحتفال مِنّي ؟!
لا والله فلئن فضّلتني يا ربّ العالمين على سائر مخلوقاتك ؛ وأهديتَ وأنعمتَ علينا بالصّراط المستقيم ،بالرحمة وتمام الأخلاق ، بالرؤوف الرحيم بالمؤمنين ؛ بمحمد رسول ونبي ما بعده نبيّ و لا وبعده رسول…. فلكَ الرّوح والعمر والحياة…
لكَ العشق والهيام والغرام …
لكَ نور العيون وبهجة القلب …
بل إنّكَ الرّوح والعمر والحياة والعشق
والهيام والغرام ونور
العيون وبهجة القلب..
سيدي، يا حبيب الله : تزاحمت وتسابقت دمعات عيني مع خلجاتي و نبضاتي حين اشتقتُ إليكَ وكلّ يومٍ وأنا في شوقٍ جديد تمنّيت فيه رؤيتكَ في منامي زائرا ولكن رب العالمين جعل من الزّمان في دورته قمرا وسراجا منيرا ، فجعل ذكرى مولدك آية الزّمان التي تسعد في 12 ربيع الأول ، في عام أراد فيه أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة فكنتَ لها يا الله حاميا ….
إلهي : وها هو حبيبك زائرا للكون حبيبا وسلوكا وقيما نفتقرها ونفتقدها بشدّة..
ها هو سيدي وقرّة عيني محمد بن عبدالله يهلّ كبدر التّمام ليكون الاحتفال به عند من قالوا له:
طلع البدر علينا
من ثنيّات الوداع
وجب الشّكر علينا
ما دعى لله داع…
لتكون حفاوة اليمانيين بطه بلسما نرى في رسول الله صبرا وقيما، فقد حوصر في شِعب بني هاشم كما يُحاصر الاستكبار من انتصروا له في ساعة عسرته…
حفاوتنا بك ياحبيب الله وفي يوم مولدك حيث يقذف الله بجيش و جمع أبرهة بحجارة من سجيل مسموم جعلت من أراد أن يمس كعبة الخليل عصف مأكولا…
فكُنتَ الحبيب القريب لرب العالمين ..
والحبيب القريب لعباد ربّ العالمين….
وفي يمننا لك في مولدك شوق وذكرى ؛ فشعب اليمن يدعوك ضيفا في يوم مولدك لتتربع عرش الكون أهيب من ملك وأسمى من الشّمس والقمر وأنبل من ملائك السّماء..
حبيبي يا ابن عبدالله :
أهلاً وسهلاً بك وأحفاد أنصارك كطير الله الأبابيل يقصفون أحفاد أعدائك بدمائهم وأرواحهم الزّكيّة كأنهم طير من السّماء تحيل المعتدين الذين أتوا لهدم كعبة نصرك – اليمن- تحيلهم إلى عصف مأكول…
حبيبي يارسول الله :
أهلا وسهلا بك في موطنك- قلوب وأرواح أحفاد أنصارك – هي محلك ومنزلك وسندع ذكراك تنزل أينما شاءت ؛
فلو أحببتَ أن تسكن قصور قلوبنا فدُسها بقدميك وشرّفها..
وإن أحببتَ أن تسري في رئاتنا مع الهواء فنحن نتنفس حبّكَ السّرمدي وهو هواؤنا ولا هواء لنا سواه..
وإن أردت أن تجري في عروقنا فلك الدّم يفديك ، والعين تأويك والرّوح أنت ساكنها مِن قبل ذكرى مولدك ومن بعد ..
ياحبيبي :
و كلنا يشتاق إلى محياكَ ، وكلنا يشتاق أن يأخذ بزمام ناقتك
فتحلّ قلبه ، ويكون هو الميدان الذي تسكن فيه دون رحيل عنه …
ومع هذا فلسنا الأنانيين ونحن أحفاد أنصارك ؛ فكلنا مأواكَ و سنعرج إليك ونزورك ؛ ولن نيأس من زيارتك هناك في يثرب ، مع أسود الله الذين ما أعجزهم عتو سلاح المحتلين ،وسننتظر إلى أن ندخل معهم الى مسجدك لزيارتك في الدّنيا …فقد ذاب الفؤاد شوقا و بهذا:
احتارت حروفي المتواضعة ماذا وبمَ وكيف تحكي ؟
ومن أين تبدأ وإلى أين تنتهي ؟!
ومعك بداية لا نهاية لها إلا برفقتك -سيّدي-في الجنة شفيعا لنا عند ربّ العالمين …
حبيبي :
سيقولون لا تقولي سيّدي لبشر ؛ فأقول لهم : هذه حياتي وهذا قلبي وقلمي وفكري وعقلي وكياني يقول لكَ طواعية وحبّا وودا وصفوا وصدقا وعدلا يا سيدي …فدعوني أتلذّذ بمناداة حبيب الرحمن بما يشفي ويبلسم كل جراحي .. وأنتم – يامن تلمزون حبّنا لرسول الله قائلين بأنّنا نقدّم آل بيته الأكرمين عليه – سنحبه ونحب من يحب ونقدّسه ونقدّس من يقدّس.
نعم : سنعشق آل بيت رسول الله فاعشقوا آل بيتكم الأبيض وحثالتهم فأنتم المرتزقة العملاء…
وسنقول لكم : دعونا نهيم ونحتفل بذكرى مولد سيّد البشرية ؛
فاحتفلوا بالكرسمس في تركيا وفنادقها ،والرياض وأجنحتها، والقاهرة ومراقصها ،وقطرائيل والإمارات وأبراج خليفتكم وأسيادكم…
فقد تهاوى أسيادكم تحت نِعال أحفاد أنصار الرسول الأعظم وما بقي منهم سوى صورة اللحم والدّم…
وتسامينا – نحن-برجال الله ،إلى عنان السّماء ؛فكان وجود رسول الله بيننا وحفاوتنا به هو العالم الذي لن تصلوا إليه ….
وكلّ يحتفل بل ويحشر مع من يحب ..
فحبيبنا محمد وسنكون مثله …
ولتكونوا كما تريدون وبرفقة من تريدون …
والسّلام

قد يعجبك ايضا