اصرفوا النظر عن الطرف الثالث باللاءات الثلاثية

جميل أنعم
في مؤتمر الخرطوم 1967م بعد هزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني أجتمع قادة العرب لتدارس أنصاف الحلول والتسليم بالأمر الواقع والمفروض من الكيان، لكن الجماهير السودانية تدفقت كالأمواج العاتية في شوارع الخرطوم هاتفة: ” أقسمت لا مهادنة الموت للصهاينة .. من المحيط الهادر الخليج الثائر .. لبيك عبدالناصر” .. وتوالت هتافات الجماهير السودانية حتى فرضت على قادة العرب لا مهادنة .. لا مفاوضة .. لا استسلام!!وسُميت بقمة اللاءات الثلاثية.
ويسألونك عن المجلس السياسي قل هو إرادة شعب، وإرادة الشعب ينتظر منها أن تضغط على القيادات بسرعة المضي في إعلان الحكومة واقتصاد مواجهة الحرب .. إلخ، ومهما كان العدو جاداً في الخيار السلمي وإيقاف عدوانه وحصاره، ستستمر مفاوضات الكر والفر وتبديل صيغ وحذف أخرى لأشهر طوال، يجب خوضها على قاعدة متماسكة وحكومة تحديات تواجه العدو والمرتزقة وتبدأ بتفعيل خطط مواجهة حرب الاقتصاد، ولا داعي لانتظار حل سحري من كيري أو أعداء الشعب يطبق في بضعة أيام، ولا فائدة من تأخير إعلان الحكومة.
ولدقة المرحلة ولتبديد المواقف الضبابية، يجب على بعض أطراف حسم أمرها، وصرف تفكيرها بالطرف الثالث، فالطرف الثالث المقترح من جون كيري، هي هزيمة كاملة، هدفها الرئيس تدمير الصواريخ الباليستية والقضاء عليها، وبقية العناوين تحصيل حاصل من أمن السعودية وحكومة وحدة وطنية والإغاثة الإنسانية إلخ.
وخطة كيري وكما يراد لها تدمير الصواريخ بحد أعلى، أو زرع طرف ثالث في الحكومة الوطنية
اليمنية كخلية نائمة تستخدمه الإدارة الأمريكية المقبلة في يناير 2017م، وبإستراتيجية جديدة صهيونية مفصلة للرئيس الأمريكي القادم ترامب أو كلينتون، تماماً كما كانت إستراتيجية بوش الأب والابن بالتدخل، واستراتيجية أوباما كانت الربيع الإخواني وداعش.
ويكفي درس أغسطس 1965م وبمسمى القوة الثالثة التي حلت محل الجمهورية الثورية السبتمبرية وأزاحت أنصار النظام الملكي وقامت بتصفية الطرفين لصالح جمهورية الاعتدال وتربعت على السلطة بصنعاء بشكل مباشر أو غير مباشر حتى 21 سبتمبر 2014م باستثناء فترة الحمدي الذي اغتالته القوة الثالثة بإسناد سعودي.
وعلى قواعد وجماهير أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام تبديد أي تململ في القيادات تدفع وتروج للطرف الثالث، والذي ينبغي له أن يكون فقط وفقط بالوطنية اليمنية الكاملة والتي تبلورت ببيان وحدة القوة الصاروخية في ردها على كيري، أو فليكن خيار الشعب لا مهادنة.. لا مفاوضة.. لا استسلام، وحسبنا الله ونعم الله الوكيل.

قد يعجبك ايضا